كان بعمر 83 حين غاب في 2008 عن دنيا، ترك فيها الكثير من المشاركات بأفلام ومسلسلات، وحصل عن بعضها على جوائز مهمة، منها الأوسكار كأفضل ممثل، كما وجائزة "إيمي" وثالثة منحتها "نقابة ممثلي الشاشة" بالولايات المتحدة. إلا أن الممثل والمخرج الأميركي Paul Newman الراحل بسرطان الرئة، ترك أيضاً ما اشتراه أحدهم بمبلغ خيالي في مزاد علني نظمته "دار فيليبس للمزادات" الخميس بنيويورك.
وتنافس عليها 40 من المقتنين، وبأقل من 12 دقيقة انتهى المزاد بمطرقة الدلال ترسو على واحد مجهول
ما تركه هو ساعة رولكس فولاذية، اتصل مجهول تلفونياً أثناء المزاد، واشتراها بمبلغ 17 مليوناً و800 ألف دولار، من ضمنه العمولات، وهو أكبر ما يتم دفعه ثمناً لساعة يد بالتاريخ، ويزيد وفقاً لمراجعة "العربية.نت" بحوالي 6 ملايين عن "باتيك فيليب" صنعوها في 1943 وباعها مزاد دولي في نوفمبر الماضي بمبلغ 11 مليوناً، من دون أن يكون بهيكلها الفولاذي أي حجر ثمين يزيد من قيمتها، بل تعقيداتها فقط ومهارة سويسرية بالتصنيع مذهلة.
ورجته بأن يكون حذراً
أما ساعة بول نيومان، وهي طراز Daytona فولاذية بلا أي حجر ثمين فيها أيضاً، فأشعلت فتيل الحماس في 40 متنافساً أقبلوا عليها من كل القارات، لأن لها قصة وتاريخاً، ولأن اسم الممثل الذي بقيت في معصمه طوال 15 سنة ارتبط بها، إلى درجة زاد الإقبال على طرازها نفسه بأميركا، وفق ما ذكر عنها موقع Business Insider الإخباري الأميركي.
وحين كانا يمثلان معاً بالفيلم، قدمتها له زوجته هدية، وحفرت عليها من الخلف ما يشير إلى قلقها عليه
كانت هدية له من زوجته الممثلة Joanne Woodward أثناء تمثيلها معه فيلم Winning الذي أنتجوه في 1969 من إخراج الأميركي الراحل جيمس غولدستون، وحفرت عليها من الخلف كلمتين تشيران بحسب ما تستنتجه "العربية.نت" إلى قلقها عليه، هما Drive Carefully كرجاء منها بأن يكون حذراً أثناء القيادة، وتحتها كتبت ME إشارة إليها بالذات.
ما كانت الساعة تغادر معصمه إلا حين ينام
ولم تكن كتابتها للعبارة، لأن دور نيومان بالفيلم كان سائقاً بسباق IndyCar لبطولة السيارات الأميركية فقط، بل لأنه كان يعشق القيادة بسرعة، وقبلها بثلاثة أعوام كاد عشقه يقتله، حين تعثر وهو يقود دراجة نارية، فأصيب بجروح ورضوض متنوعة خطيرة، خرج منها ناجياً.
وقدم نيومان الساعة هدية في 1984 لمن اسمه جيمس كوكس، وكان حبيباً لابنته Clea البادية بفيديو تعرضه "العربية.نت" أعلاه، وفيه نراها تضع الساعة نفسها بمعصمها، فقط لإعادة ذاكرة المشاهدين إلى أبيها الذي ما كانت الساعة تغادر معصمه إلا حين ينام، لذلك كانت أعز هدية قدمها لمن كان محباً لابنته، وهو من قرر بيعها بالمزاد في نيويورك وغنم المبلغ المليوني.
بسعر 100 شقة في عاصمة عربية
أما الشاري، فلا أحد يعلم هويته للآن، وقد تكون "رولكس" نفسها، لأن "دار فيليبس للمزادات" رفضت الإفصاح عنه بحسب ما نقلت عنها الوكالات التي أوضحت بأنه نافس عبر الهاتف واقتنى "الساعة اليدوية الأكثر أيقونية لعشاق جمع الساعات بالقرن العشرين"، فسعرها كسر رقماً قياسياً سابقاً أيضاً لساعة "رولكس" يدوية، باعها مزاد نظمته "دار فيليبس" في مايو الماضي بخمسة ملايين دولار.
نيومان مع ابنته كليا، وفي معصمه الساعة التي قدمها هدية منه لحبيبها
أما في عالم الساعات إجمالاً، فنجد "رولكس" نيومان، بعيدة عن ثمن ساعة جيب صنعوها في 1933 لصالح مصرفي شهير، اسمه هنري غراف، صممتها شركة Patek Philipp أيضاً، وفق ما قرأت "العربية.نت" بخبرها الأرشيفي، وفيه أن مزاداً نظمته "دار سوثبيز" في 2015 باعها بمبلغ هو الأكبر في تاريخ الساعات، يدوية وللجيب معاً، وبلغ 24 مليوناً و400 ألف دولار، أي ما يشتري 100 شقة من 3 غرف نوم في عاصمة عربية متوسطة الحال.