تخيّلي أنك في أحد المراكز التجارية، وأن طفلك يشير إلى لعبة يريد شراءها بشدة، وأنت بالطبع لن تقولي له لا فقط لأنك تخافين من أن يبدأ بالصراخ والبكاء وضرب رجليه بالأرض للحصول عليها، ما يسبب لك الإحراج أمام الناس. المواقف المحرجة في هذه الحالات مع الأولاد دائماً واردة، ولكنك لا تسدين إليه أي خدمة عندما تقولين له "نعم" على كل ما يريده. في الحقيقة، الموافقة الدائمة على طلبات الصغار تؤدي غالباً إلى تحوّلهم إلى أشخاص مدلّلين.

والمدلّل هي صفة تُعطى للأطفال والبالغين الذين يحصلون دوماً على ما يريدون دون بذل أي مجهود. ولكن تربية طفل مدلّل يفرض الكثير من التحدّيات على الأهل في المستقبل، لأنه قد يكبر ليصبح إنساناً غير ناضج لا يستطيع تحمّل مسؤولية حياته كما يجب. ولكن كيف تعرفين أنك تربّين طفلاً مدلّلاً؟ إليك أهم المؤشّرات.

تقدّمين له الجوائز غالباً

قد تشعرين بالرغبة في رشوة طفلك كي يفعل ما تريدينه، إلا أن ذلك سيولّد لديه سلوكاً منفّراً ويعطي نتائج عكسية على المدى البعيد. بمعنى آخر، سيعتاد طفلك ألا ينفذ ما تطلبينه منه إلا في حال قدّمت له مقابلاً. ولكن الصحيح هو أن يعي طفلك أن السلوك الجيد واجب عليه سواء حصل أم لم يحصل على مكافأة لقاءه.

لا تتمسّكي بالنتائج

بسبب الحب والعاطفة التي يكنّها الأهل لأولادهم، غالباً ما يعانون من صعوبة في معاقبتهم كما وعدوهم عندما يكسرون القواعد. ولكن الصغار يحتاجون حقاً إلى حدود مرسومة لأن الطفولة هي المرحلة التي يتعلّمون خلالها كيف يسير العالم من حولهم؛ بالإضافة إلى أن القواعد ترشدهم إلى الاتجاه الصحيح الذي يجب أن يسلكوه. يصرّ خبراء التربية على تمسّك الأهل بالقواعد والقوانين والعقاب عند الخطأ لمصلحة تربية أولادهم.

حماية الطفل من المشاعر السلبية

حين يشعر طفلك أنه مستاء لأنه لم يحصل على ما يريد، تكلّمي معه بالأمر، وقولي له مثلاً "أعلم أنك غاضب لأنك لا تريد الخلود إلى النوم الآن"، ومن ثم شجّعيه على متابعة الحديث للتعبير عن مشاعره والسبب الكامن خلفها. يجب أن يعرف الصغار أنهم يشعرون بمشاعر الغضب والإحباط والحزن، لأنهم سيتعلّمون بذلك أن يتجاوزوها بدل من أن يسمحوا لها بالسيطرة عليهم.

لا تسندي إليه مهاماً

أنت بالطبع تسعين إلى تربية طفل يعرف معنى المسؤولية والكلمات التي تُوجّه إليه. لهذا السبب، يجب أن يعرف، ومنذ الصغر، أنه لا يمكن لأحد إنجاز أموره الخاصة بدلاً عنه، بالإضافة إلى أنك يجب أن تسندي إليه بعض المهام والمسؤوليات لتشجعيه على التفكير بالآخرين وليس فقط بالـ"أنا". هذا دون أن ننسى أن تنفيذه لبعض المهام سيعلّمه الاستقلالية والمسؤولية والاعتماد على الذات.

لا يفهم ماهية الأخلاق التي تريدين أن يتمتع بها

تتجاوز الأخلاق كلمات "لو سمحت" و"شكراً" و"عذراً"، إلى السلوكيات والتصرفات. على الأطفال أن يمارسوا التعاطف مع الآخرين وأن يضع نفسه مكانهم. في المقابل، حاولي عدم إجباره على الأخلاق الحميدة، ولكن اشرحي له السلوك أو الكلمة المطلوبة في كل موقف يواجهه.