إن اعتماد الرجل في كل شؤون المنزل على المرأة هو أحد أسباب الطلاق وخصوصاً في المجتمعات الشرقية. فمع تقمص الزوجة لشخصية الأب والأم في الوقت نفسه، اضمحلت شخصية الرجل في المنزل وفقد دوره بعدما كان عماد البيت والركيزة الأساسية في بناء كيانه.

ويُرجع نفسيون السبب وراء تجرد الزوج من مسؤولياته وجلوسه في البيت متكلاً على زوجته، إلى تربية الأم له واعتماده عليها في كل شيء، إلى أن يتزوج، ويصبح غير قادر على التغيير من صفته السلبية هذه.

كيف يمكن التعامل مع الرجل الاتكالي؟

وصف الباحث وأستاذ علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي الزوج الذي لا يستخدم مهاراته ولا قدراته سواءً الجسمية أو الفكرية أو الاجتماعية بـ"الرجل المحكوم"، لكونه يعتمد على زوجته في إدارة الأسرة وهي المدير الفعلي الحاكم فيها.

وأشار الخزاعي إلى أن هذا الزوج الذي يقبل على نفسه الكسل مرفوض في المجتمع على الإطلاق، وفاقد لاحترامه من المحيطين به، وخاصة زوجته وأبناءه.

عدا عن ذلك، لا يمكنه التعامل مع مشاعر المرأة وعواطفها ولا جسدها، لفقدانه أي إحساس، ومن البديهي أن تصبح زوجته هي المتحكّمة به، وهي صاحبة النفوذ في المنزل، وكأن الأدوار بينهما قد تبدلت، وهي المسيِّرة لحياته.

فما هو التصرف السليم معه؟

ونصح الخزاعي بأن ترفض الزوجة اتكال زوجها عليها، بل تجبره على تأدية واجباته وعدم قيامها بأي أمر هو من عليه أن يقوم به، مبيّناً أن للزوجة الحق في التعامل مع زوجها معاملة خاصة، وعدم قيامها بأي شيء هو القادر على عمله، فعلى سبيل المثال، ألا تطبخ الزوجة إن لم يوفر لها مكونات الطبخة، وألا تغسل ثيابه إن لم يُصلح الغسالة المتعطّلة، وألا تبالغ في اهتمامها به، وأن تكون حذرة في التعامل معه كي يدرك أن هناك آثاراً سلبية في المنزل هو السبب في إحداثها جراء عدم إنجازه لمهامه التي ينبغي أن يقوم بها.

وفضلاً عن ذلك كله، قد يكره الأولاد والدهم ويلومونه جراء أنانيته واعتماده على والدتهم الضعيفة، ونشوب الخلافات بينهما لمطالبة الأب بالإنفاق عليهم.

وختم الخزاعي حديثه بالقول: "كان الله في عون كل زوجة في بيتها زوج كسول يتكل عليها".