فاطمة الشيخ
ينبذ كثيرون العنف الجسدي بحق الطفل، إذ بات المجتمع يعتبره بحكم الوعي أسلوباً متخلفاً في التربية. لكن قليلين من ينتبهون إلى مخاطر العنف اللفظي على مستقبل الأطفال.
عضو جمعية الاجتماعيين البحرينيين والمحاضرة الجامعية هدى المحمود قالت إن الوالدين يعتقدون بأن الطفل لن يفهم ما سيقولون فيلجؤون إلى التعنيف اللفظي كرفع الصوت وإلقاء الأوامر والشتم، ومقارنة الطفل بأقرانه وتناسي القدرات الفردية، فيتولد لدى الطفل شعور بالرعب لكنه لا يخلق الشعور بالاحترام اتجاه الوالدين، فيعيش الطفل لحظة الصراخ رعباً يجعله لا ينبس بكلمة لأن العمليات العقلية توقفت في تلك اللحظة".
وعن ماهية العنف اللفظي، أوضحت "هو أقسى من العنف الجسدي، لأنه يجرح كرامة الطفل، ويترك ندبة في نفسيته، ويشوه نموه العقلي والنفسي والعاطفي، فيجعله ضعيف الشخصية وغير واثق من نفسه، وتتولد لديه الكراهية تجاه نفسه والمجتمع، فيصبح إما شخصاً جباناً أو عدوانياً، كما يفشل في مسيرته الدراسية، وفي تشكيل الصداقات، وعلى المدى البعيد يفشل في علاقته الزوجية".
وأضافت "الأسرة مصنع المجتمع وبذلك تقاس أمراض المجتمع بأمراض الأسرة، فالبيئة الأسرية التي تلجأ إلى العنف اللفظي تخرج أفراداً مشوهين نفسياً، وغالباً من يمارس العنف يكون قد تعرض للعنف في طفولته، إلا أنه يكابر ويتهم الاختصاصي الاجتماعي بتضخيم الأمر ويقول إنه لم يتأثر بالعنف اللفظي كدفاع لا شعوري، إلا أني أدعوه للعودة بالذاكرة إلى طفولته فحتماً سيستحضر موقفاً كان فيه خائفاً ضعيفاً كارهاً لوالديه (..) الذكور والإناث يتأثرون سلباً بالعنف اللفظي على حدٍ سواء، لكن المجتمع يتقبل المردود السلبي للعنف اللفظي من الذكر أكثر، فتلجأ الطفلة إلى كتم الغضب والكراهية لسنوات ليظهر في معظم الأحيان بعد ذلك على شكل أعراض جسمية كالصداع المزمن والقولون العصبي وآلام أسفل الظهر نتيجة لمعاناة نفسية".
وعن العلاج، قالت المحمود "علاج المشكلة يكمن في الوالدين، عليهما أولاً اكتشاف الترسبات النفسية الناتجة عن تعرضهم للعنف اللفظي في صغرهم وحلها، وبإمكانهم ثانياً أخذ دروات تدريبة عن كيفية التعامل مع الطفل وتوجيهه، وباستطاعتهم مشاهدة محاضرات وورش تربوية وقراءة مقالات توعوية على الإنترنت، ثالثاً من المهم الحوار مع الطفل وإشراكه في دائرة الحوار ومناقشة مختلف القضايا والمواضيع معه. إضافة إلى تجسيد الوالدين معنى القدوة الحسنة من خلال إبداء الاحترام المتبادل بينهما، وتجنب الحوار من جهة واحدة عن طريق إلقاء الأوامر وطلب الانصياع التام في تنفيذها، فالوالدان يربيان طفلاً يخطئ ويتعلم ويصيب، وعند التحدث للطفل على الوالدين النزول لمستوى نظر الطفل ففارق الطول يرهبه".
{{ article.visit_count }}
ينبذ كثيرون العنف الجسدي بحق الطفل، إذ بات المجتمع يعتبره بحكم الوعي أسلوباً متخلفاً في التربية. لكن قليلين من ينتبهون إلى مخاطر العنف اللفظي على مستقبل الأطفال.
عضو جمعية الاجتماعيين البحرينيين والمحاضرة الجامعية هدى المحمود قالت إن الوالدين يعتقدون بأن الطفل لن يفهم ما سيقولون فيلجؤون إلى التعنيف اللفظي كرفع الصوت وإلقاء الأوامر والشتم، ومقارنة الطفل بأقرانه وتناسي القدرات الفردية، فيتولد لدى الطفل شعور بالرعب لكنه لا يخلق الشعور بالاحترام اتجاه الوالدين، فيعيش الطفل لحظة الصراخ رعباً يجعله لا ينبس بكلمة لأن العمليات العقلية توقفت في تلك اللحظة".
وعن ماهية العنف اللفظي، أوضحت "هو أقسى من العنف الجسدي، لأنه يجرح كرامة الطفل، ويترك ندبة في نفسيته، ويشوه نموه العقلي والنفسي والعاطفي، فيجعله ضعيف الشخصية وغير واثق من نفسه، وتتولد لديه الكراهية تجاه نفسه والمجتمع، فيصبح إما شخصاً جباناً أو عدوانياً، كما يفشل في مسيرته الدراسية، وفي تشكيل الصداقات، وعلى المدى البعيد يفشل في علاقته الزوجية".
وأضافت "الأسرة مصنع المجتمع وبذلك تقاس أمراض المجتمع بأمراض الأسرة، فالبيئة الأسرية التي تلجأ إلى العنف اللفظي تخرج أفراداً مشوهين نفسياً، وغالباً من يمارس العنف يكون قد تعرض للعنف في طفولته، إلا أنه يكابر ويتهم الاختصاصي الاجتماعي بتضخيم الأمر ويقول إنه لم يتأثر بالعنف اللفظي كدفاع لا شعوري، إلا أني أدعوه للعودة بالذاكرة إلى طفولته فحتماً سيستحضر موقفاً كان فيه خائفاً ضعيفاً كارهاً لوالديه (..) الذكور والإناث يتأثرون سلباً بالعنف اللفظي على حدٍ سواء، لكن المجتمع يتقبل المردود السلبي للعنف اللفظي من الذكر أكثر، فتلجأ الطفلة إلى كتم الغضب والكراهية لسنوات ليظهر في معظم الأحيان بعد ذلك على شكل أعراض جسمية كالصداع المزمن والقولون العصبي وآلام أسفل الظهر نتيجة لمعاناة نفسية".
وعن العلاج، قالت المحمود "علاج المشكلة يكمن في الوالدين، عليهما أولاً اكتشاف الترسبات النفسية الناتجة عن تعرضهم للعنف اللفظي في صغرهم وحلها، وبإمكانهم ثانياً أخذ دروات تدريبة عن كيفية التعامل مع الطفل وتوجيهه، وباستطاعتهم مشاهدة محاضرات وورش تربوية وقراءة مقالات توعوية على الإنترنت، ثالثاً من المهم الحوار مع الطفل وإشراكه في دائرة الحوار ومناقشة مختلف القضايا والمواضيع معه. إضافة إلى تجسيد الوالدين معنى القدوة الحسنة من خلال إبداء الاحترام المتبادل بينهما، وتجنب الحوار من جهة واحدة عن طريق إلقاء الأوامر وطلب الانصياع التام في تنفيذها، فالوالدان يربيان طفلاً يخطئ ويتعلم ويصيب، وعند التحدث للطفل على الوالدين النزول لمستوى نظر الطفل ففارق الطول يرهبه".