حوراء يونس
يسمي البعض الشتاء "فصل الجوع"، ويتفق كثيرون على أن كمية الطعام التي يتناولونها تزداد شتاء، فهل هذا حقيقي؟ وما أسبابه؟
اختصاصية التغذية العلاجية وعلم نفس التغذية مريم الوداعي تقول لـ"الوطن" إن "ازدياد الجوع في فصل الشتاء حقيقة علمية وليست تخيلات كما يراها البعض، ففي حال انخفاض درجة حرارة الجسم عن المعدل الطبيعي تزامناً مع انخفاض الطقس يلجأ الجسم لعدة تغيرات فيزيولوجية وكيميائية للمحافظة على هذه الدرجة، والرفع من شهية الشخص أحدها، إذ يؤدي الطعام إلى رفع درجة الحرارة داخل الجسم وهذا ما يفسر أيضاً لماذا تقل الشهية لتناول الطعام في فصل الصيف إذ يحارب الجسم ذلك الارتفاع في درجات الحرارة بتقليل الشهية. كما أن غياب الشمس خلال اليوم يقلل إفراز هرمون السعادة "السيرتونين" إضافة الى لجوء معظم الأشخاص إلى كثرة الجلوس بالمنزل للحصول على التدفئة وبالتالي تقل برامج التسلية لديهم وتنحصر بالجلوس أمام التلفاز وتناول الطعام دون أي حركة تذكر. فالنشاط البدني أيضاً يلعب دوراً مهماً ولا ينحصر دوره على حرق السعرات وإنما يساعد على إفراز مادة السيرتونين الكيميائية التي تحافظ على الشعور بالسعادة وتسهم في تنظيم شهية الشخص. وبذلك نرى أغلب الأشخاص الذين يتوقفون عن لعب الرياضة في فصل الشتاء معرضين أكثر للاكتئاب والشراهة في تناول الطعام أكثر من غيرهم".
النظام الشتائي
وتضيف الوداعي "ارتفاع شهية الشخص أمر طبيعي وصحي لا يمكننا كبحه أو تجاهله لكن الأمر الذي يمكننا التحكم به هو نوع الأطعمة التي يمكنها المساعدة في تنظيم درجة حرارة أجسامنا وشهيتنا ووزننا في آن واحد. فتناول الأطعمة العالية بالبروتين والحاوية على الدهون الصحية كزبدة المكسرات العضوية، والبيض، والسمك، والدجاج، والبقوليات مع المصادرالغنية بالألياف مثل الأرز الأسمر، والخبز ذو الحبوب الكاملة، والشوفان الكامل له دور فعال ويمثل النظام الغذائي الأمثل في فصل الشتاء. أما في حال الشعور بالرغبة في مشروب ساخن فبالإمكان شرب الشاي الأخضر الدافئ أو تحضير كوب من الحليب الساخن المضاف له نكهات كالزنجبيل، أو الكاكو غير المحلى، أو القرفة، او احتساء الشوربة المعدة في المنزل".
تغذية لتقوية المناعة
وتلفت الوداعي إلى أن "من المهم معرفة أن الطعام الذي نكثر من تناوله في فصل الشتاء له تأثير كبير على الجهاز المناعي. فصحيح أن للجسم القدرة على رفع الشهية رغبة منه في المحافظة على صحة جيدة لكنه لا يمتلك خاصية ترشدنا ما إذا كان هذا الطعام المتناول يلبي احتياجاتنا من العناصر الغذائية أم لا.
فالأغلبية يربطون فصل الشتاء بأطعمة مصنعة عالية النشويات المصنعة والدهون المتحولة والمواد المصنعة والقليلة أو الخالية من العناصر الغذائية الضرورية لصحة وبناء خلايا الجسم والجهاز المناعي مثل الدونت، والكرواسان، واللقيمات، والعصيدة، والقهوة المضاف لها المبيضات والكريمات والسكريات، والوجبات التي تباع في المطاعم السريعة. وجميعها تضعف الجهاز المناعي فيصبح الشخص أكثر عرضة للأمراض ونزلات البرد. فبالتالي التقليل منها يلعب دوراً كبيراً في رفع مناعة الجسم".
الحد من نزلات البرد
وتقول الوداعي إن "كثيرين يعتقدون بأن الأطعمة الغنية بالفيتامين سي هي فقط التي تقوي مناعة الجسم ويجهلون أن البروتين يلعب دوراً مهماً أيضاً في الجهاز المناعي إذ إنه يدخل في صناعة الأجسام المضادة التي تعتبر من الخطوط الدفاعية المهمة للحماية ضد الأمراض، فإذا تناول الشخص الأطعمة الغنية بالبروتين فسيقلل قابليته لاكتساب الأمراض ومنها نزلات البرد. مع الاهتمام بتناول الفواكه والخضروات ذات الألوان المختلفة بما لا يقل عن خمس حصص باليوم لاحتوائها كمية متنوعة من الفيتامينات والمعادن والألياف ومضادات الأكسدة التي تحارب الشوارد الحرة مع إضافة الكركم، والزنجبيل، والثوم، والعسل للأطعمة، بجانب الأطعمة الحاوية على البكتيريا النافعة كالروب أو اللبن إذ تلعب دوراً مهماً في الحد من الالتهابات والعدوى وتقوية الجهاز المناعي".
