سافر حجر نيزكي من المريخ إلى الأرض ومنها إلى محطة الفضاء الدولية ثم عاد إلى الأرض.

وتستعد وكالة الفضاء الأميركية لإعادته إلى الكوكب الأحمر في رحلتها الآلية المقررة إلى هناك في العام 2020. وهذا الحجر النيزكي أنفصل عن تربته في كوكب المريخ، بسبب ارتطام جرم بسطح الكوكب، ثم هبط على كوكب الأرض في الصحراء الكبرى. وصار الحجر من ممتلكات مدينة الفضاء في تولوز في فرنسا، ثم نقله رائد الفضاء توما باسكيه إلى محطة الفضاء الدولية في مدار الأرض حيث أقام ستّة أشهر.

ووصف رائد الفضاء الفرنسي هذا الحجر بأنه "كنز"، وقال إنه سيعود إلى مصدره في العام 2020، مع المهمة الأميركية غير المأهولة "مارس 2020" التي تساهم فيها بلاده أيضا. وقد اجتاز هذا الحجر الغلاف الجوي للأرض ثلاث مرات، أولاها حين سقط في الصحراء الكبرى، وثانيها حين نقل إلى محطة الفضاء الدولية، وثالثها حين أعيد مجددا إلى الأرض في يونيو الماضي. لكن رحلات هذا الحجر ذهابا وإيابا لم تنته بعد، فهو على موعد مع رحلة أخيرة تعيده إلى المريخ.

وقال عالم الفيزياء الفلكي الفرنسي سيلفستر موريس الذي أشرف على الأبحاث على الحجر "في الإجمال، سيكون قد اجتاز الغلاف الجوي للأرض أربع مرات، والغلاف الجوي للمريخ مرتين". وشرح هذا العالم المتخصص بالكواكب لوكالة فرانس برس أن الحجر سيقطّع إلى ثلاثة أجزاء، أحدها سيعود إلى مدينة الفضاء في تولوز، والثاني سيهدى لرائد الفضاء توما باسكيه "لشكره على اصطحابه معه"، والثالث سيذهب على متن المهمة الأميركية "مارس 2020" ليعود إلى موطنه.

ومن المقرر أن تنطلق هذه الرحلة في العام 2020 على أن تبلغ وجهتها في العام التالي. وسيستفيد العلماء من الحجر في ضبط الجهاز الفرنسي "سوبر كام" المرافق للرحلة، وهو يحدّد التكوين الكيميائي للصخور باستخدام أشعة ليزر. ويعوّل على هذا الجهاز في البحث عن جزيئات عضوية تثبت أن المريخ كان يضم في ماضيه شكلا من أشكال الحياة.