كشفت قياسات الجليد البحري الأخيرة في القطب الشمالي أن كمية الجليد في المنطقة بلغت أدنى مستوى لها في السجلات الحديثة.

وتظهر بيانات الأقمار الصناعية أن القطب الشمالي وصل إلى أدنى مستوى سنوي له، في 13 سبتمبر، عند 1.79 مليون ميل مربع (4.46 مليون كم مربع) من الجليد.

ويقول الخبراء إن هذا المعدل آخذ في الانخفاض بسرعة، نتيجة تغير المناخ، حيث شهد انخفاضاً كبيراً منذ أواخر السبعينيات.

وبهذا الصدد، يقول كلير باركينسون، عالم المناخ البارز في مركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لوكالة ناسا: "إن كمية الجليد المتبقية في نهاية الصيف في أي سنة محددة، تعتمد على حالة الغطاء الجليدي في وقت مبكر من السنة، وكذلك أحوال الطقس التي تؤثر على الجليد".

ويأتي التحليل الجديد من بيانات وكالة ناسا والمركز الوطني لبيانات الثلج والجليد، الذي تدعمه وكالة ناسا (NSIDC) في جامعة كولورادو بولدر.

وأوضح الباحثون أن درجات الحرارة كانت معتدلة نسبياً هذا العام، نظراً لخط العرض العالي. وما زال يبلغ الحد الأدنى للجليد 610 آلاف ميل مربع (1.58 مليون كم مربع)، أي أقل من المتوسط في الفترة بين عامي 1981 و2010، وفقاً لما ذكرته ناسا.

وسجل القطب الشمالي أدنى مستوى له أعوام 2012 و2016 و2007، وذلك عندما أثرت الظروف الجوية غير العادية على الجليد.

وأضاف باركنسون: "في كل تلك الحالات، ساهمت الظروف الجوية في انخفاض الغطاء الجليدي".

وعادة ما يحدث هذا الانحسار الجليدي في سبتمبر أو أوائل أكتوبر، ولكن يتوقع الخبراء أن يكون الحد الأقصى من بين أدنى 5 مستويات في سجل الأقمار الاصطناعية.

وأوضح باركنسون أن أكثر ما يثير الدهشة مقارنة بتغيرات الجليد البحري في العقود الثلاثة الماضية، هو أن جليد البحر في القطب الجنوبي آخذ في الازدياد بدلاً من التناقص.

وعلى الصعيد العالمي، يظهر سجل الأقمار الاصطناعية أيضاً أن الأرض قد فقدت الجليد البحري منذ أواخر السبعينيات، في كل جزء من الدورة السنوية.