سعاد الحمري
"ابني يتحدث عن خصوصيات العائلة للآخرين" ربما يقولها معظم الآباء والأمهات، ويروون قصصاً عن الحرج الذي يسببه ذلك، وربما روى الكبار حرجاً سببوه لأهلهم حين كانوا صغاراً. فما السبيل إلى تعليم الطفل الحد الفاصل بين الأحاديث العابرة وخصوصيات العائلة؟ وهل ينبغي تعليمه فعلاً؟
تعاني عبير علي كثيرا من أختها التي تكشف أسرراها دائماً كما تقول. وتوضح "كنت حين أذهب إلى أي مكان مع بنات خالاتي أصطحب اختي الصغيرة ذات الـ5 سنوات. وعندما أعود الى البيت تروي لوالديّ كل تفاصيل خروجنا المملة. فتتحدث بعفوية رغم أن والديّ كانا يخبرانها دائماً ألا تفعل ذلك. مما وضعني في مواقف محرجة أحياناً. وكانت طريقتي الوحيدة لحل المشكلة ألا أصطحبها معي مجدداً".
فيما تقول "د. ع" "أعاني من ابني كثيراً لبوحه بكل ما يحدث داخل المنزل من أسرار حتى أنه في أحد الايام ذهب مع والده إلى مجلس وبدأ يتحدث عن أمور الأسرة الخاصة مما سبب حرجاً كبيراً".
وتتذكر الشابة "ع. ع" موقفاً محرجاً وضعت فيه والدتها حين كانت في عمر 7 سنوات، بالقول "كانت أمي تتحدث مع والدي عن امرأة لا تحبها. وصادف أن رأينا تلك المرأة في نفس اليوم فسلمت عليها أمي بالقول: "شخبارج حبيبتي؟". فقلت لها أمام المرأة "ماما توج تقولين ما أحبها" فأحرجت والدتي حرجاً شديداً وقرصت يدي كي لا أستمر في الحديث".
هذا هو الحل
فيما تقول الاختصاصية الاجتماعية زين الزياني "لا بد من التأكيد أن المفهوم القيمي لايتكون لدى الأطفال إلا بعد سن الخامسة، لكن يمكن التدرج في غرس مفهوم الخصوصية لدى الطفل قبل هذا السن من خلال خصوصية أدواته وملابسه وألعابه الخاصة، والتدرج منها إلى خصوصية الأسرة و المنزل. ولعل أهم ما يعزز سلوك الطفل إيجاباً ويحد من سلوك إفشاء أسرار المنزل هو احتواء الأبوين للطفل عاطفياً وتقوية علاقتهم به".
وعن أسباب هذه العادة، تقول "هناك العديد من الأسباب التي تجعل الطفل يفشي الأسرار المنزلية، فهناك أسباب ذاتية أو نفسية لدى الطفل تتمثل في حاجة الطفل للاهتمام والعطف، فغالباً ما يلجأ الاطفال للإسهاب في الحديث مع الآخرين في حال وجد الاهتمام منهم وفقده عند الوالدين. وتعتبر التنشئة الاجتماعية أحد الاسباب، فتهاون الآباء في الحديث عن بعض الامور الخاصة أمام الابناء أو نشوب بعض المشاحنات أمامهم من شأنه أن يعزز رغبة الطفل في نقل ما استمع إليه وما شاهده داخل المنزل للآخرين.
وهذه كلها أسباب غير مقصودة لكنها تؤدي بالأطفال إلى البوح بأسرار منازلهم، لكن يعتبر الأشخاص الفضوليين المحيطين بالطفل من خارج نطاق الأسرة من الاسباب المتعمدة التي تعزز هذا السلوك لدى الاطفال، حيث يلجأ هؤلاء لاستدراج الطفل في الحديث بهدف التعرف على أسرار هذه الأسرة من خلال الطفل دون الاكتراث لتبعات هذا التصرف عليه سلوكياً ونفسياً واجتماعياً.
وعن علاج هذه المواقف، تقول الزياني تلك "يمكن تحقيق ذلك عن طريق تربية الطفل وتدريبه على مفهوم الخصوصية من خلال تطبيق مبدأ الثواب، والتركيز على دور الوالدين كقدوة حسنة للطفل في هذا الجانب، إضافة إلى القصص والشخصيات القصصية لتعزيز مفهوم الخصوصية وعدم إفشاء أسرار الأسرة. ولا بد أن تتجنب الأم والأب أيضاً الأسباب المذكورة للحد من سلوك الطفل، لكن إذا بدر من الطفل هذا السلوك فلا بد من تجنب العقاب البدني، وعدم المبالغة في الاستياء ولوم الطفل أمام الآخرين".
