زكية البنعلي
أظهر استبيان أعدته "الوطن" أن 77% من المستطلعة آراؤهم يعتقدون أن برنامج "السناب شات" قضى على خصوصية كثير من الناس. فيما رأى 23% من 644 فرداً شاركوا في الاستبيان أن البرنامج لم يتعد على الخصوصية.
ومنذ أن انتشر برنامج السناب شات بدا وكأن الفيديوهات التي يختار أصحاب الحسابات مشاركتها تعرض كل تفاصيل الحياة اليومية، مما زاد الشعور العام بأن خصوصية الأفراد تتضاءل كلما ظهر برنامج تواصل اجتماعي جديد.
وقالت مديرة دار الأمان عضوة جمعية الاجتماعيين البحرينية هدى المحمود إن "برنامج السناب شات وغيره من برامج التواصل الاجتماعي لا تنتهك خصوصية أحد بذاتها، إنما الأشخاص هم من يقضون على خصوصياتهم فيجب عليهم أن يراجعوا أنفسهم. كثير منهم يعتبر السناب شات وسيلة لمشاركة صوره وسفراته مع الأصدقاء والمعارف من دون انتهاك لخصوصيته. والبعض الآخر يتعمد نشر خصوصياته في مختلف الأوضاع والأماكن اللائقة وغير اللائقة. وأعتقد بأنهم يبحثون عن الشهرة بأي ثمن أو يبحثون عن كسب مادي أو أنهم يعانون اختلالات نفسية. إذ لا يستطيع أحد في عالمنا اليوم الادعاء بأنه لا يعلم بما يمكن أن يحدث لخصوصيته عند استخدامه برنامج السناب شات".
وأضافت المحمود أن "بعض من ينتهك خصوصياته في برنامج السناب يتعمد طرح خصوصياته للآخرين. وللأسف هذا الطريق وعر يضر ولا ينفع ، ويجعل من مستخدمه لهذا الغرض عرضة لمختلف أنواع الإساءات كما سبق وشاهدنا من قبل (..) السناب شات يوفر شهرة مؤقتة لكنه يورث ندماً وأسفاً كبيرين".
الاختصاصية الاجتماعية زين الزياني قالت "لمعرفة أسباب تمسك الناس ببرنامج السناب شات رغم أن 77% من المشاركين في الاستبيان أجمعوا على أن البرنامج يقضي على خصوصية بعض الأفراد، يجب أولاً معرفة الشريحة المستخدمة لهذا البرنامج، إذ يصعب تحديدها لتنوع الفئة العمرية والجنسية المستخدمة للبرنامج، واختلاف مستواها الفكري والأخلاقي والثقافي والقيمي وتفاوت مستوى الوعي واختلاف المستوى المادي والحالة الاجتماعية، إضافة إلى مدى الصحة النفسية والعقلية لمستخدمي البرنامج. وهذا الاختلاف يؤدي أيضاً إلى اختلاف مفهموم الخصوصية من فرد إلى آخر من مستخدمي البرنامج السناب شات".
وأوضحت الزياني "هناك فئة كبيرة تجد أن استخدامها لبرنامج السناب شات يعكس تطورها ومواكبتها للحداثة في مختلف مجالات حياتها، بل يرى كثيرون أن عدم امتلاك حساب في السناب شات دليل رجعية وتخلف. وهناك فئة أخرى تجد في برنامج السناب شات متنفساً لها، فهو أسرع وأسهل وسيلة للتعبيرعن انفعالاتها ورغباتها وآرائها وإيصال الرسائل بشكل مباشر أو غير مباشر للآخرين. وتجد فئة أخرى فيه هروباً من واقعها الحالي إلى واقع افتراضي غير حقيقي خلقه أصحابه بأنفسهم يظهرون فيه خلاف ما يبطنون وعكس ما يعيشون كالذي يشارك صوراً وعبارات تدل على مدى سعادته بينما يعيش في واقع الأمر حالة من التعاسة. وهناك فئة تعيش وتتغذى على مراقبة الآخرين وتتبع أخبارهم وأدق تفاصيل حياتهم لعلها ترضي فضولها. وفئة أخرى تغذي مشاعر النقص لديها من خلال ما تراه من كمال في حياة الآخرين فنرى شغفاً في متابعتهم لحياة غيرهم. وفئة أخرى تابعة هي فئة المقلدين الذين يعتبرون بأمس الحاجة لمثل هذه البرامج، إذ تمثل لهم قدوة بغض النظر عن كونها إيجابية أو سلبية. وهنالك فئة آخرى تجد ذاتها في التباهي والتفاخر بما تملك، وهذه فئة تهتم كثيراً بالمظاهر والشكليات ترى فيها قيمة تميزها عن غيرها. وتوجد فئة تتابع بصمت وتعتبر السناب شات وسيلة للتسلية وتمضية الوقت".
وعن انتهاك الخصوصية، قالت الزياني إن هناك من يجيد استخدام برنامج السناب شات بما يحفظ خصوصيته ويحقق الفائدة المرجوة منه".