زينب محمد:

قد يكون إقناع الأبناء بإنجاز مهمة لا يحبها أمراً في غاية الصعوبة. كما أن جعلهم يتوقف عن فعل شيء يحبونه أمرا شديد التعقيد، ويتساءل كثير من الآباء عن الأساليب الذكية التي تحفز أولادهم على تغيير سلوكهم والالتزام بنصائح أهلهم وخاصة الالتزامات الدراسية في ظل الاهتمام المتزايد بالعملية التعليمية للأبناء ورفع مستوى تحصيلهم العلمي وتهذيب سلوكهم التربوي، أصبح هناك اهتمام متزايد عند أولياء الأمور في استخدام مبدأ التحفيز كأحد الأساليب المتبعة من أجل إثارة الدافعية لدى الأبناء والحصول على تفاعل جيد وتحصيل تعليمي عال وسلوك إيجابي، وإن تبني التحفيز الإيجابي في التربية الذكية يعتبر أمرا مهما يساعد على النجاح والتوفيق.

والسؤال الذي يراود بإلحاح كل من يتعامل مع الأبناء هو كيف تشجع ابنك أو أخاك على الدراسة؟ وكيف تعزز فيه الدافعية
لترى نتائجه على سلوكه؛ لأن التعزيز هو تقوية السلوك فإذا لم يؤد إلى تقوية السلوك فهو ليس تعزيز أصلا.

بعض الآباء والأولياء يجدون إجابة شافية في التعزيز الإيجابي المقوي للسلوك، وآخرون يحاولون ويتعثرون في التعزيز السلبي ويكون أسلوب التهديد والوعيد.


تقول إسراء عبدالله: "ابني في الصف الأول الابتدائي، ورغم أنه في بداية المشوار فإنه لا يحب أن يدرس للامتحانات.. أعقد معه صفقة بأن آخذه إلى محل يرغب في شراء شيء منه مقابل أن يدرس، حتى حل الواجبات يطلب مقابلها الذهاب إلى الحديقة أو السماح له باللعب بالهاتف". ويلفت أحمد خالد إلى أن لـ"حنة الأم" دور كبير في دراسة أبنائها، فلن يتوقف حديثها عن الدراسة إلى أن يدرسوا جيداً. وترى دعاء حسن أنه "إذا كان الطالب كبيراً وتجاوز المرحلة الابتدائية فلا أتعامل معه كطفل بطريقة "الرشاوى".. أكلمه بطريقة الكبار وأحاول إقناعه بان يعتمد على نفسه ليبني مستقبله". وهو رأي تدعمه هدى حسين فتراهن على الوعي والنضج، قائلة "أخواتي في المرحلة الثانوية والإعدادية، أساعدهم في الدراسة وإذا لم يحفظوا لا أعيد تحفيظهم فهم كبار ويعرفون مصلحتهم".

وتذكر لولوة المحميد أمرا مهما فهي كما تقول: "أحاول أن أجعل جو الدراسة شيئاً ممتعاً كاستخدام القصص مثلاً أو أعدهم بأشياء يحبونها لتشجيعهم".

ويسلك خالد إبراهيم طريقاً أخرى للتحفيز، يقول "ابنة أختي في الصف الأول، أريها فيديوهات عن أشخاص ناجحين في دراستهم أصبحت لهم مكانة في المجتمع، كما أعرض لها فيديوهات لأشخاص لم يكملوا دراستهم وساءت أحوالهم، فتقتنع وتبدأ بالدراسة".فيما تختزل "حنة الأم" معظم الأساليب التي يرويها من يعيشون التجربة.

أما بتول علوي فتروي: "في بداية الدراسة أعد ابنتي بهدية أو أصطحبها إلى مكان تحبه لأشجعها. وإذا لم ينفع معها ذلك ألجأ إلى استخدام العصبية أو التهديد بحرمانها مما تحب". وكذلك تفعل مريم غلوم إذ تبدأ بالتشجيع والتحفيز وتلجأ إلى التهديد إن فشل الأسلوب الأول. فيما تهدد فاطمة خالد أختها بسحب الأجهزة الإلكترونية وعدم اصطحابها للتنزه حال امتنعت عن الدراسة .

وما أحوجنا
إلى نظام التربية الذكية التي تغرس في نفوس الأبناء سلوكيات إيجابية تبني قدراتهم الذهنية والنفسية وتقوي ثقتهم بأنفسهم.