وجد باحثون في نقوش صخرية في السعودية دليلًا على علاقة ألفة بين الإنسان والكلاب تعود إلى 9 آلاف عام، وقد عدّوا ذلك أول دليل على استئناس الكلاب.
وفي الحياة العصرية، تحضر الكلاب في مختلف مناحي الحياة، إلى درجة قد تنسينا أن أوفى صديق للإنسان لم يكن دومًا إلى جانبه، إذ يسود اعتقاد أن البشر بدؤوا بتدجين الكلاب واستئناسها قبل زهاء 15000عام، لكن يصعب الوصول إلى دليل يثبت ما كانت عليه القرون الأولى للشراكة بين البشر وذوات الأنياب.
الآن، ومع اكتشاف نقوش صخرية في السعودية، ربما تنكشف محاولات الإنسان لاستئناس الكلاب، ويعتقد أنها من أولى الرسومات التي رسمها البشر.
حيث عكف باحثون من جامعة بلانك وهيئة السياحة والآثار السعودية على دراسة هذه النقوش في محاولة لتحديد عمرها على وجه الدقة. ويعتقد أن عمر هذه الرسومات يرجع إلى ما يقارب تسعة آلاف عام. تصور النقوش الصيادين ترافقهم كلاب تجري من حولهم، وهناك تحديدًا أمر مثير للاهتمام، وهو الدليل المحتمل الأول على استخدام سلاسل الكلاب.
وتبدو هذه النقوش بدائية جدًا، لكنها تقدم الكثير من الدلائل التي توضح الرابط الذي تشكل بين البشر وذوات الأنياب في ذلك الوقت.
وتُظهر الصخور المنقوشة كلابًا تحت إمرة رجل يبدو مستعدًا للصيد بقوسه، كما تُبيّن الكلاب بوسومها الخاصة بها، ما يؤكد أنها كانت أليفة. ويبدو مرح الكلاب من ذيولها الملتفة وآذانها بشكل واضح، فلا تترك مجالًا للشك في القول إنها كانت مستأنسة.
ويحمل الرجل المصور في هذه النقوش سلسلتين تمتدان من خصره إلى عنق كلبين من الكلاب القربية منه. عدّ العلماء هذا دليلًا محتملًا على استخدام السلاسل في قيادة الكلاب، وفي حال كونها كذلك فإنها تسبق تأريخ كل الأمثلة المعروفة عن أول استخدام لسلاسل الكلاب بهامش زمني كبير.
ويتصور الباحثون نظريًا أن السلاسل ربما تكون قد استُخدمت لتدريب الكلاب الجديدة، أو ربما أراد الصيادون إبقاء الكلاب القيمة تحت أنظارهم وحمايتها بأي ثمن. في الغالب، لن نستطيع معرفة أسماء تلك الكلاب، لكن يمكننا أن نكون متأكدين بما لا يدع مجالًا للشك أنها كانت كلاباً أليفة.