تمثل خسارة الوزن الزائد هاجساً صحياً عند البعض وموضة رائجة عند البعض الآخر، وأي كان المنطلق فإن لخسارة الوزن أثراً صحياً إيجابياً كبيراً على النفس والجسم معاً.
هذا ما تؤكد عليه د.مريم عبدالله عبدالرحمن المتخصصة في الطب البشري، فحسب الأبحاث والدراسات العالمية ثمة تأكيدات عدة على خطورة الوزن المفرط على جسم الإنسان.
وترى د مريم أن الوعي المتزايد بأهمية الحفاظ على الوزن المثالي في الواقع يمثل إنجازاً في رصيد المجتمع لما له من أثر إيجابي على الصحة البدنية والنفسية، فهو إنجاز ضخم له عوامل عديدة أهمها دور المؤسسات الحكومية والخاصة ودور الإعلام الفعال في نشر الوعي وتكثيف البرامج التي تحرص على محاربة السمنة وتشجيع الأفراد على خوض هذه التجربة والسير نحو التغيير الأفضل.
تقول د. مريم: "إن التوزان والاعتدال يمثلان مفتاح النجاح لتحقيق هدف الحفاظ على صحة أفضل. فالعقل السليم فعلاً تجده في الجسم السليم، فإن كنت ممن تريد محاربة السمنة، كفاك تمنياً وقم بخطو خطوات وإن كانت صغيرة في عينيك، فلعل أثرها على صحتك أكبر".
وتزيد قائلة: "لا أشير هنا باللجوء إلى غرف العمليات! ولست أشير بالهلوع إلي الصالات الرياضية والانضمام إلى النوادِي الصحية! ولا ألمح بصرف الأموال الكثيرة في سبيل شراء الأطعمة العضوية والصحية. بل أكتفي بالدعوة إلى إيجاد الوسيلة الأمثل والتي تليق بحالة الشخص الصحية وأهدافه المستقبلية لأنه لا يوجد ثمن تسترد به الإنسان صحته بعد التفريط بها!".
وتعليقاً على الحميات الخاصة تقول د. مريم: "في كل اجتماع مع الأصحاب لابد من أن تجد ذلك الشخص المحتار في اختيار وجبته بحجه أنه يتبع "حمية خاصة" لخسارة الوزن أو ربما ليحافظ على وزنه الحالي، وكاد أن يصبح من المحتم أن تعرف صديق أو فرد من أفراد العائله قد "خضع لعملية جراحيه ما"، كان هدفها الأول والأخير هو خسارة العشرات من الكيلوغرامات المفرطة والحصول على الجسم المثالي الذي يليق به".
وتنبه د. مريم إلى وجود العديد من الأبحاث و الدراسات العالمية التي تبين خطورة الوزن المفرط على جسم الانسان، حيث يعتبر عاملاً رئيساً للإصابه بأمراض عديدة شائعة في المجتمع كإرتفاع ضغط الدم ومرض السكر وأخرى أشد خطورة كأمراض القلب والجهاز التنفسي والعديد من الأمراض الأخرى التي لها تأثير جسيم على الصحة العامة.
وتختم حديثها: "الصحة في الواقع نعمة تستحق الشكر والثناء عن طريق السعي للحفاظ عليها، ولكن اختلف مفهومها لدي الكثيرون، فهناك من يرى الصحة في قلة الوزن، وهناك من يراها في ارتياد النوادي الرياضية أو في تناول الأطعمة الصحية أو في خلو الأمراض البدنية والعلل الجسمية، ولكن جميع هذه المفاهيم بحد ذاتها لا تختصر المصطلح الفعلي حيث عرفت منظمة الصحة العالمية "الصحة" بأنها "حالة من الكمال البدني، والذهني، والاجتماعي وليست بالتحديد الخلو من الأمراض البدنية والضعف الجسدي". ومن هنا يجب التعرف على مفهوم الصحة الحقيقي لمعرفة الطرق السليمة والآمنه للحفاظ عليها.