أصيل العلي

تعددت الفصول التي عشناها خلال هذه السنة فالبعض منا قد عاش سنة ربيعية بلقاء الأحباب والبعض الآخر عاش سنة صيفية بلقاء الأصحاب وهناك من عاش شتاءً قارساً بوداع الأقرباء..

ربما فصول السنة تشبه المشاعر أحياناً فالحزن يذكرنى دائماً بالشتاء فعندما يغيب من نحب نشعر بقسوة البرد، فتبرد المشاعر وتتجمد معها العقول فتذبل حينها القلوب. أما الصيف بألوانه السعيدة فيذكرنى بالأصحاب وجمعاتنا الحلوة ودفء الصيف كدفء المشاعر حين نجتمع مع من نحب على شاطىء البحر، إن حرارة الصيف تشبه حرارة الحب بأناس لا نتمنى الصيف دونهم وإن غابوا غاب الصيف وتحول بارداً مظلما تغيب شمسه باكراً كشمس الشتاء.

قد اقتربت نهاية السنة وقد حل شهر الوداع إنه ديسمبر باردٌ جداً لدى البعض عندما يطغى عليه طابع الوداع ودافىء جداً لدى من تجدد معه اللقاء، مضت سنة وها قد اقتربت سنة بدأت اتفقد من حولي لم أجد الكل قد غابت وجوه اعتدت على لقائها ربما يزعجنا الشعور بالفقد ولكن هذه هي الحياة فقد شبهها البعض بصالة المطار قادمون ومغادرون لن يبقى فيها أحد.

دعونا نودع هذه السنة بكل ما مر بها من مواقف قد آلمتنا كخيبات وداعات صدمات مشاكل وعثرات مررنا بها فلنجعل من يناير القادم بداية جديدة بأحلامٍ جديدة وطموحات نريد تحقيقها بإرادة قوية وعزيمةٍ لاتقهر. فلنكن أقوى من ذي قبل لنتمكن من التغلب على جميع الصعوبات المقبلة ولنستودع الله القادم من أعمارنا راجين أن تكون السنة الجديدة عامرة بالإنجازات والتوفيق ولنجعل من ديسمبر بدايةً للنهاية.