في ذلك التاج الذي صنعوه في 1661 باسم "سانت إدوارد" والمحفوظ مع غيره من درر ومجوهرات في "برج لندن" الشهير، أحجار كريمة من أفضل الأنواع، وزنها 2 كيلو و230 غراما، وفق الوارد بموقعه الإلكتروني، وفيه ماسيات وياقوت أزرق وأحمر وزمرد وزركون وتوباز وتورمالين وغارنيت وزبرجد، مع لآلئ بالمئات، ونراه في فيديو خبري عن المقابلة تعرضه "العربية.نت" أدناه، موضوعا على رأسها في تنصيب تقليدي عمره 1000 عام. كما نراها بالفيديو عن المقابلة، تجيب على السؤال الوحيد، وهو عن تتويجها كحاكمة لما كان منذ 65 سنة مستعمرات بريطانية بأفريقيا والشرق الأوسط ومنطقة بحر الكاريبي.
وضعت اليزابيث الثانية تاجا ثانيا على رأسها أيضا أثناء التتويج، هو المعروف باسم "الامبراطوري" المكون منذ صنعوه في 1838 من 2868 ماسة و17 ياقوتة زرقاء و11 زمردة مع 277 حبة لؤلؤ أصيلة، وورثته عن والدها الملك جورج السادس، الراحل في 1952 بالسرطان، لكنها أدخلت عليه تعديلات ليلائم حجم رأسها أكثر. مع ذلك، قالت في المقابلة: "إنه مهم جدا، مع أن له سلبيات" لم تذكر نوعها، سوى الإشارة إلى أن وزنه كيلو و200 غرام، يمنع واضعه أيضا من انحناء رأسه عند قراءة الخطابات كي لا يقع، فتضطر الملكة إلى قراءة الخطاب أفقيا أمامها، لا أسفل رأسها.
وتحدثت الملكة في المقابلة عن رحلتها غير المريحة إلى "كنيسة وستمنستر" يوم تتويجها فيها، فقد نقلوها إليها من قصر "باكنغهام" على متن عربة مذهبة، نراها في الفيديو أعلاه أيضا، وتجرها جياد، مع أن وزنها 4 أطنان، ووصفت العربة بأنها "مريعة" وقالت: "كل ما في الأمر، كان موكبا من الخيالة بأسلوب قديم في الأداء" وعادت بذاكرتها إلى حيث شهدت تتويج والدها حين كانت في 1937 بعمر 11 سنة، وقالت: "حضرت مراسم التتويج مرة، وكنت أنا محل التتويج في المرة الأخرى، وهذا مدهش" وقالت العبارة الأخيرة بصوت كالوشوشة.
يوم التتويج، حيث الفستان الحرير مطرز بخيوط من ذهب وفضة، والتاج مرصع بما ندر.. ثم تذكرت معاناتها مع الثوب الذي ارتدته يوم تتويجها، وكان من حرير مرصع باللؤلؤ ومطرز بخيوط ذهب وفضة، وقالت: "أتذكر اللحظة التي مشيت فيها عكس اتجاه نسيج السجاد، ولم أستطع التحرك أبدا" في إشارة استنتجت "العربية.نت" أنها كانت ستقع لو عاندت اتجاه النسيج السجادي حين دخلت إلى الكنيسة، حيث "لامست أناملها التاج لأول مرة" وفق تعبير الإعلامي Alastair Bruce المضيف بالمقابلة التي أجراها معها: "ربما تكون رأته، لكنها لم تلمسه قبل ذلك الحين. كان من الرائع رؤيتها تنحني إلى الأمام لتنظر فيه"، كما قال.
إلا أن المقابلة تضمنت عكس ما ذكره ألستير بروس عن لمسها التاج "لأول مرة" باعتبار أن ابنها ولي العهد، الأمير تشارلز، كشف مرة أنه رآها تتدرب على وضع التاج على رأسها حين كان طفلا يستحم. كما مرت في المقابلة لقطات خلف الكواليس، منها صورة للأمير ظهر فيها يلهو بعمر 4 أعوام مع شقيقته الصغرى، الأميرة آن، وكانا تحت رداء والدتهما الطويل، عندها قالت الملكة في المقابلة: "ما كان ينبغي أن يفعلا ذلك" في عتاب للابنين تأخر 66 سنة تقريبا.
ولأن جدارا من حديد كان يفصل الملكة البالغة 91 سنة عن التعامل مع الإعلام، لذلك لم تسمح لمعد المقابلة بطرح أكثر من سؤال واحد، هو المتعلق بيوم تتويجها، على حد ما قرأت "العربية.نت" من الوارد في موقع RadioTimes المضيف بخبره الذي تناقلته الوكالات أن BBC كلفت فريق خبراء لإقناعها بالمقابلة، وحين وافقت قال المنتج Geffen Anthony إن وصوله مع بروس إليها كان مغامرة استغرقت سنوات "فقد حاولنا الحصول على إذن للقيام بهذا المشروع منذ 22 عاما" لذلك لو كانت جائزة نوبل تشمل الإعلام، لتقاسمها الاثنان هذا العام بالتأكيد.