بعضهم يسميه الفسيونومي، وآخرون يسمونه علم الفراسة، ويحلو للبعض تفسيره بأنه معرفة مزاج الأشخاص وأحوالهم النفسية عن طريق قراءة شكلهم الخارجي ووجوههم خصوصاً، لكن الثابت أن الحديث عنه يزداد عربياً في الفترة الأخيرة.

"الوطن" استمعت للمدرب جاسم المهندي في دورة نظمها مركز "ود" للاستشارات الأسرية مؤخراً بعنوان "تحليل الملامح الشخصية بطريقة الفسيونومي".

والمهندي مدرب معتمد في علم الفسيونومي ورئيس مركز الإرشاد النفسي في وزارة التربية والتعليم.

وخلال الدورة، قال المهندي "تخصصي الأساسي علم النفس الطفولي، أما الفسيونومي فمادة ثانوية تدريبية للناس خاصة الاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين والمدرسين وأولياء الأمور ليكتشفوا نقاط الضعف والقوة لدى الطفل، فكثير منا لديه صفات مكتسبة داخله ولكن لا نعلم بها وتعلم هذا العلم ينمي نقاط القوة لدى الطفل ويبرزها أكثر"، مضيفاً "من المهم تعلم هذا العلم لأن الشخص يقابل كثيراً من الناس بشكل يومي فمنهم الصادق ومنهم الكاذب، وهو مهم خاصة للعاملين في بعض المراكز الاجتماعية وللأبناء أيضا، فمن خلال سمات الوجه تظهر الكثير من المشكلات لدى الطفل أو الكبير. لا توجد أماكن تدرس هذا العلم في البحرين، ويعتبر ضمن علم النفس المعرفي ويوجد في دول الخليج في الكويت وفي لبنان أيضاً، وموجود في أوروبا كمادة أساسية للطفل وفي المحاكم يوجد متخصص في هذا المجال لتحليل الشخصية وخاصة في محاكم أمريكا، ويجب تخطي 120 ساعة للحصول على دبلوم علم الفسيونومي من مركز التمساح للفسيونومي إضافة لشهادة جامعة كامبردج".

الفراسة أساس هذا العلم

وعن نشأة هذا العلم، قال المهندي "هناك علم الفراسة للإمام الشافعي في فترة نهوض الإسلام وبعدها جاءت عصور التخلف وكان الأوربيون يأتون سباحة لهذه المدارس لأخذ العلم، ثم طوروه وأصبح اسمه "علم الفسيونومي". ويعتبر الصينيون القدماء أول من قام بقراءة الوجه منذ حوالي 2700 عام فيما يعرف حديثاً بالميان شيانج وهو علم قراءة الوجوه الصيني، وأول من كتب كتاباً في علم الفسيونومي هو الفيلسوف اليوناني أرسطو، وربط بين شكل أوجه الحيوانات ووجه الإنسان".

ومن استخدامات قراءة الوجه تعرف الشخص على نفسه بشكل أفضل لتنمية وتطوير مهاراته وتجنب العيوب، وفهم وتربية وتوجيه الأطفال واكتشاف قدراتهم وميولهم في سن مبكرة، إضافة إلى تطوير العلاقات الاجتماعية ومهارات التواصل مع الآخرين".

قراءة الوجه في 60 ثانية

وفي اليوم الأول للدورة، تحدث المدرب عن كيفية قراءة الوجه خلال 60 ثانية عبر 4 مراحل، للتعرف على أطباع الشخص وسماته الشخصية والداخلية وأمراضه النفسية، وتعد نسبة دقة المعلومات 65% ويجب أن يكون الشخص مؤهلاً لذلك بشكل جيد، إذ توجد ثلاث مدراس لذلك هي الأمريكية "البيرسونولوجي"، البريطانية "الفسيونومي"، الفرنسية "المورفوسوكولوجي".

وعن طرق قراءة الوجه، قال المهندي "الطريقة الأولى هي الأسرع لكن الأقل دقة، وتكون بقراءة الشكل العام للوجه من الأمام (وجه مربع، وجه دائري، وجه مثلث، مستطيل، بيضوي، معين، الوجه المربع الضيق من الأعلى) من قراءة الشكل العام للوجه وقراءة الشكل العام للقطاع الجانبي للوجه يمكن معرفة حوالي 65% من شخصية الفرد.

أما الطريقة الثانية فهي الأكثر دقة لكنها تحتاج إلى بعض الوقت، وتبدأ باستعمال الطريقة الأولى، ثم قراءة شكل السمات وأجزاء الوجه جزءاً جزءاً بشكل مستقل (شكل الأنف، شكل الفم، شكل العين.. إلخ)، وتستعمل مقياساً تخيلياً لظهور السمة، وهو مقياس من واحد إلى عشرة، وتقيم فيه مدى وضوح السمة في الوجه، ويجب ألا تقرأ الصفة إذا كان مدى ظهورها أقل من 7، ويحدد ظهور الصفة مدى تأثيرها على شخصية الفرد، وبهذا يكون قد حدد أكثر من 85% من ملامح الشخصية.

والطريقة الثالثة هي الأكثر دقة لكنها تحتاج إلى مجهود كبير وتركيز شديد وفن وخبرة من قارئ الوجه، وتبدأ بعد استعمال الطريقتين السابقتين، وفيها يقيم القارئ الصفات والسمات ويقارنها ببعض، فبعض السمات تقوي بعضها. وتنقسم السمات الشخصية إلى سمعية وبصرية وحسية".

تفاصيل جديدة في الحلقة الثانية غداً