لوس أنجلوس - نشأت الإمام

أعلن مسؤولون أمريكيون أن الحرائق الهائلة التي تقاتلها كاليفورنيا منذ مطلع ديسمبر الماضي تضخمت إلى مستويات غير مسبوقة في تاريخ أمريكا حيث احترقت مساحات ضخمة جداً من الولاية، فيما يعتبر 2017 أسوأ عام بالنسبة لحرائق الغابات في كاليفورنيا.

وأتى الحريق الذي أطلق عليه اسم "توماس"، ويعد ثالث أكبر حريق في كاليفورنيا منذ 1932، على 108 آلاف هكتار من الأراضي ودمر، منذ اندلاعه قبل قرابة أسبوعين، أكثر من ألف منشأة وخلف خسائر بقيمة تفوق 100 مليون دولار. وأصدرت الولاية أوامر بإخلاء مناطق في مقاطعة سانتا باربارا ولا سيما مونتيسيتو الواقعة على بعد أكثر من 80 كلم إلى شمال غرب لوس أنجليس على ساحل المحيط الهادئ.

وقال ستيف كونسيالدى من هيئة مكافحة الحرائق في مقاطعة أورانج إن حريق توماس الذى بدأ 4 ديسمبر الجاري فى سانتا باولا أحرق إلى الآن نحو 259 ألف فدان، وهذا يتجاوز حريق جنوب شرق ساكرامنتو في عام 2013 الذي كان قد أحرق مائتي ألف فدان، ويتجاوز حجم الحريق الحالي مساحة مدينة نيويورك، التي تقدر بأكثر من 195 ألف فدان.

وكانت المنطقة قد حصلت على "علامة خطر حمراء" – ووصفت بأنها حارة وجافة وعاصفة – لمدة 13 يوماً متتالية وهذا ما لم يحدث من قبل في أي منطقة اخرى.

وتقول دائرة الأرصاد الجوية الوطنية إن هذه الظروف ستستمر على الأقل حتى مساء السبت المقبل، حيث تصل سرعة الرياح إلى 40 ميلاً فى الساعة فى جبال مقاطعة سانتا باربرا حيث لازال يتواصل الحريق.

يذكر أن أضرار الحريق وصفت بالهائلة وذلك نسبة للحجم الكبير من الدمار الذي أحدثه، فقد أحرق أحياء بأكملها، على الرغم من الامكانات الكبيرة التي وضعتها الولاية لمجابهته، حيث أن هناك نحو 8300 من رجال الاطفاء مما يقرب من اثنتي عشرة دولة، وتقوم بمساعدتهم 78 جرافة و29 طائرة هليكوبتر التي تقوم يومياً بإسقاط الآلاف من جالونات المياه على الحرائق والبقع الساخنة. وبلغت تكاليف مكافحة الحرائق 100 مليون دولار.

وبلغ عدد البنايات التي احترقت تماماً في مقاطعات فينتورا وسانتا باربرا أكثر من 1000 مبنى، بما في ذلك أكثر من 750 منزلاً.

ولا يزال هناك 18 ألف مبنى آخر معرض للخطر، بما في ذلك القصور في ضاحية مونتيسيتو الغنية. وتتمركز هناك نحو 315 سيارة اطفاء في المنازل وحولها في مونتيسيتو وسانتا باربرا، جنبا إلى جنب مع القوات المسلحة المجهزة بمعدات مثل المناشير والسلاسل ومشاعل الإسقاط. وهناك أيضاً 200 سيارة إطفاء أخرى في وضع الاستعداد.

ولم تسجل سانتا باربارا سوى كمية ضئيلة من الأمطار منذ الأول من أكتوبر الماضي، وهو بداية السنة المائية الجديدة حيث بلغت 3 بوصات وهو رقم يعد أقل من المعدل في مثل هذا التوقيت من كل عام.

وغطى الرماد تلال مونتيسيتو ومنازلها الفارهة حيث تعمل فرق الإطفاء على مكافحة حرائق الغابات الأكبر في تاريخ كاليفورنيا، والتي تسهم الرياح في تمددها.

وأعلنت أجهزة الاطفاء في كاليفورنيا على موقعها الإلكتروني أن "الحريق اندفع جنوبا نحو منطقة مونتيسيتو حيث أحدث أضرارا في بعض المنشآت".

وتلال مونتيسيتو منطقة هادئة عادة، وقليلة السكان يعتمدها المشاهير والأغنياء ملاذا لهم.

وأتى الحريق الذي يتهدد سانتا باربارا على أكثر من 108 آلاف هكتار من الاراضي ودمر اكثر من الف منشأة مسجلا أضرارا بلغت 110 ملايين دولار منذ اندلاعه في 4 ديسمبر، بحسب ما أعلنت فرق الإطفاء في كاليفورنيا، ودائرة حماية الغابات ومكافحة الحرائق في الولاية.

لكن حريق "توماس" هو الوحيد الذي أدى إلى وفيات حيث توفي المهندس في دائرة الإطفاء كوري ايفرسون اثناء مكافحته الحريق في مقاطعة فنتورا، فيما توفيت امرأة في حادث اثناء فرارها في سيارتها.

وعلى الرغم من ان الحريق تم احتواؤه بنسبة 40 %، الا ان الظروف ولا سيما الرياح والوقود الجاف والرطوبة المنخفضة "ستسهم في تمدد الحرائق"، بحسب اجهزة الاطفاء في كاليفورنيا التي حذرت من ان الظروف قد تؤدي الى اندلاع حرائق جديدة.

وشهدت كاليفورنيا حريقين فقط اتيا على مساحات اكبر من الاراضي خلال هذا القرن: "سيدار فاير" في 2003 و"راش فاير" في 2012. وتعود لائحة دائرة كاليفورنيا لاكبر 20 حريقا في الولاية الى العام 1932، لانه قبل ذلك كانت البيانات "اقل دقة وهدف اللائحة اعطاء عرض عن اكبر الحرائق". واعتبر حاكم كاليفورنيا جيري براون ان الحرائق التي تشهدها الولاية يجب ان تعتبر انذارا لمناطق اخرى في العالم مهددة بالتغيرات المناخية.