تشدنا كثيراً قصص السعادة والشخصيات السعيدة أملاً منا بتقليدها أو على الأقل تشعرنا بالسعادة وتنمي لدينا شعور الإقبال على الحياة والتغلب على صعوباتها.
ولكن يبقى السؤال هل سماع قصص السعادة والسعيدين كافيه؟ هل القراءة عن أساليب ونظريات السعاده تكفي؟ أم نحتاج لمهارة ونضج معينين هو سر السعادة وهو من يحلي لنا مرارتها ويبقينا في اندفاع وفي حماس تحقيق الأهداف والغايات؟.
إن قدرتنا على الاستمتاع باللحظة وامتلاكنا حواس التلذذ بها هو غاية في الأهمية، فاستشعار السعادة في التفاصيل الصغيرة واللحظات البسيطة هو المتعة وهو فسيفساء لوحة الكاملة، فعندما نأكل وجبة ونستمتع بها وبأجوائها وصحبتها سواء في مطعم خمسة نجوم أو في كافيتريا بسيطة ونقضي وقتاً جميلاً حولها مفعم بالذكريات والأحاديث الجميلة والضحكات النابعة من القلب، تلك هي المتعة بالتفاصيل وهي التي تشعرنا بمحطات السعاده في الحياة، وسنجد هذه الصورة تتجدد عندما نلبس لباساً جميلاً استمتعنا في اختياره سواء كان غالي الثمن أو زهيداً نستشعر مظهرنا الجميل به ونستشعر نعمت الله علينا ونسمع إطراء الآخرين على ذوقنا في الاختيار ونتحدث عن مكان شراء هذه الملابس كل هذه التفاصيل سعادة حقيقية وإيجابية متبادلة مع الآخرين.
عندما نبحث عن الجوده في الحياة ولبس المميز من اللبس وأكل الفاخر من المأكولات وركوب السيارة الجميلة وغيرها لا بد ألا نربط ذلك بتوفر الأموال الكثيرة بل نستمتع ونبحث عن الأجود في كل شي حسب ميزانيتنا وقدرتنا المالية فعندها سنشعر بالراحه ولن تكون الراحه بالدِّين على حساب الجودة في الحياة.
ختاماً استمتع ولا تكدر خاطرك بالتفكير في المستقبل أكثر من اللازم فيعتريك القلق والهم وتفقد سعادة ما أنت فيه اليوم من نعمة ورزق هو في نطاق قدرتك وتمسكه بيدك وليس في القدر
من وجهة نظري لا بد من صناعة المتعة في الحياة خاصة للذين يخوضون معارك في حياتهم ولديهم تحديات وأهداف يعملون في سبيلها ليل ونهار فهم بحاجة لواحة يستريحون فيها محتاجين بلسماً سريع المفعول يعالج مع الإصابات من رحلة الحياة يعودون بعدها للمعارك بروح جديده واندفاع أكبر، فلو استسلموا وحاولوا الصبر على مصاعب الحياة دون الشعور بمتعتها من الحين للآخر لن تطول حماستهم وسيخفت نورهم وهذا أول طريق الفشل والانهزام.
في هذه الزاوية سيكون لنا مواضيع مميزة تتعلق بجوة نظام حياتنا وكيف يمكن أن نعيش بسعادة حسب إمكانياتنا وقدراتنا وكيف من الممكن أن تنعكس هذه السعادة على ملامحنا ومظهرنا العام والبيئة المحيطة بنا.