عائشة عبدالله ومريم محمد
تخرجت وسن مدن من جامعة البحرين حاملة بكالوريوس إعلام، واصلت دراستها في أمريكا لتنال درجة الماجستير في الإنتاج السينمائي والتلفزيوني، ثم عادت إلى جامعة البحرين لتمارس التدريس في قسم الإعلام والسياحة والفنون، وفي حصيلتها مجموعة من الأفلام القصيرة.
تقول وسن في حوار لـ"الوطن" "أؤمن أن التعليم طريق التغيير وتطوير المجتمعات، وسرني العمل في نفس الجامعة الوطنية التي تخرجت منها".
وتضيف "قررت الدراسة في أمريكا بعد دورة قصيرة متعلقة بالإعلام الجديد رشحني لها أساتذتي بقسم الإعلام، ما دفعني إلى التقديم على بعثة "
Fulbright" لإكمال الدراسة في الولايات المتحدة. جرى قبول نسبة قليلة جداً من المتقدمين وكان من حسن حظي أني كنت واحدة منهم".
وفي ما يلي نص الحوار:
- لماذا اخترت تخصص الإعلام الرقمي؟
منذ البداية كنت أرغب في الدراسة في جامعة البحرين بالذات، فاطلعت على التخصصات التي توفرها الجامعة ووجدت تخصص الإعلام أقربها إلي رغم أنني تخصصت في المسار العلمي بالمرحلة الثانوية. عند التحاقي في برنامج بكالوريوس الإعلام كنت أرغب أن يكون التخصص الدقيق مسار العلاقات العامة أو مسار الإعلان لأنني كنت أحب المشاركة في تنظيم الفعاليات في المدرسة، ولم يخطر ببالي أن ينتهي بي الأمر بمسار الإعلام الرقمي الذي وجدت أنه جامع بين كل المسارات الأخرى، فأستطيع إنتاج الأعمال السينمائية والتلفزيونية الى جانب اكتساب مهارات جديدة.
- كيف وجهت اهتماماتك لإنتاج الفيديو؟
فالبداية لم يكن لدي اطلاع كاف في حقل الإعلام فوجدت نفسي أكتشف أشياء جديدة بينها التصوير الفوتوغرافي وتشجعت للمشاركة في مسابقة تصوير نظمها مركز تسهيلات البحرين للإعلام واقتناء كاميرا وفازت صورتي عن فئة التراث، مهدت هذه الخطوة الطريق إلى التحول إلى الأفلام خاصة بعد دراسة مقرر إنتاج الفيديو، فكان نقطة التحول بالنسبة لي.
- هل فكرت في صغرك بهذا المجال؟
لم أفكر بذلك، ولم يخطر ببالي أننا نستطيع إنتاج أعمالنا بأنفسنا خاصة أن أغلب الأفلام التي نشاهدها من إنتاج الغرب، لكن بعد متابعة المسلسل الكرتوني الإماراتي "فريج" لمحمد سعيد حارب تغيرت هذه النظرة ورغبت في رؤية مزيد من الأعمال التي تحكي قصص تعكس واقعنا وحياتنا.
- هل خططت لنيل درجة الماجستير؟
نعم، قررت ذلك أثناء دراستي في جامعة البحرين التي أتاحت لي عدة فرص لتطوير ذاتي، دراستي في جامعة البحرين طورتني وأعدتني لمواصلة دراستي في أمريكا.
- لماذا اخترتِ إكمال دراستك في الولايات المتحدة؟
قررت الدراسة هناك بعد دورة قصيرة متعلقة بالإعلام الجديد رشحني لها أساتذتي بقسم الإعلام والسياحة والفنون، ما دفعني إلى التقديم على بعثة "
Fulbright" لإكمال الدراسة في الولايات المتحدة. جرى قبول نسبة قليلة جداً من المتقدمين وكان من حسن حظي أني كنت واحدة منهم.
