أكد الاستشاري النفسي د.أحمد حازم أن اضطراب الفوبيا أو الخوف المرضي أحد اضطرابات القلق التي تعد بأنواعها المختلفة أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً، مشيراً إلى أنه يتزامن غالباً مع اضطرابات أخرى مثل الاكتئاب.
ويعاني الشخص في حالة الفوبيا من خوف إزاء موقف أو شيء محدد مثل الخوف من الحيوانات ، أو من المرتفعات (Acrophobia) أو الأماكن المغلقة (Claustrophobia) أو من الدم أو الحقن أو الإيذاء أو التدخلات الطبية .
وأضاف د.حازم "قد يصاب الأطفال ببعض أنواع المخاوف الطبيعية في مراحل عمرية محددة غالباً ما يتم تجاوزها، مثل الخوف من الغرباء أو من الانفصال عن الأهل الذي يتبدى كثيرا عند بداية الالتحاق بالروضة أو المدرسة. و أعراض الفوبيا الشائعة هي التوتر الشديد والخوف، وتجنب المواقف المسببة للخوف وتكون مصحوبة بأعراض جسدية مثل تسارع ضربات القلب والتعرق والارتعاش وخدر الأطراف وتسارع أو صعوبة التنفس وغيرها"، مشيراً إلى أن الشخص المصاب ينشغل بترقب المواقف المسببة للخوف، ما قد يؤثر سلباً علي حياته
فاطمة عبدالله لديها فوبيا الصرصور، وحدث مرة أن أوقفت سيارتها تحت ظل الشجرة ونسيت النافذة مفتوحة. وحين بدأت تقود سيارتها اكتشفت وجود الصرصور فلم تدر ما تفعل، وظلت تصرخ حتى أوقفت السيارة جانباً ونزلت تبكي وتصرخ حتى جاء رجل وأخرج الصرصور من السيارة فركبت سيارتها وتوجهت للمغسلة لغسل السيارة.
أما سارة عيسى فتخاف من الحيوانات وخاصة القطط. وتعرضت لموقف "محرج" حين كانت في أحد المجمعات التجارية الصغيرة وفوجئت بقطة فوقفت على الطاولة تصرخ طالبة المساعدة حتى جاء شباب أبعدوا القطة عن المكان. .
ولفت د.أحمد حازم إلى أن "الأسباب المؤدية للفوبيا ليست معروفة على وجه الدقة لكنها كثيراً ما تكون بعد التعرض لموقف عصيب أو مخيف".
وعن علاج الفوبيا، قال د.حازم إن حالات الفوبيا تعالج بالجلسات النفسية من خلال تدريب الشخص على ملاحظة الأعراض الجسدية والتحكم بها ووضع برنامج تدريجي للتعرض إلى مسببات الخوف مع الإرشاد والدعم النفسي ولا يتم الانتقال إلى مرحلة أخرى إلا بعد التمكن من المرحلة السابقة، مضيفاً أن أكثر الأدوية استخداما وفعالية مضادات الاكتئاب وخاصة الأدوية المثبطة لإعادة امتصاص السيروتونين SSRIs كما يمكن استخدام المهدئات. وقد يعالج بالجلسات من دون أدوية على مراحل عدة تبدأ بالصور التخيلية ثم تمارين الاسترخاء على مراحل.
وعن الحالات التي عالجها د.حازم، ذكر أن كثيراً من الأشخاص كانوا يعانون من فوبيا الطيران بسبب تعرضهم سابقاً لمواقف في إحدى السفرات أو نتيجة شعورهم بالضيق الشديد والاختناق من المساحة الصغيرة للطائرة المغلقة.وفي هذه الحالات تم الاتفاق على جدول معين للعمل بدءا بتدريبات الاسترخاء وتعلم تمارين خاصة لمقاومة شعور الخوف مثل تمارين التنفس، ثم العمل على عدد من المؤثرات التخيلية وصولاً إلى قدرتهم على السفر دون مشقة و انتهاء المشكلة تماما.ً
وأضاف "هناك أيضا شخص كان قد تعرض لموقف في سن الحادية عشرة حيث طاردته مجموعة من الكلاب أثناء عودته من المدرسة وتسبب ذلك في خوفة الشديد من الكلاب وعدم قدرته على المرور في أي شارع يوجد فيه كلب، إذ تنتابه حالة من الخوف الشديد والتعرق وزيادة النبض. أراد هذا الشخص التخلص من المشكلة فبدأنا التدريب على تمارين التنفس وتدريبات الاسترخاء،بعد ذلك تمت الاستعانة بأحد أصدقائه الذي كان يمتلك كلباً كبيراً من نوع ودود من الكلاب. وجرى الاتفاق أولاً على أن يشاهد صاحبه ممسكاً بكلبه من مسافة بعيدة. ويجري معه محادثة بينما يشاهد الكلب عن بعد. وكلما شعر بالتوتر يسارع بتطبيق التمرينات التي اتفقنا عليها حتى يهدأ. وبعد ذلك تكررت المواقف بتقليل المسافة بينه وبين الكلب تدريجياً حتى جاء اليوم الذي استطاع فيه أن يلمس الكلب لمسه سريعة .ثم تدريجياً صار بإمكانه التواجد مع الكلب بصورة طبيعية. وهو حالياً من محبي تريبة الكلاب ولديه أكثر من كلب."