اكتشف العلماء دواء جديدا قادرا على إذابة الدهون المتراكمة داخل الشرايين، وهو ما يعد "انفراجة كبيرة" في مكافحة أمراض القلب.
وكان الدواء أيضاً، ناجعاً بالفعل في تجارب علاج سرطان الثدي والسكري، وقد اكتشف العلماء الآن أن هذه التركيبة الدوائية يمكن أن تعزز صحة القلب والأوعية الدموية.
واختبر العلماء جرعة واحدة فقط من الترودوسكيمين على الفئران، حيث ساعدت في علاج تصلب الشرايين لديها، وهو المرض الذي يسبب مجمل النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
ويعتقد الباحثون أن هذا الدواء "يحاكي" آثار ممارسة الرياضة نظرا لأنه ينشط إنزيم الوقاية، كما يفرز إنزيما آخر يمنع الالتهابات وتصلب الشرايين لفترة طويلة.
وقال الخبراء إن النتائج التي توصلوا إليها، كشفت أن لهذا الدواء القدرة على "الحد بشكل كبير من الوفيات" نظراً إلى أن مرض القلب هو السبب الأول للوفاة على مستوى العالم حيث يسفر سنوياً عن مصرع 17.7 مليون شخص.
وقالت البروفيسور ميريلا ديليبيغوفيتش، من معهد جامعة أبردين للعلوم الطبية، التي قادت الدراسة، في تصريح لصحيفة ديلي ميل: "نعلم أن هذا الدواء كشف آثاره المفيدة على الحد من الالتهابات لفترات طويلة في مرض السكري من النوع الثاني، ولأن هذا المرض أيضا يعد عاملا في تصلب الشرايين، أردنا معرفة ما إذا كان له فوائد للقلب والأوعية الدموية أيضاً".
وأشارت ديليبيغوفيتش إلى أن الاختبارات الأولية أظهرت فوائد الدواء على الفئران، مشددة على ضرورة إجراء المزيد من التجارب والبحوث لمعرفة ما إذا كان له التأثير ذاته على البشر.
ويقول الخبراء إن الترودوسكيمين يعمل عن طريق وقف إنزيم يسمى "PTP1B"، والذي يزداد عادة في الأشخاص الذين يعانون من السمنة أو السكري، كما يثار في ظروف أخرى تنطوي على الالتهابات لفترات طويلة مثل الإنتان أو ما يعرف بتسمم الدم، والتهابات قرح القدم والتهاب الرئة التحسسي.
وكشفت الأبحاث السابقة أن وجود نقص في هذا الأنزيم له تأثير وقائي ضد تشكيل تصلب الشرايين، وهو ما دفع فريق البحث إلى اختباره على الفئران المعدلة وراثياً.
ووجد فريق البحث أن الفئران التي حصلت على جرعات منتظمة من الترودوسكيمين لفترة طويلة أو حتى التي حصلت على جرعة واحدة، كان لديها لويحات دهنية "تتراكم وتسبب تضيق الأوعية الدموية" أقل في الشرايين، فضلاً عن أن الدواء حفز عمل بروتين "AMPK"، مما يقلل من الالتهاب المزمن، الذي يلعب دوراً رئيساً في جميع مراحل تصلب الشرايين.