وقال الاتحاد في بيان صدر عن أمينه العام وجيه فانوس "اتحاد الكتاب اللبنانيين يفقد اليوم ركنا أساسا من أركان جمال التعبير وبلاغة التوصيل وعمق الرؤية وعذوبة الكلام..".
و"بغيابك يا عصام، الكلمة أرملة ثكلى، ونحن أيتام نبكي جمال شعرك وروعة حضورك"، وفق ما أضاف بيان اتحاد الكتاب.
وكان الشاعر الراحل اعتاد في سنوات الحرب والسلم الجلوس مع مجموعة شعراء في مقهى بحري في رأس بيروت بالعاصمة اللبنانية.
وفور إعلان وفاته، تجمع أصدقاؤه الشعراء اليوم في المقهى نفسه، وتركوا له كرسيا فارغا وضعوا فوقه بضعة دواوين له.
بدأ الشاعر حياته بكتابة الشعر بالفصحى قبل أن يهجر القصيدة لسنوات طويلة ويعود ويبدأ بالكتابة بالطريقة المحكية.
ولطالما نحت العبد الله في بحور عامية، واستخرج منها عبارات شعرية حاول تقريبها إلى المتلقي وتسجيلها بصوته في وسائط مسموعة.
ولعصام العبد الله ديوانان من الشعر الشعبي "قهوة مرة" و"سطرالنمل"، وهما مسجلان على أشرطة كاسيت بمرافقة موسيقى على البيانو، قام بوضعها وعزفها الفنان اللبناني زياد الرحباني.
وكان الفنان اللبناني مارسيل خليفة قد غنى من كلمات الراحل أغنية "ما بعرفن" عن مقاتلين كانوا يحاربون القوات الإسرائيلية قبل انسحابها من جنوب لبنان عام 2000.
ويقول مطلع الأغنية "ما بعرفن ما شايفن، لفوا وجوهن بالقهر، خبوا سلاحن في الوعر، خبوا أسامين، ما في حدا بيشوفهم، إلا إذا ماتوا، وتعلقوا مثل التحف مثل القمر، عم ينخطف، ما تعدهن صاروا عدد، مثل الخطر، مارق عسهل الجمر، وبيعد دعساتو".
وكتب خليفة، على وسائل التواصل الاجتماعي: "ما بعرفن. لم أسأل أحداً من هو في غمرة الشعراء. قرأت القصيدة في الجريدة ولحنتها وغنيتها وعندما التقينا رأيته قويّاً كثور، يحلّق عالياً كالنسر. ولم يكن يشبه أحداً ، كان يقتني الخسارة في الدواوين يخرجها يموسقها يطبعها ينشرها يوزعها ويقرأ علينا ما تيسر إذا بقي وقت من أول وآخر الكلام في ترأسه للقاءات صفحة صفحة. رغم ضحكاته المجلجلة وروحه الحلوة كان أكثر حزناً من الناي".
وأضاف خليفة: "تمدّد على العشب. لن يوجعك شيء بعد الآن. جسمك فرح عار. عصام العبدالله شكراً لك".