لا يخلو الأمر من الطرافة أنه أصبح موضة، وأن الإجابة عن السؤال أيضاً تضمنت في بعض الأحيان رداً كوميدياً على شاكلة: "في شركة أخرى بمرتب أعلى إن شاء الله". أما طالب الوظيفة الحذق فلابد أن يتجنب بشكل قاطع الإجابة التالية: "أرى نفسي مكانك يا حضرة المدير".
ففي سلسلة نصائح للنجاح في الحصول على وظيفة مناسبة، يقدم موقع "themuse" رجاء حارا بألا تقول هذه الإجابات أو غيرها من إجابات من شاكلة: "لدي طموح أن أدير عملي الخاص في أقرب فرصة" أو "إن حلم حياتي هو الهجرة والعمل في بلد آخر"... إلخ.
ورغم أن السؤال متكرر بدرجة تبعث على الملل ولكن تؤكد أنه عندما يوجه مدير التوظيف هذا السؤال، يكون على دراية أن هناك عددا من الأشياء التي تمر أمام عينيك وتعمل من خلال المخ مثل "التطور الوظيفي والحصول على ترقيات" و"إدارة الشركة التي تتقدم للالتحاق بها" أو "العمل بشكل مستقل وبناء كيان خاص تمتلكه" على سبيل المثال.
وبالطبع، من الممكن أن تكون الإجابة مبعث للقلق، وبالتالي توقع هذه نتيجة: "نتمنى لك التوفيق في شركتك الخاصة أو في كيان آخر تتولى فيه القيادة بعد مجرد 5 سنوات من التحاقك به".
لذا لا يجب أن تتفوه بأي من تلك الإجابات في مقابلة التوظيف.
إذن.. كيف تجيب عن هذا السؤال؟
عرض موقع "themuse" صيغة إجابة نموذجية تم إعدادها بواسطة خبيرة التوظيف والمهنية ليلي تشانغ، لكي تساعدك على عرض أهدافك وطموحاتك بالطريقة الصحيحة، وعدم التسبب في قلق أي مدير خلال مقابلة توظيف، ما يؤدي لخسارة فرصة الالتحاق بالوظيفة.
والخبر السار هو أنك يمكن أن تكون صادقاً، وفي نفس الوقت ستقول لمدير التوظيف ما يريد حقاً أن يسمعه.
ولاحظ أن بعض المديرين يطرح السؤال بصيغ مختلفة مثل: "هل لديك توقعات واقعية لحياتك المهنية؟" و"هل أنت طموح؟" و"هل تتوافق هذه الوظيفة مع طموحاتك للتطور وأهدافك بشكل عام؟".
وهنا يجب أن تكون على استعداد للإجابة بأسلوب لبق وصادق في نفس الوقت، على سبيل المثال، من خلال اللجوء إلى إحدى الوسائل المنطقية وهي أن تفكر في المكان الذي يمكن أن تحصل فيه على هذه الوظيفة بشكل واقعي، والتفكير في كيفية ومدى توافقها مع بعض أهدافك المهنية وتطلعاتك الأكبر في المستقبل. فلن يكون مناسباً أن تكون حالماً واهماً، ولا أن تكون بلا طموح وخامل.
لذلك، على سبيل المثال، قد تقول: "حسنا، أنا متحمس حقاً لهذه الوظيفة في شركتكم لأنني في غضون 5 سنوات، أود أن أصبح شخصاً لديه خبرة عميقة في مجال التخصص، وأنا أعلم أن هذا الأمر ستتاح لي فرصة تحقيقه هنا. كما أنني متحمس جداً للقيام ببعض المسؤوليات الإدارية في السنوات القليلة المقبلة، أو أن أتولى مسؤولية الإشراف على بعض المشاريع الفرعية إذا وجدت الإدارة أنني أصبحت لي الخبرة والإمكانية للقيام بذلك. سأكون محظوظاً بما فيه الكفاية للعمل مع مديرين رائعين، بما يحفزني بحماس لكي أعمل على تطوير ذاتي لأسير على نفس الخطى".
أما إذا كانت الوظيفة لا تتماشى بشكل متطابق مع تطلعاتك المهنية؟ فلا بأس أن تقول إنك لا تعرف حقاً ما يحمله المستقبل، ولكنك ترى كيف يمكن لهذه التجربة أن تساعد بشكل كبير في اتخاذ هذا القرار وأين ستكون بعد 5 سنوات.
بالطبع يمكنك إعادة صياغة لبعض جمل الإجابة بما يتفق مع طبيعة الوظيفة التي تتقدم للحصول عليها وما يتناسب مع طموحاتك، ولا تردد الإجابة بشكل محفوظ.