القراءة متعة.. والقصة نشاط .. هكذا نبدأ في تعزيز قيمة القراءة وأهميتها عند الأطفال.. وهذا هو النهج الذي اتبعته التربوية الشابة فاطمة العطاوي، التي بدأت في تقديم سلسلة من الورش منذ عام 2012 بهدف تحفيز الأطفال على حب القراءة.
فاطمة العطاوي تربوية تتبنى فكرة أن القراءة متعة.. وعلى هذا الأساس تنطلق في أنشطتها في مؤسسات المجتمع المدني .. حيث استضافها مركز ود للاستشارات الأسرية التابع للجمعية البحرينية لتنمية المرأة لتقديم ورشة بعنوان "وقت القصة.. وقت المرح".
تقول العطاوي: "انطلقت الفكرة من أهمية أن يستشعر الطفل أن القراءة ليست من أجل التعليم فقط، بل هي متعة وإفادة، إذ لا يمكن للطفل أن يقرأ الكتاب بشكل جاف، بل يجب تحقيق الامتاع فيه، فإنتاجنا العربي في مجال الطفل كبير جدا، وهو يضاهي الإنتاج الأجنبي، وهناك كتب عربية أصيلة متميزة، يجب الاهتماما بها وتوفيرها في مكتبة البيت، لذا أتمنى أن تكون الكتب متوفرة دائماً في صالة المنزل أو في غرفة الطفل ليسهل تناولها في أي لحظة".
القراءة متعة وبناء
وعن أهمية الحرص على توفير عنصر التشويق عند التعامل مع الأطفال تقول العطاوي : "نقدم الكتاب للطفل كمادة ممتعة، ونقرن القراءة بنشاط يدوي.. فنحن نقرأ القصة ومن ثم نقوم بعمل نشاط ، وهذا يخلق جو من المتعة، خارج نطاق السؤال والجواب والتعليم الأكاديمي الصرف".
وتؤكد العطاوي أن المدارس الحكومية تبدع في تقديم مثل هذه الأنشطة، خلال الحصص الدراسية، ولكن المشكلة أن الموضوع يتم خلال الحصة لذلك لا يكون ملموساً كثيراً لدى أولياء الأمور، فالمعلمين والمعلمات يمتلكن من المهارات التي تؤهلهم لتحويل التعليم من مهمة وواجب إلى متعة وشغف".
إتقان القراءة نتيجة تراكمية
وتوصي العطاوي بأن القراءة أساس رقي المجتمع، ولا يمكن إنشاء جيل متميز دون أن نؤسسهم على القراءة، وتنبه إلى ضرورة أن لا يتم حصرها في الدروس فقط، بل يجب أن تكون موجودة في الحياة اليومية.
وتلفت العطاوي النظر إلى أهمية زيارة المكتبات قائلة: ": "من المهم التشجيع على زيارة المكاتب العامة، ومشاركة الأطفال في نشاط قراءة ، لذلك تعد زيارة المكتبات أمر هام يجب أن يربى عليه الطفل منذ الصغر، فالقراءة في كل مكان".
وعن أهمية الاستمرارية في تقدمي مثل هذه النوعية من الأنشطة تقول العطاوي: "المهارة تبنى، والإتقان نتيجة تراكمية، فنحن نبدأ بقصة عامة، ثم نشجع على أن يقوم الطفل بنفسه على قراءة الكتاب، ومن ثم ينطلق بالقراءة بنفسه، وهذا لن يتأتى إلا بالعمل المتواصل مع الطفل.. فالقراءة ليست فرض ، وحب القراءة لن يتم بالاجبار، لذلك لنعمل على زرع حب القراءة ليتحول إلى شغف في نهاية المطاف".