القاهرة - عصام بدوي

توفيت الفنانة المصرية الشهيرة شادية مساء الثلاثاء بمستشفى الجلاء العسكري في القاهرة بعد صراع طويل مع المرض، عن عمر يناهز 86 عاماً.

وقررت عائلة الفنانة الراحلة، تغيير مكان تشييع جنازة الفقيدة، من مسجد السيدة عائشة، إلى مسجد السيدة نفيسة بعد صلاة ظهر الأربعاء.

وكانت شادية قد تعرضت قبل فترة لأزمة صحية، إثر إصابتها بجلطة دماغية، ونقلت على إثرها إلى مستشفى الجلاء العسكري.

ونجح الأطباء حينها في إذابة الجلطة الدماغية التي أصيبت بها، لكنها تعرضت بعدها لالتهاب رئوي، حسب ما أكد ابن شقيقها خالد شاكر إلى أحد برامج "التوك شو" المصرية.

وأعلنت شادية اعتزالها الفن عام 1986، وكان آخر أعمالها الفنية مسرحية "ريا وسكينة"، وهي المسرحية الوحيدة التي قدمتها طوال مشوارها الفني الطويل.

وفي لفتة إنسانية، قام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وحرمه، بزيارة الفنانة شادية بالمستشفى فور وصولهما لمطار القاهرة عائدين من مدينة شرم الشيخ، عقب انتهاء فعاليات منتدى شباب العالم.

وأصدر مجلس نقابة المهن الموسيقية في مصر بيانا أعرب فيه عن أسفه لرحيل "شادية صوت مصر الذي ملأ الدنيا واحتضن كل الذكريات وواكب كل المواقف الإنسانية والوطنية".

والفنانة شادية، واسمها الحقيقي فاطمة أحمد شاكر، من مواليد القاهرة عام 1931، وقد احترفت التمثيل والغناء وجمعت في أدوارها التمثيلية بين الدراما والكوميديا.

وولدت شادية في منطقة الحلمية الجديدة في حي عابدين، وكان والدها المهندس أحمد كمال من مهندسي الزراعة والري ومشرفا على أراضي الخاصة الملكية، حيث كان عمله آنذاك أي في بدايات القرن العشرين يستدعي وجوده في قلب العاصمة المصرية القاهرة، وعلى بعد خطوات من قصر عابدين.

وتزوجت شادية ثلاث مرات، الأولى من المهندس عزيز فتحي، والثانية من الفنان عماد حمدي لمدة ثلاث سنوات، كما تزوجت من الفنان صلاح ذو الفقار إلى أنها انفصلت عنه في عام 1969، ولم تنجب أبناء.

بدأت مسيرتها الفنية على يد المخرج أحمد بدرخان فى عام 1947 حتى عام 1984، قدمت من خلالها عدد كبير من الأفلام والمسلسلات والمسرحيات والأعمال الإذاعية، من أهمها "العقل في إجازة"، وهو نقطة انطلاقها، حيث حقق نجاحًا كبيراً مما جعل محمد فوزي يستعين بها بعد ذلك في عدة أفلام بينها "الروح والجسد"، و"الزوجة السابعة"، و"صاحبة الملاليم"، و"بنات حواء".

وحققت شادية نجاحات وإيرادات عالية للمنتج أنور وجدى في أفلام "ليلة العيد" في عام 1949 و"ليلة الحنة" عام 1951، وتوالت نجاحاتها في أدوارها الخفيفة وثنائيتها مع كمال الشناوي، منها "حمامة السلام" فى عام 1947، و"عدل السماء" و"الروح والجسد"، و"ساعة لقلبك" فى عام 1948، و"ظلموني الناس" فى عام 1950.

وظلت نجمة الشباك الأولى لمدة تزيد عن ربع قرن، وتوالت نجاحاتها في الخمسينيات من القرن العشرين وثنائياتها مع عماد حمدي وكمال الشناوي بأفلام "أشكي لمين" فى عام 1951، و"أقوى من الحب" فى عام 1954 و"أرحم حبي" فى عام 1959.

ثم جاءت فرصة عمرها، كما كانت تقول في فيلم "المرأة المجهولة" لمحمود ذو الفقار فى عام 1959، وهو من الأدوار التي أثبتت قدرتها العالية على تجسيد كافة الأدوار، وكانت تبلغ من العمر 25 عاماً.

وذاع صيتها في أعمال تمثيلية مع المغني الراحل عبد الحليم حافظ مثل "معبودة الجماهير" و"لحن الوفاء"، واشتهرت لهما أغان مشتركة مثل "حاجة غريبة" و"تعالي أقول لك".

وقدمت شادية العديد من الأغاني الوطنية الشهيرة التي لا تزال تبث على قنوات التلفزيون وموجات الراديو حتى الآن في المناسبات الوطنية المصرية مثل "مصر اليوم في عيد" و"يا حبيبتي يا مصر" و"أم الصابرين".

وقدّمت أكثر من مئة فيلم مثل "المرأة المجهولة"، و"شيء من الخوف"، و"مراتي مدير عام"، و"الزوجة 13"، إضافة إلى مسلسلات تلفزيونية وإذاعية.

وقدمت على خشبة المسرح مسرحية وحيدة هي "ريا وسكينة". وتوالت نجاحات شادية إلى أن قررت الاعتزال عندما أكملت عامها الخمسين، ومن مقولتها الشهيرة عندما قررت الاعتزال وارتداء الحجاب "لإننى في عز مجدي أفكر في الاعتزال لا أريد أن أنتظر حتى تهجرني الأضواء، بعد أن تنحسر عنى رويدًا رويدًا.. لا أحب أن أقوم بدور الأمهات العجائز في الأفلام في المستقبل بعد أن تعود الناس أن يروني في دور البطلة الشابة".