عبدالله السويدي:

اختيار الغذاء الصحي والمثالي يعتبر من الضروريات التي تنعكس وبصورة قوية على الصحة العامة، حيث إن الاختيار يختلف من شخص بالغ أو طفل يافع أو باختلاف البيئة ودرجات الحرارة وفصول السنة الأربعة وأيضاً يتم الاختيار بناءً على المجهود العضلى أو الذهني حسب نوع العمل المؤدى.. والغذاء المتوازن هو الغذاء الذي تتوفر فيه العناصر الغذائية بكميات كافية تكفى لاحتياج أجهزة الجسم، وفي السابق كان اختيار وجدولة الطعام الصحي يستغرق وقتاً طويلاً للوصول إلى أخصائي تغذية، لكن الآن أصبح الاختيار سهلاً وسريعاً، بفضل المطاعم التي توفر الطعام الصحي في قائمتها ولم تقف إلى هذا الحد بل استعانت بأخصائي تغذية لوضع قائمة الطعام لكل شخص حسب احتياج جسمه ليتلاءم مع نمط حياته.

يقول أحمد عيد أحد المشتركين في برنامج جدولة الطعام: لقد بدأت الاشتراك منذ قرابة سنة، وكنت أختار أصنافاً من اللحوم الخضروات، وبما أنني أمارس رياضة كمال الأجسام فإني أحدد الكمية الطعام والصنف حسب احتياج جسمي، وذلك يعتمد على شكل جسمي أولاً ثم وزني ثانياً، فلاعب كمال الأجسام يهمه شكل الجسم وتناسقه قبل وزنه، بالإضافة إلى الجهد الذي أبذله في النادي، فمثلاً عندما بدأت الذهاب إلى النادي أصبحت أستهلك كمية طعام ولحوم أكثر ليمدني بالبروتينات لأغطي احتياجي اليومي للمجهود العالي الذي أبذله في الممارسة.

وكل ذلك يكلفني حوالي 180 إلى 230 ديناراً شهرياً وبما أنها تعتبر هذه القيمة مرتفعة بالنسبة لطعام في شهر واحد من الطبيعي سألتزم بالجدول المحدد لي.

وتحدث مالك أحد هذه المطاعم المعروفة قائلاً أتتنا هذه الفكرة بعد أن رأينا رغبة الناس هذه الأيام في اختيار الطعام الصحي دون أي عناء في البحث والذهاب للشراء بأنفسهم وخصوصاً بعد أن أصبح لدى الناس الوعي الكافي بممارسة الرياضة اليومية، فتدفعهم الحاجة إلى اتباع حمية لخسارة الوزن الزائد، وبذلك اختيار أصناف معينة من وجباتهم اليومية المطبوخة بدون دهون إضافية، والتي تمدهم بالطاقة وبما يحتاجه الجسم، تحت إشراف طباخ ذي خبرة ومتخصص في مجال الأكل الصحي.

ويضيف مالك المطعم أن الأمر لا يقتصر على ذلك فحسب بل وضعنا استشارية متخصصة في مجال التغذية، لمعرفة احتياج المشترك ونوع الحمية التي يتبعها، ونمط حياته بشكل عام كي تضع له الأصناف التي يحتاجها وجدولة الطعام له بشكل خاص فيه، لافتاً أنه يتم تسعير الاشتراك على شكل 4 أسابيع، وحسب كل صنف من الطعام وما إذا كان يحتاج إلى وجبة واحدة أو ثلاث في اليوم الواحد، بالإضافة إلى الحلويات الصحية، ويكلف ذلك ما يتراوح بين 80 إلى 230 ديناراً، فأغلب المشتركين يفضلون ثلاث وجبات رئيسة لليوم الواحد.

وتحدثت حصة أبوحجي أيضاً: لقد اشتركت في برنامج جدولة الطعام وفادني ذلك كثيراً، ونزلت من وزني قرابة 4 كيلوجرامات في أقل من شهر، إذ كانوا يوصلون لي الطعام طازجاً، وكل وجبة أستلمها في وقتها، فمثلاً لوجبة الفطور كان صندوق الطعام يحتوي على شطيرة الحلومي وللغداء باستا وللعشاء شاورما ولم يكفتو بالوجبات فقط، بل يضعون مع كل وجبة بعض الطعام الخفيف أو ما يسمى بـ "السناك" لأكلها بين كل وجبة، وتحتوي على الروب المحلى أو شرائح من الخضروات وبعض الأحيان البسكويت الذي لا يحتوي على السكر، صحيح أن الطعام الصحي ليس لذيذاً بقدر الطعام العادي لكنه مفيد جداً.

وقالت أخصائية التغذية فجر الغتم: إن برنامج جدولة الطعام مفيد ويأتي بنتيجة إيجابية للبعض، لكن للبعض الآخر أيضا نلاحظ أن المشترك لا يملك المعلومات الكافية تجاه ما يأكله أو معلومات صحيحة 100% لأن الطعام يأتيه جاهز، والأهم أن المشترك بهذه الطريقة لن يتعلم كيف ينظم ويختار طعامه وما المناسب له بنفسه، ولهذا نرى أن معظم الأشخاص يرجع وزنهم بالازدياد بعد تركهم الاشتراك في تلك البرامج، فمن المهم أن يكون للشخص ثقافة الأكل الصحي والأنظمة الغذائية ليستطيع الاعتماد على نفسه طوال فترة حياته.

وتضيف الغتم أن النظام الغذائي الصحي كما الشائع "الدايت" المعتقد السائد عند الناس أنه يعني الحرمان من الكثير من الطعام وهذا شيء خاطىء، فهو يجب أن يكون معتدلاً ومريحاً وغير متعب للشخص ويستطيع الاستمرار عليه طوال حياته وليس لشهر أو شهرين، حتى يكون ثقافة للمشترك، ذاكرة أن معظم الأسعار مبالغ فيها، فالسعر بقارنة بالأكل كبير فالأكل الصحي بسيط.