كشفت صحيفة الجمهورية المصرية الإثنين، إن المصريين أطلقوا 53 ألف شائعة خلال شهرين، أي ما يقارب الـ880 شائعة يومياً. وأضافت الصحيفة أن أمواج من الشائعات المتلاطمة تضرب شواطئ الوطن وتتسارع وتيرتها لتدهس الحقيقة وتشوه الوقائع وتلبسها ثوباً على مقاس العقول الخربة التي تسعى لضرب تماسك الشارع وإصابته بالحيرة تجاه كل ما يحدث. فطبقاً لدراسة للجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فإن مصر شهدت خلال الشهرين الماضيين 53 ألف شائعة أغلبها من داخل البلاد مما يشكل خطورة كبيرة تحتاج للتصدي لها على وجه السرعة. الشائعات دائماً لها مناخ ملائم يساعد على ترويجها ومعظم الدول التي تمر بفترات انتقالية تعاني من هذه الظاهر.. والكلام للدكتور رفعت البدري أستاذ الإعلام بجامعة المنوفية موضحاً أن الشائعات تستند في معظمها على جزء من الحقيقة ولكن يتم اجتزاء بعض الوقائع وإضافة أخرى مزيفة بهدف التأثير على المواطنين وتشكيل عقولهم في اتجاه معين كالتشكيك في الدولة ومؤسساتها. وقال البدري إن "السوشيال ميديا" وفرت تربة خصبة لانتشار الشائعات، مشيراً إلى أن سلاح مواجهة الشائعات هو الشفافية وعرض المعلومات بوضوح والإسراع في الانتهاء من قانون حرية تداول المعلومات حتى نقطع الطريق على مروجي الشائعات، فكلما كان لدى المواطن المعلومات الكاملة والحقيقة لن تنال سهام الشائعات منه ولن تنجح في التأثير عليه مع أهمية أن تتواجد مراكز لرصد الشائعات والرد عليها في كافة الوزارات والهيئات على غرار مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار. ويرى الدكتور عماد مكاوي عميد إعلام القاهرة الأسبق أن الدراسة تدق ناقوس خطر وتنبه إلى ضرورة تحرك الدولة سريعاً لمواجهتها والعمل على تدفق المعلومات بحرية للشارع، فيوجد علاقة طردية بين انتشار الشائعات والشح في المعلومات التي تقدمها الجهات الرسمية.