نور الشامسي

شيب شعرك ... تاريخك !!!

عندما أقرر أن أذهب لمشاهدة فيلم في دار السينما ، فإني أبدأ في رحلة بحث دقيقة قبل اختيار الفلم الذي سأشاهد من بين قائمة عريضة طويلة من الأفلام ، ففي دقة الاختيار سلامة للوقت والمال .

منذ ثلاث سنوات تقريبا شاهدت فيلما يدعى ( عمر أدلين) وهذا الفيلم من الأفلام الأكثر تأثيرا من بين جميع الأفلام التي شاهدتها ومازالت احداثه عالقة في ذهني وتتلخص قصة الفيلم " بأن فتاه تبلغ من العمر 29 عاما تتعرض إلى حادث سير بليغ ، والغريب في الأمر بأن هذا الحادث يؤثر على جيناتها بحيث إنها مهما كبرت في العمر وتقدمت بها السنون فإن شكلها لايتغير ولا تظهر عليها آثار العمر من شيب وتجاعيد وهزال في الجسم ، يبقى شكلها كما هو عليه في عمر 29 " في لحظتها تمنيت أن أتعرض لمثل هذا الحادث وأعيش الشباب عمري كله فلا أضطر إلى إخفاء الشيب بالصبغ او إزالة التجاعيد بإبر البوتكس وغيرها - إن مد الله عمري - ولكن ما إن انتهى الفيلم وتابعت أحداثه للأخير تراجعت عن كلامي وسحبت أمنيتي هذا المرض الذي أصاب بطلة الفيلم ، جعلها تعيش حياه غير سوية ، منعزلة عن المجتمع لتخفي عن الناس حقيقة مرضها ، لا تقدر أن تلتقي بصديقات الدراسة فينكشف أمرها ، تنتقل من بيت إلى آخر حتى لا تثير فضول الجيران ، حتى أنها اضطرت إلى تزوير عمرها في جواز سفرها !

أدركت حينها أن تقدم العمر وظهور معالم الكبر علينا نعمة كبيرة وليست نقمة ، افتخر بشيبك ففي كل شعرة تاريخ حياتك الرائعة ، تباهَ بجمال خطوط العمر في وجهك ففي كل خط رحلة مثيرة وجميلة ، تقدم العمر مجرد رقم لا يسمن ولا يغني من جوع صديقتي التي تبلغ من العمر الثلاثين ، يملأ شعرها الشيب وعلى الرغم من إلحاح الجميع بأن تقوم بصبغه إلا أنها ترفض ذلك وتراه علامة من علامات الجمال شيب رأسك تاريخك ... اصنع منه مجداً ، ولتعلم بأن بياضه هو بياض النقاء والصفاء والحب .