تونس - نصرالدين بن حديد
منذ انطلاقتها سنة 1966، حاولت "أيّام قرطاج السينمائيّة"، بل سعت في جدّ وعملت على مدى عديد الدورات، على أن تكون المنبر البديل عن السينما الغربيّة المسيطرة على الفنّ السابع، خاصّة السينما الأمريكيّة، وفق ما صرّح به آنذاك مؤسّس هذه التظاهرة، الراحل الطاهر شريعة. لذلك جاء الإصرار على أن تجد السينما العربيّة والافريقيّة، وكذلك الآسيويّة وأيضاً المنتمية إلى أمريكا الجنوبيّة، منبراً لها، ومتنفساً وفرصة للقاء المبدعين المنتمين إلى الفضاءات المذكورة، سواء للتشاور وتبادل الخبرات، أو أهمّ من ذلك، إيجاد منافذ لتوزيع الأفلام وأيضاً البحث عن التمويل.
يمكن الجزم أنّه بقدر ما أدّت "أيّام قرطاج السينمائيّة" دورها ضمن حدود معقولة، في التعريف بسينما هذه الفضاءات، بقدر ما تغيّرت بعد ذلك واعتمدت منذ بداية الثمانينات تدريجيّاً، موقفاً "متسامحاً"، بل هو متعاون مع السينما التي جاءت في الأصل لتكون البديل لها، لتصير "المنظومة الفرنكوفونيّة"، أساساً فرنسا، عبر عديد الجهات والمؤسّسات، أحد أهمّ الداعمين لهذه الايّام التي تحوّلت من تظاهرة تلتئم كلّ سنة، إلى تظاهرة سنويّة عام 2015.
من النفس التحرّري القائم على سينما العالم الثالث، صارت هذه التظاهرة منفتحة على "سينما العالم" دون حدود، دون أن يتحوّل المهرجان إلى "تظاهرة نجوم" أسوة بمهرجان مرّاكش، أو مهرجانات كان، ودبي وبرلين.
على مستوى الأرقام، أتت دورة هذه السنة رقم 28، بمشاركة 51 فيلماً من 27 دولة في المسابقات الرسميّة الأربعة، الأفلام الدراميّة بين الطويلة والقصيرة، وكذلك الأشرطة التسجيلية، بين الطويلة والقصيرة هي الأخرى، إضافة إلى عدد كبير من الأفلام المعروضة خارج أيّ مسابقة. مع نافذة خاصّة وتكريم السينما في كلّ من الجزائر والأرجنتين وإفريقيا الجنوبيّة وكوريا الجنوبيّة.
ويمثّل المهرجان المتنفّس الوحيد لعشّاق الفنّ السابع، بل يأتي الفرصة الوحيدة لمشاهدة أعمال "غير تجاريّة"، خاصّة مع تناقص عدد قاعات السينما في تونس، وغلبة الشاشة الصغيرة على الشاشة الكبيرة، ممّا يفسّر الإقبال الجماهيري الكبير على القاعات، التي تكون شبه خالية في سائر الأيّام.
وفاز فيلم "قطار الملح والسكر" حول قطار يجول في موزمبيق في خضم الحرب الأهلية بجائزة الترانيت الذهبي وهي أعرق جوائز المهرجان الذي اختتمت دورته الثامنة والعشرون قبل أيام في العاصمة التونسية. وكانت جائزة الترانيت الفضي من نصيب فيلم "المتعلمون" من جنوب أفريقيا.
أما جائزة الترانيت البرونزي، فذهبت إلى الفيلم المغربي "وليلي" لفوزي بنسعيدي الذي يكشف خبايا العلاقات العاطفية في المجتمع المغربي.
ومن الأفلام الأخرى المكرمة في الدورة الثامنة والعشرين من أيام قرطاج السينمائية، الوثائقيان "اصطياد الأشباح" للفلسطيني رائد أندوني و"في الظل" لندى مازني حفيظ.
وشهدت الدورة الثامنة والعشرون من أيام قرطاج السينمائية لهذه السنة إنتاج تونسي غير مسبوق بلغ 37 فيلماً طويلاً و41 قصيرا، في مؤشّر على "مناخ الحرية" السائد منذ عام 2011، بحسب المنظمين.
ويأتي التقدم التونسي في ظل تراجع أو ركود في الإنتاج السينمائي في المنطقة.
