في تونس، وفي فصل الشتاء يقبل التونسيون على ارتداء لباس القشّ ابية للاحتماء من برودة الطقس وتدفئة الجسم، ورغم وجود البدلات والمعاطف العصرية على اختلاف أشكالها وماركاتها، إلا أنها لم تستطع مزاحمة هذا اللباس التقليدي الذي بات يستقطب الشباب والنساء.
و"القشّابية" هي لباس أمازيغي عريق جداً متوارث عبر الأجيال، وهو لباس شعوب شمال أفريقيا (ليبيا وتونس والجزائر والمغرب)، عبارة عن معطف طويل لونه داكن يغطي كامل الجسم وبه طربوش لتغطية الرأس، يصنع كله من وبر الإبل وصوف الغنم، حيث تتكفل المرأة بنسجه وحياكته بطريقة بدوية، قبل أن يقوم الخياط بتطريزه وإخراجه في شكله النهائي.
ولهذا اللباس قيمة عالية خاصة لدى سكان منطقتي الشمال والوسط الغربي لتونس، حيث يفضلون ارتداءه طوال الفترة الشتوية لتدفئة أجسادهم وحمايتها من البرد الذي تعرف به المنطقة خصوصاً في الجبال التي تنزل فيها درجة الحرارة في هذا الفصل إلى ما تحت الصفر.
وفي السنوات الأخيرة، أدخلت بعض التغييرات على هذا اللباس خاصة على الجانب الجمالي للقشابية، فأصبحت تجمع بين اللمسة العصرية والتقليدية التونسية، وبات يصنع من الكشمير عوض الصوف، ما جعله يحظى بإقبال فئة الشباب وحتى النساء والأطفال.
وفي الشوارع التونسية، كثيراً ما تصادف عدداً من الشباب والكهول، خلال هذه الأيام الباردة، متدثرين بهذا اللباس، "لأن القشّابية تقي كل الجسم من البرد وتوفر له حماية من الرأس حتى الساقين وتشعرنا بالدفء طوال النهار، وهذه ميزة لا توفرها المعاطف التي تحمي فقط النصف العلوي من الجسد، أنا شخصياً خارج أوقات العمل لا أرتدي إلا هذا اللباس"، حسب تعليق الشاب حمزة بن مراد، لـ"العربية.نت"، وهو عامل بأحد مراكز النداء بمدينة سوسة الساحلية.