نجح علماء بريطانيون في تطوير آلة تعمل بالذكاء الصناعي، وهي أشبه بـ "الروبوت" أو "الطبيب الآلي"، ومهمتها الكشف عن أمراض القلب بسرعة عالية ودقة غير مسبوقة وبتكلفة أقل بقليل من تكاليف الفحص التقليدية التي يقوم بها الأطباء في العالم حالياً.

وتم الإعلان عن هذا الابتكار الطبي من قبل مستشفى "جون رادكليف" بمدينة أوكسفورد البريطانية، حيث نجحت الاختبارات الأولية التي أجريت عليه، وتبين أنه يتمتع بقدرات فائقة تتضمن النتائج الأكثر دقة في العالم على الإطلاق إضافة إلى السرعة في التشخيص لأمراض القلب، وهو ما يمكن أن يشكل إضافة مهمة في مجال مكافحة أمراض القلب والشرايين، بحسب تقرير لجريدة "ديلي ميل" اطلعت عليه "العربية نت".

وتقول الصحيفة إن الابتكار الجديد قد يؤدي إلى إنقاذ سلطة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا، وينهي الأزمة المالية التي تعاني منها منذ سنوات، وذلك بسبب أن هذا "الطبيب الآلي" قد يوفر على الحكومة أكثر من 300 مليون جنيه إسترليني "400 مليون دولار" سنوياً، بفضل تكاليفه المنخفضة مقارنة بالفحوص التقليدية التي يخضع لها مرضى القلب.

وبحسب المعلومات التي نشرتها المستشفى، فإن التجارب التي أجريت على الجهاز الجديد تكللت بالنجاح، وأثبتت أنه قادر على استكشاف أمراض القلب بالسرعة والدقة المطلوبة، على أنه يتوقع أن يتوافر في مختلف مستشفيات بريطانيا قريباً وسوف يؤدي إلى الحفاظ على حياة أعداد كبيرة من مرضى القلب.

ويقول المستشفى إن الجهاز الجديد الذي يحمل اسم "Ultromics" قائم على استخدام تكنولوجيا الذكاء الصناعي، التي بدأت تغزو العالم في السنوات الأخيرة وتشهد تطوراً هائلاً، وهي التكنولوجيا المستخدمة في كافة أنواع "الروبوت" في العالم.

وكشفت "ديلي ميل" أن بريطانيا تسجل سنوياً أكثر من 60 ألف حالة مسح للقلب إلا أن أكثر من 12 ألف عملية مسح من هذه الستين ألفاً يتبين أن نتائجها خاطئة، نتيجة أن الأجهزة الطبية المتوافرة لا تزال غير دقيقة بالشكل الكافي.

وقال أخصائي الأمراض الوراثية السير، جون بيل، إن "النظام الجديد في حال نجاحه وانتشاره فقد يؤدي إلى خفض تكاليف أمراض القلب بنسبة تصل إلى 50%، أي بأكثر من 300 مليون جنيه إسترليني سنوياً، وهو ما يمكن أن ينقذ الخدمات الطبية في بريطانيا بأكملها".