بشاير عبدالله:

هل تسيطر صورة أو رغبة على عقلك ونفسك مما يؤدي إلى شعورك بالقلق أو الاشمئزاز أو بالاضطراب؟ ومتى شعرت يوما أنك أنك محتاج للقيام بعمل سلوكي أو نفسي، فإنها حالة صحية نفسية، تشي بوسواس يدفعك إلى أن تتصرف للتخفيف من مشاعر الانزعاج وخاصة في النظافة.

ويصل وسواس النظافة أحياناً إلى حد يصبح مرهقاً للشخص الذي يعاني منه أو للمحيطين به، فأن يستحم المرء كل يوم عادة حميدة، أما أن يصل معدل استحمامه يومياً إلى 7 مرات فذلك أمر يحتاج إلى علاج.

"ع.أ" شاب يبلغ من العمر 29 عاماً، يعاني من وسواس النظافة، خاصة في ما يتعلق بنظافته الشخصية، حيث يستحم قبل خروجه من المنزل، وبعد العودة إليه. ويبلغ معدل مرات استحمامه في اليوم أكثر من 7 مرات، يقول إنه بمجرد خروجه عند الباب لاستلام طلب طعام أو لأي غرضٍ آخر، يشعر أنه لامس الجو الخارجي وأنه لا بد من الاستحمام لتنظيف جسده!

أما ريان الصافي (21 عاماً) فتشعر بصداع حقيقي حين ترى مكاناً غير نظيف أو غير مرتب، تقول ريان إنها تحب الترتيب بشكل مبالغ فيه وتعتقد أنها تعاني من "وسواس الترتيب".

أما عائشة عبدالله فتتعامل مع مسائل النظافة بشكل طبيعي، غير أنها تعاني من وسواس جدتها التي يستحيل أن تأكل شيئاً من خارج المنزل، فالطعام يجب أن يكون تحت إشرافها شخصياً، مما عرضها للحرج أكثر من مرة بسبب رمي جدتها أي طعام يرسل من جيرانهم للبهائم والطيور. إضافة إلى أنها لا تسمح لأحد دخول منزلها دون غسل قدميه. أما بالنسبة لأفراد الأسرة، فإن أبناءها وأحفادها لا يجتمعون في يوم واحد معها، بل تجعل لكل منهم يوماً لتكون نظافة المكان تحت السيطرة.

بينما تشمئز مريم جمعة (20 عاماً) من مقابض الأبواب والنوافذ تحديدا، وتبتعد عنها قدر المستطاع، وحين تمسكها تضطر إلى غسل يديها مدة طويلة بالماء والصابون، ومن ثم تقوم بتعقيمها مراراً وتكراراً.

في حين لا تطيق "ز.ي" ملامسة الأشخاص أو مصافحتهم، غير أنها تضطر أحياناً للمصافحة خجلاً، ما يجعلها تدخل نوبة حقيقة من الاشمئزاز والقلق، فتذهب فوراً إلى دورات المياه لغسل وجهها ويديها بالماء والصابون مراراً.