زوج وزوجته:

الزوج: زوجتي الغالية، ذهبت اليوم إلى مهندس ديكور منزلنا الجديد وقد اخترت اللون الأحمر لطلاء الغرفة.

الزوجة: ماذا أحمر؟؟؟؟ هي واحدة من اثنتين إما أنك تعاني من عمى ألوان أو أنني في نظرك ثور هائج.

هكذا أسلوب بعض الناس في الحياة يعيشون الخلافات مع جميع من حولهم، يعرضون أنفسهم لتشويش في الفكر وفشل في التعامل مع معطيات الحياة وفوضى نفسية وفكرية... فهذا هو مصير الشخص الذي لا يعرف إلا أن يختلف مع غيره لا من أجل شيء ولكن من أجل الاختلاف فقط، ولكن ماذا عن الشخص الذي يختلف عن غيره؟؟؟

توماس أديسون ذلك الطفل الذي كان يتصف بالغباء والشرود، فقد وجدوه طفلاً متخلفاً، ولكن ثقة والدته فيه وحبه للاكتشافات أخرجه من وكر التبلد والشرود إلى عالم المصابيح ليضيء بها حياته وحياه العالم كله.

لقد كان أديسون مختلفاً عن غيره في كونه كان متخلفاً عقلياً، غير أن التخلف الذي كان يعاني منه ليس هو بالاختلاف الحقيقي والواقعي الذي كان بينه وبين من هم في أقرانه وإنما الاختلاف في كونه بأنه لم يرد العيش كأي إنسان عادي.

أغلبنا يعرف قصة عادي بن عادي..

ملخص هذه القصة: بأنه ولد شخص اسمه عادي في يوم عادي..

وتربى وعاش طفولة عادية..

تخرج من المرحلة الثانوية بمعدل عادي..

تخرج بعد ذلك من المرحلة الجامعية بمعدل عادي..

وعاش حياته كلها عادياً ومات عادياً.

قالوا: رحم الله عادي ابن عادي فلقد كان رجلاً عادياً، وكتب على قبره عادي.

هذا هو الفرق بين عادي وتوماس أديسون، بأن العالم توماس لم يكتفِ بعبارة القناعة كنز لا يفني وفضل أن يعيش حياة التميز والعبقرية، حيث أدرك توماس بأن هذه القاعدة لا يجب تطبيقها في كل شيء وعلى الإنسان إن يعيش الاختلاف.

هذا هو الاختلاف الجدير بأن نطلق عليه كلمة اختلاف، بأن تضع بصمتك في الحياة، وتطلق العنان لفكرك كي ينتج ولإبداعاتك كي تتبلور وتخرج، وأن تجعل من ذكائك السلاح الذي يميزك عن غيرك.

فليس الاختلاف بأن تعيش مرفهاً بالأموال والكماليات وغيرك لا يجد قوت يومه، ليس الاختلاف بأن تركب أفخم السيارات وغيرك يسير على الأقدام للوصول إلى مكان عمله.

الاختلاف الذهني والعقلي يعد سراً من أسرار التميز، حيث الاختلاف أصبح المادة الأساسية في عمليات التغيير والتطوير ويمكن صاحبة من كشف سبل جديدة في تغيير العالم، ذلك أن البشر كرهوا الرتابة وسئموا من التماثل والتكرار.

لا ترضوا أبداً بأن تكونوا نسخاً طبق الأصل عن غيركم، بل اختلفوا وتميزوا عن غيركم ولا تختلفوا معهم فقط حتى لا تتخلفوا.