"ابني يتحدث عن خصوصيات العائلة للآخرين" ربما يقولها معظم الآباء والأمهات، ويروون قصصاً عن الحرج الذي يسببه ذلك، وربما روى الكبار حرجاً سببوه لأهلهم حين كانوا صغاراً. فما السبيل إلى تعليم الطفل الحد الفاصل بين الأحاديث العابرة وخصوصيات العائلة؟ وهل ينبغي تعليمه فعلاً؟
تعاني عبير علي كثيرا من أختها التي تكشف أسرراها دائماً كما تقول. وتوضح "كنت حين أذهب إلى أي مكان مع بنات خالاتي أصطحب اختي الصغيرة ذات الـ5 سنوات. وعندما أعود الى البيت تروي لوالديّ كل تفاصيل خروجنا المملة. فتتحدث بعفوية رغم أن والديّ كانا يخبرانها دائماً ألا تفعل ذلك. مما وضعني في مواقف محرجة أحياناً. وكانت طريقتي الوحيدة لحل المشكلة ألا أصطحبها معي مجدداً".
فيما تقول "د. ع" "أعاني من ابني كثيراً لبوحه بكل ما يحدث داخل المنزل من أسرار حتى أنه في أحد الايام ذهب مع والده إلى مجلس وبدأ يتحدث عن أمور الأسرة الخاصة مما سبب حرجاً كبيراً".
وتتذكر الشابة "ع. ع" موقفاً محرجاً وضعت فيه والدتها حين كانت في عمر 7 سنوات، بالقول "كانت أمي تتحدث مع والدي عن امرأة لا تحبها. وصادف أن رأينا تلك المرأة في نفس اليوم فسلمت عليها أمي بالقول: "شخبارج حبيبتي؟". فقلت لها أمام المرأة "ماما توج تقولين ما أحبها" فأحرجت والدتي حرجاً شديداً وقرصت يدي كي لا أستمر في الحديث".
هذا هو الحل
فيما تقول الاختصاصية الاجتماعية زين الزياني "لا بد من التأكيد أن المفهوم القيمي لايتكون لدى الأطفال إلا بعد سن الخامسة، لكن يمكن التدرج في غرس مفهوم الخصوصية لدى الطفل قبل هذا السن من خلال خصوصية أدواته وملابسه وألعابه الخاصة، والتدرج منها إلى خصوصية الأسرة و المنزل. ولعل أهم ما يعزز سلوك الطفل إيجاباً ويحد من سلوك إفشاء أسرار المنزل هو احتواء الأبوين للطفل عاطفياً وتقوية علاقتهم به".
وعن أسباب هذه العادة، تقول "هناك العديد من الأسباب التي تجعل الطفل يفشي الأسرار المنزلية، فهناك أسباب ذاتية أو نفسية لدى الطفل تتمثل في حاجة الطفل للاهتمام والعطف، فغالباً ما يلجأ الاطفال للإسهاب في الحديث مع الآخرين في حال وجد الاهتمام منهم وفقده عند الوالدين. وتعتبر التنشئة الاجتماعية أحد الاسباب، فتهاون الآباء في الحديث عن بعض الامور الخاصة أمام الابناء أو نشوب بعض المشاحنات أمامهم من شأنه أن يعزز رغبة الطفل في نقل ما استمع إليه وما شاهده داخل المنزل للآخرين.
وهذه كلها أسباب غير مقصودة لكنها تؤدي بالأطفال إلى البوح بأسرار منازلهم، لكن يعتبر الأشخاص الفضوليين المحيطين بالطفل من خارج نطاق الأسرة من الاسباب المتعمدة التي تعزز هذا السلوك لدى الاطفال، حيث يلجأ هؤلاء لاستدراج الطفل في الحديث بهدف التعرف على أسرار هذه الأسرة من خلال الطفل دون الاكتراث لتبعات هذا التصرف عليه سلوكياً ونفسياً واجتماعياً.
وعن علاج هذه المواقف، تقول الزياني تلك "يمكن تحقيق ذلك عن طريق تربية الطفل وتدريبه على مفهوم الخصوصية من خلال تطبيق مبدأ الثواب، والتركيز على دور الوالدين كقدوة حسنة للطفل في هذا الجانب، إضافة إلى القصص والشخصيات القصصية لتعزيز مفهوم الخصوصية وعدم إفشاء أسرار الأسرة. ولا بد أن تتجنب الأم والأب أيضاً الأسباب المذكورة للحد من سلوك الطفل، لكن إذا بدر من الطفل هذا السلوك فلا بد من تجنب العقاب البدني، وعدم المبالغة في الاستياء ولوم الطفل أمام الآخرين".