القاهرة - عصام بدوي

يولي الشعب المصري اهتماماً كبيراً بالمناسبات الدينية وبالمولد النبوي الشريف بشكل خاص، وبالطبع لكل مناسبة تقاليدها الخاصة عند المصريين، ففي مصر لا تمر ذكرى المولد النبوي في القاهرة وباقي المحافظات المصرية دون احتفال رسمي وشعبي، وتكون حلوى المولد التي تتميز بها مصر حاضرة بقوة في هذه المناسبة، التي لم تتغير عادات الاحتفال بها منذ ما يزيد عن ألف عام، وهي تقاليد توارثها المصريون منذ القدم.

وحلوى المولد لها شكل ومواصفات خاصة، وتصنع أغلبها من الحمص والسمسم والفول السوداني والملبن، ومن أسمائها حلوى الحمصية، السمسمية، الفولية، كما دخلت المكسرات حديثا في تشكيلة حلوى المولد، وهي الأعلى سعراً بين الأصناف السابقة، نظراً لاستيراد المكسرات من الخارج. وقد زاد سعر حلوى المولد في مصر هذا العام بنسب تتراوح بين 15 % إلى 20 %، مقارنة بأسعار العام الماضي، حيث يبدأ سعر كيلو جرام الحلوى في المتوسط من 70 جنيهاً "1.5 دينار"، إلى 250 جنيها "5.5 دينار".

وحتى وقت قريب كان الحصان والعروسة المصنوعان من الحلاوة، هدية أساسية للصغار في المولد النبوي، فيهدي إلى الولد حصانًا وإلي البنت عروسة مصنوعين من السكر، إلا أنه بدأ التخلي تدريجياً عنها في ظل سيطرة حلوى المولد على هذه المناسبة.

وفي ورش صغيرة، كانت تصب الحلوى السائلة المصنوعة من السكر في قوالب خشبية لمجسمات الحصان والعروسة، حيث ينقسم القالب إلى قسمين هما وجه وظهر المجسم، ومن ثم توضع القوالب بعد صبها في ماء بارد حتى يتجمد السكر ولا يلتصق بالقالب الخشبي، ويتم فك القالب فيما بعد، وجمع الجزأين ليكونا الحصان أو العروسة جاهزين للتزيين، أما مكوناتها فهي من السكر والملح والليمون، ومن ثم تأتى مرحلة التزيين، وهي الأخيرة، حيث تتم باستخدام أوراق ملونة وألوان طبيعية.

ويقول المؤرخون، إن السبب في ظهور العروسة والحصان، أنه في أحد عصور الدولة الإسلامية في مصر مُنع الزواج بأمر الخليفة إلا في ذكرى المولد النبوي، وكان الحصان والعروسة من علامات الاحتفال بقرب موسم الزواج وأول الهدايا التي يقدمها العريس إلى عروسه.