الرياض - إبراهيم بوخالد

وضع فريق طبي بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض حداً لمعاناة شاب سعودي يبلغ من العمر "20 سنة" كان يعاني من "متلازمة الأمعاء القصيرة"، والتي نتج عنها مشاكل صحية عديدة من بينها إصابته بالعمى المؤقت، بعد أن تمكن الفريق الطبي من إجراء زراعة أمعاء ناجحة للمريض استغرقت 10 ساعات وتعد الأولى من نوعها في المنطقة.

وأوضح الفريق الطبي المسؤول عن زراعة الأمعاء بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، أن عملية زراعة الأمعاء الدقيقة تمت للمريض بنجاح وبدأ بمباشرة تناول الغذاء عن طريق الفم بعد ثلاثة أيام من إجراء الزراعة فيما يتمتع حالياً بصحة جيدة بعد مرور عدة أسابيع من إجراء العملية حيث تتم استضافته في إسكان المستشفى المخصص لمرضى زراعة الأعضاء وذلك لفترة تتراوح من 3-6 أشهر من أجل المتابعة الطبية في العيادات الخارجية حتى يستعيد عافيته بشكل تام بعدها يستطيع المريض العودة لمدينته وممارسة حياته الاعتيادية والإلتحاق بالمدرسة التي توقف عنها بسبب مرضه منذ 5 أعوام.

وأضاف أن فريق زراعة الأمعاء في المستشفى شخّص حالة المريض عبدالرحمن هزازي، وقرر الموافقة على إجراء عملية زراعة الأمعاء للمريض بعد انحسار الخيارات العلاجية المتاحة نتيجة إصابة المريض بمتلازمة الأمعاء القصيرة التي تؤثر على امتصاص الأمعاء والجسم للمواد الغذائية والعناصر المهمة ما نتج عنها إجراء عمليات جراحية عدة واستئصال أجزاء كبيرة من الأمعاء في أحد المستشفيات قبل تحويله إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض وخضوعه لتقييم ورعاية طبية شاملة انتهت بإجراء عملية زراعة الأمعاء بنجاح.

وأفاد الفريق الطبي بأنه تم إعطاء المريض فيتامين "أ" عن طريق الحقن الوريدي لاستعادة الرؤية لأن امتصاص الأمعاء للمواد الغذائية كان غير كافٍ، ما تسبب في إصابته بالعمى المؤقت، كما جرى إطلاع المركز السعودي لزراعة الاعضاء على حاجة المريض إلى زراعة الأمعاء مثمنين للمركز جهوده في إيجاد متبرع متوفي دماغياً تناسب فصيلة دمه فصيلة دم المريض، وبعد موافقة أهل المتوفى دماغياً على التبرع بالأمعاء وموافقة المريض على إجراء عملية زراعة الأمعاء تم استئصال الأمعاء الدقيقة وجزء من القولون من المتوفي دماغياً ونقلها إلى المريض وزراعتها.

وأكد الفريق الطبي، أن عملية زراعة الأمعاء تعتبر من أصعب عمليات زراعة الأعضاء وأكثرها تعقيداً حيث يلزم إعطاء المريض مثبطات للجهاز المناعي وإجراء فحوصات مستمرة يومية له ولجهازه المناعي للحفاظ على حياته خلال الشهور الستة الأولى إثر إجراء عملية الزراعة.

وأشار إلى أن إسكان المستشفى المخصص لمرضى زراعة الأعضاء يستضيف الشاب لفترة تتراوح بين 3 و6 أشهر من أجل المتابعة الطبية في العيادات الخارجية حتى يستعيد عافيته بشكل تام، ويستطيع المريض بعدها العودة لمدينته وممارسة حياته الاعتيادية والالتحاق بالمدرسة التي غادرها بسبب مرضه منذ 5 أعوام.

وذكر المشرف العام التنفيذي للمؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، د. ماجد الفياض أن النجاح الحقيقي هو رضا المريض واستعادته عافيته وتيسير الخدمات بكفاءة عالية، مشيراً إلى أن الفريق الطبي الذي يقف خلف نجاح العملية متعدد الاختصاصات في مجالات طب الجراحة والباطنة والعناية المركزة، إضافة إلى أقسام الأشعة والتمريض والصيدلة والمختبرات.