غزة - عز الدين أبو عيشة
بين جنبات إحدى غرف منزل عفاف الشريف، تجلس على كرسيها المخصّص لأوقات القراءة، تُقلّب صفحات كتابٍ بيدها على عجالة، وبينما تمُرّ الأوراق أمام عينيها تستوقفها فقرة تركز النظر عليها، وسرعان ما تأخذ الدفتر لتدوّن ملاحظاتها، وتبدأ بالكتابة.
تدوين الملاحظات وتلخيص الكتب، سر نجاح الفلسطينية عفاف الشريف "17 عاماً" والحاصلة على المركز الأوّل بمسابقة تحدي القراءة العربي في الإمارات العربية المتحدة بجولتها الثانية والمشارك بها قرابة 7 ملايين عربيًا، ونحو 13 فلسطينيًا من الضفة الغربية وقطاع غزّة.
الشريف - والتي تعود أصولها لمدينة رام الله وسط الضفة الغربية، وتتلقى تعليمها في مدرسة البيرة الذكية التي تُشكل خطوة لتطوير التعليم، سجّلت إنجازاً جديداً جيدًا لفلسطين.
تقول الشريف: "بدأتُ رحلة القراءة في الخامسة من عمري، عندما كانت والدتي تقرأ لي قصصاً قصيرة قبل خلودي للنوم، ومن هنا شَقّقتُ غمار رحلتي الثقافية ومطالعة الكتب والروايات في طريق الإبداع".
وتضيف: "عندما كبرت اقتنيت كتب لمستوى أكبر من عمري، لأوسّع مداركي الفكرية وأنمّي مهاراتي اللغوية، وأعزّز المصطلحات التي أملك لأنافس فيها إذا ما شاركت في مسابقة، أو دخلت في نقاشٍ مع زملائي".
وتقول: "ورثت عن أمّي المركز الأوّل في القراءة، فتوّجت والدتي قبل 20 عاماً الأولى على المملكة الأردنية الهاشمية، واليوم أنا أحصد المركز ذاته، لأنّها غرست بداخلي حبّ المطالعة، ومبدأ القراءة اليومية لأثبت وجودي في الحياة".
وتنوع عفاف في الكتب التي تقرأ فمرّة تتناول المجالات الأدبية، وتارة الكتب التاريخية، وبعض الأحيان الأبحاث العلمية، والدراسات الدينية، ولا تهمّش السير الذاتية، وتطالع التنمية البشرية.
وتستكمل الشريف: "أقرا بفهم ووعي، ولا أترك شاردة ولا واردة دون استيعابها وتدبرها..كثيراً ما تستوقفني بعض الكلمات أحاول ربطها بواقعي، وفي حال صعوبة بعض الأفكار أناقش فيها أمي أو معلمتي أو مختص".
وتحاول الشريف ربط ما تقرأ بالواقع الذي تعيشه ليسهل عليها فهم الكتاب وحفظ أجزاء منه، ما يجعلها تدرك ما تقرأ بعمق، وتكون قادرة على مناقشته وإقناع المحكّم أنها جديرة بالفوز، وبحسب عفاف هذه هي الطريقة التي اتبعتها في مسابقة تحدي القراءة. وتميل في قراءتها إلى المجال الأدبي وتعشق الروايات والقصص، وتتأثر في كتب التنمية الذاتية لما لها أثر على تطوير شخصيتها.
وأضافت الشريف: "تأثرت في رواية الطنطورية للكاتبة المصرية رضوى عاشور، فأحببت أسلوب كتابتها وكنت أعتقد أنها فلسطينية من النبعة الإنسانية وأسلوبها الرائع في الوصف". وقرأت الشريف ما يزيد عن 60 كتاباً، 75 رواية وقصة، منها ما يقارب 15 كتاباً باللغة الإنجليزية؛ اختارت منها 50 للمشاركة في مسابقة تحدي القراءة العربية.
وتشير الشريف، إلى أن معظم الكتب التي قرأتها تزيد عن 200 صفحة؛ ما أثر إيجابيًا على تحصيلها العلمي في المدرسة وكوّن لديها ثروة لغوية كبيرة وقدرة في التعبير والنقاش.
وتتمتع بمستوى عالٍ في اللغة الانجليزية والتحصيل المدرسي فكانت نتيجتها في الصف 11 من الفرع العلمي 97% برتبة الأولى على مديرية التعليم في منطقتها. وتعمل على الموازنة بين الدراسة والقراءة، وتستثمر الأوقات الضائعة مثل العطل الصيفية والإجازات، وقبل النوم وفي طريقها للمدرسة.
وحول كيفية فوزها في المركز الأوّل، تقول إنّها خاضت المسابقة بكلّ عزم للوصول إلى رأس الهرم، بعد إعداد نفسها جيدًا، فضلاً عن قوة الشخصية والتركيز ولباقة الحديث.
وعن لحظة دخولها للتصفيات النهائية، تذكر الشريف: "على المتسابق تقديم أفضل ما عنده من جهد وقوة تركيز، وأخذت بكل الأسباب وبذلت قصارى جهدي والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً".
يذكر أنّ قيمة الجائزة الأولى للفائز بتحدي القراءة 150 ألف دولار، وتحصل مدرسته على لقب أفضل مدرسة عربية وجائزة مالية بقيمة مليون دولار، وتنوي الشريف أنّ تتبرع بجزء منها للعمل الخيري، وستدرس الطبّ بالباقي لتكمل عملها الإنساني في علاج المرضى.
وتنوي الشريف تأسيس مكتبة عامة تنشر من خلالها القراءة والوعي الثقافي، وتطمح لتعزيز المكتبة بالأنشطة التربوية لجذب أكبر قدر ممكن من المثقفين.
