يقولون إن فقدان أحد الوالدين يغيرك ويخطف ابتسامتك للأبد. قد يغير هذا الحدث منظورك للحياة وللسعادة ويختل توازنك النفسي ولا شك من أن هذا الأمر من أصعب اختبارات الحياة ولكن كتم الحزن والألم في مثل هذه المواقف والاستمرار في التقوقع والحداد والحزن قد يسبب مضاعفات صحية. إن رحمة الله واسعة وهناك بعض من الممارسات التي يمكن أن تخفف علينا وتساعدنا على استعادة التوازن بعد التعرض لصدمات محزنة مثل فقدان شخص عزيز أو الخذلان أو التعرض للاعتداء والإساءة، جميع هذه المصائب تؤدي إلى فقدان التوازن النفسي والتقوقع.

في ما يلي بعض من الممارسات المفيدة لاستعادة التوازن النفسي في الوقت المناسب:

إطالة السجود

وضعية السجود تؤدي إلى الخشوع التام والاسترخاء وتفريغ الضغوط، ‪كما أنها تساعد على تجديد الطاقة.

الصيام

هو في الواقع وسيلة طبيعية للجسم كرد فعل على الألم والمرض، فإذا تأملنا في عالم الحيوان سنجد أن الحيوانات البرية لا تأكل عندما تكون جريحة أو متألمة. يمارس الصوم لضبط الفكر والحواس ولاستعادة التوازن النفسي وكذلك لتنقية الجسم ولإعادة تنظيم عملياته حيث تزداد الحموضة واللوعة والغثيان في فترة الحزن وتزداد الرغبة بتناول الأطعمة غير الصحية، لذلك يكون الصيام من أفضل الممارسات العلاجية في هذه الفترة إذا كان وضعك الصحي يسمح لك بالصيام.

الوعي بالتنفس

ممارسة الوعي بالتنفس من الممارسات الأساسية التي ستساعدك على تكريس وقت أكبر للنمو الروحي، ولإدراك مدى إمكانية ضبط نمط التفكير وإعادة توازن العقل والجسد عن طريق ضبط وتنظيم التنفس‫.

الصوم عن الكلام

عندما يزداد التوتر والقلق ويكون التفكير متسارع ومتشابك، الإمساك عن الكلام يطهر النفس ويريح العقل ويساعد على بلورة التفكير وتجديده وتنظيمه لاستعادة حماس الروح. أفضل طريقة للحصول على الراحة النفسية عند ممارسة الصوم عن الكلام هي استبدال بلبلة العقل بالترديد الذهني للاذكار. إن الامتناع عن الكلام لفترة زمنية له فوائد عظيمة ولكن ليس المقصود بالصوم عن الكلام هو الصمت والامتناع التام عن الكلام بل ممارسة "فليقل خيراً أو ليصمت " وفي هذه الأزمات التي يكون فيها الإنسان شديد الانفعال يكون الصوم عن الكلام هو الحل الأمثل.

تفادي الغزلة

قد ينصحك البعض بالاعتكاف لفترة زمنية لتفريغ حزنك ظناً منهم بأن العزلة قد تساعد الشخص على تخطي الحزن والعودة، واعتقادهم الخاطئ بأن الشخص يحتاج أن يترك لوحده إلى أن يشعر بالارتياح، ولكن لا ينصح بالاستماع لهذه النصائح العشوائية التي قد لا تكون مناسبة وقد تجعل الشخص يتقوقع وينحشر في دوامة الاكتئاب لفترة أطول، بل يجب مواساة الشخص والتواجد بقربة إلى أن يتمكن من تخطي المصيبة حتى ولو لم يرغب بالكلام أو بتواجدك، اهتمامك و تواجدك بخفة وعفوية ومن غير إلحاح هو المطلوب.

مساعدة الآخرين

عندما نكون في موقف ضعف تفقد الحياة طعمها ولا نشعر بقيمتها. الصدقة والعمل التطوعي وعمل الخير يساعدنا على استعادة التوازن، حيث إن مساعدة الآخرين تضيف معنى للحياة وتعطينا القوة التي نحتاجها للاستمرار. تذكر أن هناك من يحتاج لمساعدتك، وتذكر أن عمل الخير ليس فقط مادياً، وأنك لا تحتاج أن تملك الكثير المال لتقديم المساعدة، وأنه حتى في أقسى ظروفك تستطيع أن تقدم المساعدة.