سمية البلوشي

في خضم الحياة نمر بمراحل نحتاج فيها للتوقف والتركيز على سيرورة حياتنا. كيف نستغلها ونحرص على عدم التقصير؟

لكل منا وقفة يفكر فيها إلى أين وصل وهل هو راضٍ عن موقعه؟ حقائق تستحق وقفات.

عند عودتك من العمل وعندما تكون لوحدك قد تفكر بسماع برنامج إذاعي " يوسع صدرك" أو تقوم بأجراء بعض الاتصالات الهاتفية التي تسهل عليك بعض الارتباطات، أو تتحاور مع من معك. هل خطر ببالك أن تفكر براحتك، بعباداتك، بعائلتك ومن لهم حق عليك، بوضعك الوظيفي أو الدراسي وما وصلت إليه، هل رتبت حياتك بطريقة ترضي كل تلك الجوانب؟

رتب حياتك ولو احتجت لتغيير بعض العادات فغيرها دون تردد، فالعمر يمضي وكلما تقدمنا بالعمر كلما احتجنا للشعور بالرضا. خذ قسطاً من الراحة وضع لك تصوراً واضحاً مع نفسك فلا تظلمها ولا تجعلها ضائعة. جوانب الحياة كثيرة وأهمها العبادات فلا تظلم نفسك بترك الصلاة على حساب النوم ولا تؤخرها، والتزم بالنوافل ففيها الخير الكثير. نظم أوقات راحتك وإياك أن تسهب فيها، فالقيلولة 20 دقيقة وليست 3 ساعات، احرص على ممارسة التمارين الرياضية، والقيام بمهامك الأسرية ولا توكلها لشريك الحياة، واترك لنفسك فرصة للترفيه مع الأصدقاء والأهل، ودرب نفسك على التوفير ولا تعيش بمبدأ "اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب". لأن معظم المشاكل الأسرية مرتبطة بالوضع المادي.

أين وضعت نفسك؟ راجع حساباتك وتذكر حديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم "إن لربك عليك حقاً وإن لنفسك عليك حقاً ولأهلك عليك حقاً فأعطِ كل ذي حق حقه".

إن الفوضوي أكثر من يعاني من الأمراض الجسدية لأنه أفرط في النوم والأكل وهما أهم أسباب أمراض العصر، يقلق على رزقه فليس لديه انضباط، بيته مليء بالمشاكل لتقصيره في حق من يعول، كئيب لأنه غير راضٍ عن نفسه.

اصنع سعادتك واستقرارك بيدك ولا تحمل غيرك أخطاء تقصيرك، في الختام استذكر قول علي بن طالب كرم الله وجهه وهو ينصح ابنه الحسن "لا غنى مع سوء تدبير".