{{ article.visit_count }}
بين جنبات إحدى غرف منزل عفاف الشريف، تجلس على كرسيها المخصّص لأوقات القراءة، تُقلّب صفحات كتابٍ بيدها على عجالة، وبينما تمُرّ الأوراق أمام عينيها تستوقفها فقرة تركز النظر عليها، وسرعان ما تأخذ الدفتر لتدوّن ملاحظاتها، وتبدأ بالكتابة.
تدوين الملاحظات وتلخيص الكتب، سر نجاح الفلسطينية عفاف الشريف "17 عاماً" والحاصلة على المركز الأوّل بمسابقة تحدي القراءة العربي في الإمارات العربية المتحدة بجولتها الثانية والمشارك بها قرابة 7 ملايين عربيًا، ونحو 13 فلسطينيًا من الضفة الغربية وقطاع غزّة.
الشريف - والتي تعود أصولها لمدينة رام الله وسط الضفة الغربية، وتتلقى تعليمها في مدرسة البيرة الذكية التي تُشكل خطوة لتطوير التعليم، سجّلت إنجازاً جديداً جيدًا لفلسطين.
تقول الشريف: "بدأتُ رحلة القراءة في الخامسة من عمري، عندما كانت والدتي تقرأ لي قصصاً قصيرة قبل خلودي للنوم، ومن هنا شَقّقتُ غمار رحلتي الثقافية ومطالعة الكتب والروايات في طريق الإبداع".
وتضيف: "عندما كبرت اقتنيت كتب لمستوى أكبر من عمري، لأوسّع مداركي الفكرية وأنمّي مهاراتي اللغوية، وأعزّز المصطلحات التي أملك لأنافس فيها إذا ما شاركت في مسابقة، أو دخلت في نقاشٍ مع زملائي".
وتقول: "ورثت عن أمّي المركز الأوّل في القراءة، فتوّجت والدتي قبل 20 عاماً الأولى على المملكة الأردنية الهاشمية، واليوم أنا أحصد المركز ذاته، لأنّها غرست بداخلي حبّ المطالعة، ومبدأ القراءة اليومية لأثبت وجودي في الحياة".
وتنوع عفاف في الكتب التي تقرأ فمرّة تتناول المجالات الأدبية، وتارة الكتب التاريخية، وبعض الأحيان الأبحاث العلمية، والدراسات الدينية، ولا تهمّش السير الذاتية، وتطالع التنمية البشرية.
وتستكمل الشريف: "أقرا بفهم ووعي، ولا أترك شاردة ولا واردة دون استيعابها وتدبرها..كثيراً ما تستوقفني بعض الكلمات أحاول ربطها بواقعي، وفي حال صعوبة بعض الأفكار أناقش فيها أمي أو معلمتي أو مختص".
وتحاول الشريف ربط ما تقرأ بالواقع الذي تعيشه ليسهل عليها فهم الكتاب وحفظ أجزاء منه، ما يجعلها تدرك ما تقرأ بعمق، وتكون قادرة على مناقشته وإقناع المحكّم أنها جديرة بالفوز، وبحسب عفاف هذه هي الطريقة التي اتبعتها في مسابقة تحدي القراءة. وتميل في قراءتها إلى المجال الأدبي وتعشق الروايات والقصص، وتتأثر في كتب التنمية الذاتية لما لها أثر على تطوير شخصيتها.
وأضافت الشريف: "تأثرت في رواية الطنطورية للكاتبة المصرية رضوى عاشور، فأحببت أسلوب كتابتها وكنت أعتقد أنها فلسطينية من النبعة الإنسانية وأسلوبها الرائع في الوصف". وقرأت الشريف ما يزيد عن 60 كتاباً، 75 رواية وقصة، منها ما يقارب 15 كتاباً باللغة الإنجليزية؛ اختارت منها 50 للمشاركة في مسابقة تحدي القراءة العربية.
وتشير الشريف، إلى أن معظم الكتب التي قرأتها تزيد عن 200 صفحة؛ ما أثر إيجابيًا على تحصيلها العلمي في المدرسة وكوّن لديها ثروة لغوية كبيرة وقدرة في التعبير والنقاش.
وتتمتع بمستوى عالٍ في اللغة الانجليزية والتحصيل المدرسي فكانت نتيجتها في الصف 11 من الفرع العلمي 97% برتبة الأولى على مديرية التعليم في منطقتها. وتعمل على الموازنة بين الدراسة والقراءة، وتستثمر الأوقات الضائعة مثل العطل الصيفية والإجازات، وقبل النوم وفي طريقها للمدرسة.
وحول كيفية فوزها في المركز الأوّل، تقول إنّها خاضت المسابقة بكلّ عزم للوصول إلى رأس الهرم، بعد إعداد نفسها جيدًا، فضلاً عن قوة الشخصية والتركيز ولباقة الحديث.
وعن لحظة دخولها للتصفيات النهائية، تذكر الشريف: "على المتسابق تقديم أفضل ما عنده من جهد وقوة تركيز، وأخذت بكل الأسباب وبذلت قصارى جهدي والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً".
يذكر أنّ قيمة الجائزة الأولى للفائز بتحدي القراءة 150 ألف دولار، وتحصل مدرسته على لقب أفضل مدرسة عربية وجائزة مالية بقيمة مليون دولار، وتنوي الشريف أنّ تتبرع بجزء منها للعمل الخيري، وستدرس الطبّ بالباقي لتكمل عملها الإنساني في علاج المرضى.
وتنوي الشريف تأسيس مكتبة عامة تنشر من خلالها القراءة والوعي الثقافي، وتطمح لتعزيز المكتبة بالأنشطة التربوية لجذب أكبر قدر ممكن من المثقفين.