على الرغم من تطور الوعي بأنماط الحياة الصحية في المجتمع بشكل عام، لايزال هناك تقصير في الاهتمام بالالتزام بأنماط الحياة الصحية في بعض مواقع العمل، ومن أهم هذه الأمور توفير بيئة خالية من السموم «خالية من التدخين»، حيث مازال هناك بعض من المكاتب التي لا تخلو من رائحة التدخين! لذا يجب منع التدخين في المكاتب منعاً تاماً لما يسببه من تعكير وثلويث للجو وأذى للموظفين، علاوة على أن السماح للموظفين بالتدخين في المكتب يقلل من نسبة نجاح الموظف في الإقلاع عن التدخين إن أراد المحاولة.

التدخين ليس حرية شخصية، بل هو أذى عام يطول الآخرين ويأثر على صحتهم سلبياً، وكذلك «البخور» هو تلوث آخر لا يستطيع البعض الاستغناء عنه، حيث يستخدم بكمية جنونية في بعض المكاتب مما يسبب مضاعفات صحية لمرضى الربو وحساسية الجيوب الأنفية، وهذه مشكلة كبيرة وذلك بسبب قلة الوعي بخطورة البخور مقارنة بالحملات التوعوية عن أخطار التدخين، حيث تم منع التدخين في أغلب المكاتب ولكن البخور لايزال يلوث الجو ليلاً ونهاراً في المكاتب والمدارس والوزارات والمحلات التجارية!

عجباً ممن يستنكر التدخين ولا يمانع بملء رئتيه بدخان البخور! فهو تلوث رائحته عطرة!

أيضاً يعد التكييف والتهوية مشكلة أخرى، حيث يجبر بعض الموظفين على محاولة التأقلم مع أجواء التكييف العالي البرودة غصباً، مما يجعل الأمر قاسياً جداً على بعض المرضى الذين يعانون من الأمراض المزمنة وآلام الفاصل والتشنجات العضلية ومشاكل التنفس وفقر الدم.

يعاني الطلبة أيضاً من نفس المشكلة من غير رحمة، والرد دائماً يكون «البردان يجلب معه جاكيت»، وذلك أكبر دليل على أن بعض الناس فقدوا قدرتهم على التعايش مع الأجواء الطبيعية ولو بنسبة بسيطة واعتادوا على أجواء تكييف صناعية جنونية. نعم أجواؤنا صحراوية حارة، والحمد الله على نعمة المكيف، ولكن يجب الحرص على توفير التهوية والتكييف المعتدل!

وفي الختام؛ دعونا نحرص على مراجعة أنفسنا ومراعاة الآخرين وتقييم الوعي الذاتي لنبدأ عاماً جديداً نطمح فيه بتحسين جودة الحياة والوقاية.