- كيف تصفين تجربة الابتعاث والغربة؟
مزيج من الأشياء الحلوة والمرة مثل أي شيء بالحياة، حيث تعرفت على أناس من مختلف شعوب وثقافات العالم، وكانت فرصة أيضاً لأعرفهم على بلدي البحرين. أعجبت بالإمكانات المتاحة للتطبيق المباشر لما يتعلمه الطالب والارتباط الوثيق بسوق العمل، لكني اكتشفت أن المواضيع المطروحة في بعض أعمالهم الفنية والسينمائية قد تكون أكثر سطحية وتجارية.
- ما أبرز التحديات التي واجهتك؟
صعوبة التعامل مع نظام تعليمي مختلف في البداية. لكن من ميزات الغربة الاعتماد على النفس في كل أمور الحياة.
- ألم تفكري بالانسحاب خلال ابتعاثك؟
كنت أصاب بالإحباط أحياناً لكن لم افكر أبداً بالانسحاب وأذكر نفسي دائماً بسبب ابتعاثي وطموحي والخبرات التي أسعى إلى اكتسابها.
- تجربة لا تنسينها في الخارج؟
لا أنسى تجربتي خلال إنتاج مشروع التخرج؛ فيلم وثائقي عن صناعة الطوب في مدينة سفانا التي درست فيها وترتبط هذه الصناعة بمرحلة العبودية والتمييز العنصري في أمريكا. تعلمت الكثير من خلال هذه التجربة إذ جعلتني أقدر المعاناة التي مر بها الزنوج فترة عبوديتهم، كما تعرفت على تفاصيل حرفة قديمة ومن خلالها تاريخ المدينة ومعمارها والتحولات التي مرت بها.
- أخبرينا عن أعمالك ومساهماتك في هذا المجال؟
شاركت في الفيلم الروائي البحريني الطويل الشجرة النائمة الذي تعلمت منه الكثير بدعم من الأستاذ فريد رمضان والمخرج محمد بوعلي وبقية طاقم العمل. وأعدني ذلك للمشاركة بمهرجان أيام السينما البحرينية وإنتاج أول فيلم قصير لي "سبر"، وكذلك فيلم قصير أنتجته خلال ورشة في مدينة برشلونة الإسبانية، وخلال ابتعاثي عملت في كثير من الأفلام القصيرة بأدوار مختلفة، مما جعلني أكثر دراية بعملية إنتاج الأفلام. وأعمل حالياً على فيلم قصير
.No Parking
- ما شعورك عند قراءة اسمك في موقع قاعدة بيانات الأفلام على الإنترنت؟
شعور جميل للغاية أن أرى اسمي في الموقع الذي يعود إليه الجميع للبحث عن الأفلام. في يوم من الأيام كنت أقول لنفسي أنني سأقرأ اسمي في هذا الموقع. وتحقق الحلم وأسعى إلى إثراء صفحتي بمزيد من الأعمال.
- من قدوتك في مجال صناعة الأفلام؟
المخرجة السعودية هيفاء منصور، حيث كنت مشاركة بورشة قدمتها في البحرين وتأثرت بها كثيراً خصوصاً بعد إخراجها أول فيلم روائي سعودي طويل "وجدة" حيث وجدته مختلفاً ويتحدث عن واقع مجتمعاتنا ويطرحها من منظور جديد.
- لماذا توجهت إلى التدريس بجامعة البحرين؟
أؤمن أن التعليم هو طريق التغيير وتطوير المجتمعات، وسرني العمل في نفس الجامعة الوطنية التي تخرجت منها، وسعيدة بالتشجيع الذي نلته وأناله من أساتذتي.
- ما طموحاتك في هذا المجال؟
أؤمن بأن حكاية القصص خاصة عن طريق الأفلام تساعدنا في التعرف على ذواتنا والآخرين من حولنا، لذلك أطمح إلى إنتاج فيلم روائي طويل يشاركني طلابي في إنتاجه، خاصة أن الصناعة السينمائية تعتمد على الجماعة لا الفرد. وأطمح إلى نيل شهادة الدكتوراه ذات يوم.