منحت جائزة نوبل للكيمياء لعام 2017 الاربعاء الى 3 علماء في الفيزياء الحيوية لتطويرهم الاستجهار الالكتروني بالحرارة المنخفضة التي تسمح بدراسة الجزئيات من دون المساس بخصائصها وبالابعاد الثلاثة وقد اثبت فاعليتها في مكافحة فيروس زيكا وفي الابحاث حول مرض الزهايمر.

ونال الجائزة السويسري جاك دوبوشيه "75 عاما" والامريكي جواكيم فرانك "77" والبريطاني ريتشارد هندرسون "72 عاما" لتطويرهم هذه التقنية الثورية.

واعلن غوران هانسون الامين العالم للاكاديمية الملكية للعلوم التي تمنح الجائزة "تكافئ الجائزة هذه السنة طريقة جديدة لتصوير جزئيات الحياة. بفضل هذه الطريقة بات بامكان الباحثين التوصل (..) الى صورة بالابعاد الثلاثة للجزئيات الحيوية".

وعلق جواكيم فرانك في اتصال هاتفي اجرته معه الاكاديمية السويدية قائلا ان فرصة الحصول على الجائزة "ضئيلة نظرا الى وجود الكثير من الاكتشافات الجديدة كل يوم. لقد فوجئت كثيرا ورحت اكرر الكلام نفسه. انه نبأ رائع".

ويسمح الاستجهار الالكتروني بالحرارة المنخفضة بدراسة عينات بيولوجية من دون المساس بخصائصها كما هي الحال عند استخدام الملونات او حزم الالكترون المنبعثة من اشعة اكس.

وفي الاستجهار الالكتروني العادي، يجب ان تجفف العينات التي غالبا ما تكون مؤلفة من كمية كبيرة من المياه، ما يؤدي الى تبدلات فيها ايضا. ومن اجل الحصول على افضل صورة ممكنة كثيرا ما يعمد الباحثون الى استخدام الملونات او الاملاح التي تؤثر ايضا على عمليات المراقبة. واستمر الامر على هذا النحو حتى الثمانينات حين اخترع جاك دوبوشيه مع فريقه الاستجهار الالكتروني بالحرارة المنخفضة والذي يقوم على تجميد العينة لكي تحافظ على وضعها الاساسي. ويعمد الى "تزجيج" مياه الجزئية باسرع وقت ممكن. ويمكن بفضل هذه التقنية تصوير جزئيات حيوية كثيرة مثل السالمونيلا والبروتينات المقاومة للمضادات الحيوية والجزئيات التي تتحكم بالساعة البيولوجية. وتسمح التكنولوجيا الحديثة ايضا باعادة تشكل العينة البيولوجية من فيروس وبكتيريا وغيرها، بالابعاد الثلاثة. واوضحت الاكاديمية ان "الصورة هي مفتاح للفهم".

وفي عام 1990 كان هندرسون "72 عاما" اول من توصل الى صورة ثلاثية الابعاد لبروتينة بوضوحية ذرية. وقد حسّن جواكيم فرانك "77 عاما" هذه التقنية وسهّل استخدامها.

وكشفت دراسة نشرتها مجلة "ساينس" في مارس 2016 بنية فيروس زيكا بفضل تقنية الاستجهار الالكتروني بالحرارة المنخفضة.

واشارت لجنة نوبل "عندما بدأ الباحثون يشتبهون فان فيروس زيكا مسؤول عن آفة تؤدي الى تشوهات دماغية خطرة لدى المولودين الجدد في البرازيل لجأوا الى تقنية الاستجهار الالكتروني بالحرارة المنخفضة من اجل وضع صورة الفيروس".

وتوصل هؤلاء بعد ذلك الى صورة ثلاثية الابعاد للفيروس وتمكن الباحثون من بدء البحث عن علاجات ولقاحات.

واستخدمت هذه التقنية لدرس الانزيمات الضالعة في امراض مثل الزهايمر.

وفي عام 2016، كانت جائزة نوبل للكيمياء من نصيب الفرنسي جان بيار سوفاج والبريطاني فرايرز ستودارت والهولندي برنارد فيرينغا الذين اخترعوا "الالات الجزيئية" التي شكلت مقدمة لروبوتات النانو، اصغر الالات في العالم.

وجائزة الفيزياء هي الثالثة التي تمنح في موسم نوبل لعام 2017.

فقد منحت جائزة الطب الاثنين الى 3 امريكيين خبراء في الساعة البيولوجية وجائزة الفيزياء الى 3 علماء فيزياء فلكية امريكيين ايضا، لمساهمتهم في في عام 2015 برصد موجات الجاذبية التي كان تنبأ بها آينشتاين قبل قرن من الزمن.

وتمنح الخميس جائزة نوبل للاداب. ويرجح نقاد فوز الكيني غوغي وا تيونغو يليه الياباني هاروكي موراكامي والكندية مارغريت آتوود وهم من المرشحين الدائمين في مسابقة لا تأبه عادة بالتوقعات.

ومن الاسماء المطروحة ايضا ادونيس "فرنسا، لبنان، سوريا"، وعاموس عوز ودافيد غروسمان "اسرائيل" واسماعيل كاداري "البانيا" وكلاوديو ماغريس "ايطاليا".

اما نوبل السلام فتكشف لجنة نوبل النروجية في اوسلو الفائز بها الجمعة فيما يختتم موسم نوبل بجائزة الاقتصاد الاثنين.

وترفق الجائزة بتسعة ملايين كورون سويدية "940 الف يورو" وتسلم في مراسم رسمية في 10 ديسمبر في ستوكهولم.