{{ article.visit_count }}
يسمي البعض الشتاء "فصل الجوع"، ويتفق كثيرون على أن كمية الطعام التي يتناولونها تزداد شتاء، فهل هذا حقيقي؟ وما أسبابه؟
اختصاصية التغذية العلاجية وعلم نفس التغذية مريم الوداعي تقول لـ"الوطن" إن "ازدياد الجوع في فصل الشتاء حقيقة علمية وليست تخيلات كما يراها البعض، ففي حال انخفاض درجة حرارة الجسم عن المعدل الطبيعي تزامناً مع انخفاض الطقس يلجأ الجسم لعدة تغيرات فيزيولوجية وكيميائية للمحافظة على هذه الدرجة، والرفع من شهية الشخص أحدها، إذ يؤدي الطعام إلى رفع درجة الحرارة داخل الجسم وهذا ما يفسر أيضاً لماذا تقل الشهية لتناول الطعام في فصل الصيف إذ يحارب الجسم ذلك الارتفاع في درجات الحرارة بتقليل الشهية. كما أن غياب الشمس خلال اليوم يقلل إفراز هرمون السعادة "السيرتونين" إضافة الى لجوء معظم الأشخاص إلى كثرة الجلوس بالمنزل للحصول على التدفئة وبالتالي تقل برامج التسلية لديهم وتنحصر بالجلوس أمام التلفاز وتناول الطعام دون أي حركة تذكر. فالنشاط البدني أيضاً يلعب دوراً مهماً ولا ينحصر دوره على حرق السعرات وإنما يساعد على إفراز مادة السيرتونين الكيميائية التي تحافظ على الشعور بالسعادة وتسهم في تنظيم شهية الشخص. وبذلك نرى أغلب الأشخاص الذين يتوقفون عن لعب الرياضة في فصل الشتاء معرضين أكثر للاكتئاب والشراهة في تناول الطعام أكثر من غيرهم".
النظام الشتائي
وتضيف الوداعي "ارتفاع شهية الشخص أمر طبيعي وصحي لا يمكننا كبحه أو تجاهله لكن الأمر الذي يمكننا التحكم به هو نوع الأطعمة التي يمكنها المساعدة في تنظيم درجة حرارة أجسامنا وشهيتنا ووزننا في آن واحد. فتناول الأطعمة العالية بالبروتين والحاوية على الدهون الصحية كزبدة المكسرات العضوية، والبيض، والسمك، والدجاج، والبقوليات مع المصادرالغنية بالألياف مثل الأرز الأسمر، والخبز ذو الحبوب الكاملة، والشوفان الكامل له دور فعال ويمثل النظام الغذائي الأمثل في فصل الشتاء. أما في حال الشعور بالرغبة في مشروب ساخن فبالإمكان شرب الشاي الأخضر الدافئ أو تحضير كوب من الحليب الساخن المضاف له نكهات كالزنجبيل، أو الكاكو غير المحلى، أو القرفة، او احتساء الشوربة المعدة في المنزل".
تغذية لتقوية المناعة
وتلفت الوداعي إلى أن "من المهم معرفة أن الطعام الذي نكثر من تناوله في فصل الشتاء له تأثير كبير على الجهاز المناعي. فصحيح أن للجسم القدرة على رفع الشهية رغبة منه في المحافظة على صحة جيدة لكنه لا يمتلك خاصية ترشدنا ما إذا كان هذا الطعام المتناول يلبي احتياجاتنا من العناصر الغذائية أم لا.
فالأغلبية يربطون فصل الشتاء بأطعمة مصنعة عالية النشويات المصنعة والدهون المتحولة والمواد المصنعة والقليلة أو الخالية من العناصر الغذائية الضرورية لصحة وبناء خلايا الجسم والجهاز المناعي مثل الدونت، والكرواسان، واللقيمات، والعصيدة، والقهوة المضاف لها المبيضات والكريمات والسكريات، والوجبات التي تباع في المطاعم السريعة. وجميعها تضعف الجهاز المناعي فيصبح الشخص أكثر عرضة للأمراض ونزلات البرد. فبالتالي التقليل منها يلعب دوراً كبيراً في رفع مناعة الجسم".
الحد من نزلات البرد
وتقول الوداعي إن "كثيرين يعتقدون بأن الأطعمة الغنية بالفيتامين سي هي فقط التي تقوي مناعة الجسم ويجهلون أن البروتين يلعب دوراً مهماً أيضاً في الجهاز المناعي إذ إنه يدخل في صناعة الأجسام المضادة التي تعتبر من الخطوط الدفاعية المهمة للحماية ضد الأمراض، فإذا تناول الشخص الأطعمة الغنية بالبروتين فسيقلل قابليته لاكتساب الأمراض ومنها نزلات البرد. مع الاهتمام بتناول الفواكه والخضروات ذات الألوان المختلفة بما لا يقل عن خمس حصص باليوم لاحتوائها كمية متنوعة من الفيتامينات والمعادن والألياف ومضادات الأكسدة التي تحارب الشوارد الحرة مع إضافة الكركم، والزنجبيل، والثوم، والعسل للأطعمة، بجانب الأطعمة الحاوية على البكتيريا النافعة كالروب أو اللبن إذ تلعب دوراً مهماً في الحد من الالتهابات والعدوى وتقوية الجهاز المناعي".