مريم محمد
حياة المدرسة، مواقف تبقى في الذاكرة طويلاً. يتذكرها المرء بكثير من الحنين، يعيشها وكأنها حصلت أمس، يحكي عنها لأصدقائه الحاليين ويفتخر أحياناً بالشغب البريء الذي كان يمارسه. وربما رواها لأبنائه حين يمتلأ الرأس شيباً وذكريات.
تقول مريم محمد (23 سنة) "كنت أقضي يوم الخميس مع صديقاتي في الترفيه والأكل. عند الاحتفال بعيد ميلاد إحدى الصديقات كنا نهرب الأكل من الباب الآخر، وفي حال ضبطتنا المعلمة ندعوها لتناول الطعام معنا فننجو من العقوبة. أتذكر أيضاً صديقتي كثيرة التثاؤب. ولأزعجها كنت أحسب المرات التي تتثاءب فيها".
ولبتول العلوي (22 سنة) ذكرى مشابهة، تقول "أحضرنا طعاماً من خارج المدرسة لكن المشرفة ضبطتنا متلبسات فحرمتنا من الرحلة و أخذت الأكل، لكننا استطعنا استعادته في النهاية".
واعتادت زينب السيد رضي (21 سنة) إرسال صديقتها إلى المقصف لتحضر "البرغر وعصير المانغو" قبل خمس دقائق من الفسحة تفادياً للازدحام، فكانت صديقتها تأخذ بطاقة الاستئذان من أي معلمة وتردها في اليوم الثاني، لكنها فقدت هذه الحيلة حين ضبطتها المعلمة".
وكانت إيمان محمد (20 سنة) من طالبات النظام في المرحلة الابتدائية ولم تسمح للطالبات بالدخول إلى الصف خلال الفسحة ومنهن رئيسة مجموعتها. وتقول "بعد الفسحة كانت رئيسة المجموعة تسخر مني وتنعتني بالغباء وصادف أن سمعتها المعلمة فوبختها وحرمتها من قيادة المجموعة بدعوى أن قائدة المجموعة يجب أن تكون متفوقة و خلوقة، فشعرت بفرح كبير".
فيما تقول زهراء عباس (21 سنة) "في حفلة التفوق ذهبت مع صديقاتي لتهنئة زميلاتنا المتفوقات ورغبنا في ارتداء وشاح التفوق، فأخذنا بعض الأوشحة للتصوير فقط، وعندما عدنا أغلقت المنظمات الباب وأدخلننا القاعة ظناً أننا متفوقات. جلسنا في نهاية الصف وكلما أتت المعلمة المنظمة للتأكد من أماكن جلوس المتفوقات تفاديناها. بقينا حتى نهاية الحفلة نستقبل التهاني والتبريكات واشترينا وروداً وأخذنا صوراً على المسرح مع بقية المتفوقات".
وتستعيد حمدة البوعركي (20 سنة) موقفاً في المرحلة الابتدائية. تقول "تأخرت المعلمة مرة فبدأ الصف بالتطبيل على الطاولات والرقص والغناء و الزغردة، إلى أن فاجأتنا المشرفة بدخولها الصف ووبختنا قائلة "لدينا ضيوف من الوزارة وأصواتكن وصلت إلى مكان تواجدهم ألا تخجلن من أنفسكن". وقررت توقيع الطالبات على تعهد لكننا نجونا بفضل تدخل معلمة العلوم".
أما بدرية محمد (26 سنة) فكانت تضحك وتتكلم في الحصة وعندما تلتفت المعلمة تسكت وتمثل الاندماج فتتعرض زميلتها للتوبيخ بدلاً منها".
ويقول خالد الشوملي (23 سنة) "كنت أهرب مع زملائي لشراء الطعام من أي مكان خارج المدرسة بسبب رداءة طعام المقصف ونعود إلى المدرسة قبل انقضاء الفسحة. ضبطنا المدير المساعد وطلب منا عدم تكرار هذا الفعل لكننا لم نلتزم بتعليماته بل كنا نعود إلى منازلنا في بعض الأحيان".
ويقول طارق محمد (21 سنة) إنه لا ينسى ذلك الموقف حين طلب منه الأستاذ رمي ممسحة من الصندوق فرماها دون قصد على عقال الأستاذ فسقط وساد السكون في الصف. وكانت النتيجة أن قاطعه الأستاذ لمدة أسبوع.