سمية البلوشي

في يوم من الأيام كنت في عملي منهمكة في أداء مهمة إدارية موكلة بها، فحضرت لي أحد الموظفات وقدمت لي ورقة صغيرة بها سؤال "هل تحب الحضور للعمل؟"، وكان تحديد الاختيار يتضمن (دائماً، أحياناً، نادراً) وقد اخترت دائماً، سألتني لماذا اخترت دائماً قلت لها: "عندما أستيقظ من نومي كل صباحاً أحمد الله أن أهداني يوماً جديداً في حياتي كي أعمل وأقدم أكبر ما بوسعي وأواصل مسيرة حياتي كزوجة وأم وموظفة، وأفضل هدية هي دوام الصحة والعافية".

أحب الصباح لأنه بشارة ليوم جديد مهما كان الأمس وما مررت به، فلنجعله في مكانه مثلما وضعه الزمان فالأمس هو الأمس. كم أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأضعه نصب عيني فكلامه كله منهج حياة: "من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بأسرها".

لنأخذ نظرة سريعة على من حولنا هل كل من كانوا معنا منذ أعوام موجودون؟ هل كلهم مازالوا أصحاء أم أتعبهم المرض؟ نعم كانت معي يوماً ما صديقة غالية انتقلت لجوار ربها وكانت معي أخرى أقعدها المرض وغابت عن أنظارنا.

الحياة مليئة بالفرح كما هي مليئة بالحزن، عندما نشاهد التلفاز فإننا نرى مشاهد تذوب لها القلوب لما يشهده جزء من العالم من ويلات الحروب والدمار، ولكن هناك جزء من العالم مليء بالإنجازات والنجاحات والتطورات تشرح الصدر. ترى هل يتأثر كل منا بما يشاهده أم يقف جامداً أمام هذا وذاك؟

لذا، فالحياة مستمرة نشتاق لمن فارقونا ولكننا نسعد بلقاء من بقي. احمد الله دائماً على يومك الجديد وابتسم مهما مر بك من ألم وهمّ، لأن الابتسامة والنظرة الإيجابية للحياة تعطيك دافعاً للجد والمثابرة، وتذكر دائماً وأبداً أن ما مررت به من مشاكل وهموم ما هو سوى رصيد خبرات في حياتك.