منذ انطلاقتها سنة 1966، حاولت "أيّام قرطاج السينمائيّة"، بل سعت في جدّ وعملت على مدى عديد الدورات، على أن تكون المنبر البديل عن السينما الغربيّة المسيطرة على الفنّ السابع، خاصّة السينما الأمريكيّة، وفق ما صرّح به آنذاك مؤسّس هذه التظاهرة، الراحل الطاهر شريعة. لذلك جاء الإصرار على أن تجد السينما العربيّة والافريقيّة، وكذلك الآسيويّة وأيضاً المنتمية إلى أمريكا الجنوبيّة، منبراً لها، ومتنفساً وفرصة للقاء المبدعين المنتمين إلى الفضاءات المذكورة، سواء للتشاور وتبادل الخبرات، أو أهمّ من ذلك، إيجاد منافذ لتوزيع الأفلام وأيضاً البحث عن التمويل.
يمكن الجزم أنّه بقدر ما أدّت "أيّام قرطاج السينمائيّة" دورها ضمن حدود معقولة، في التعريف بسينما هذه الفضاءات، بقدر ما تغيّرت بعد ذلك واعتمدت منذ بداية الثمانينات تدريجيّاً، موقفاً "متسامحاً"، بل هو متعاون مع السينما التي جاءت في الأصل لتكون البديل لها، لتصير "المنظومة الفرنكوفونيّة"، أساساً فرنسا، عبر عديد الجهات والمؤسّسات، أحد أهمّ الداعمين لهذه الايّام التي تحوّلت من تظاهرة تلتئم كلّ سنة، إلى تظاهرة سنويّة عام 2015.
من النفس التحرّري القائم على سينما العالم الثالث، صارت هذه التظاهرة منفتحة على "سينما العالم" دون حدود، دون أن يتحوّل المهرجان إلى "تظاهرة نجوم" أسوة بمهرجان مرّاكش، أو مهرجانات كان، ودبي وبرلين.
على مستوى الأرقام، أتت دورة هذه السنة رقم 28، بمشاركة 51 فيلماً من 27 دولة في المسابقات الرسميّة الأربعة، الأفلام الدراميّة بين الطويلة والقصيرة، وكذلك الأشرطة التسجيلية، بين الطويلة والقصيرة هي الأخرى، إضافة إلى عدد كبير من الأفلام المعروضة خارج أيّ مسابقة. مع نافذة خاصّة وتكريم السينما في كلّ من الجزائر والأرجنتين وإفريقيا الجنوبيّة وكوريا الجنوبيّة.
ويمثّل المهرجان المتنفّس الوحيد لعشّاق الفنّ السابع، بل يأتي الفرصة الوحيدة لمشاهدة أعمال "غير تجاريّة"، خاصّة مع تناقص عدد قاعات السينما في تونس، وغلبة الشاشة الصغيرة على الشاشة الكبيرة، ممّا يفسّر الإقبال الجماهيري الكبير على القاعات، التي تكون شبه خالية في سائر الأيّام.
وفاز فيلم "قطار الملح والسكر" حول قطار يجول في موزمبيق في خضم الحرب الأهلية بجائزة الترانيت الذهبي وهي أعرق جوائز المهرجان الذي اختتمت دورته الثامنة والعشرون قبل أيام في العاصمة التونسية. وكانت جائزة الترانيت الفضي من نصيب فيلم "المتعلمون" من جنوب أفريقيا.
أما جائزة الترانيت البرونزي، فذهبت إلى الفيلم المغربي "وليلي" لفوزي بنسعيدي الذي يكشف خبايا العلاقات العاطفية في المجتمع المغربي.
ومن الأفلام الأخرى المكرمة في الدورة الثامنة والعشرين من أيام قرطاج السينمائية، الوثائقيان "اصطياد الأشباح" للفلسطيني رائد أندوني و"في الظل" لندى مازني حفيظ.
وشهدت الدورة الثامنة والعشرون من أيام قرطاج السينمائية لهذه السنة إنتاج تونسي غير مسبوق بلغ 37 فيلماً طويلاً و41 قصيرا، في مؤشّر على "مناخ الحرية" السائد منذ عام 2011، بحسب المنظمين.
ويأتي التقدم التونسي في ظل تراجع أو ركود في الإنتاج السينمائي في المنطقة.