زينب الرمضان
مع بداية العالم الدراسي، يحاول بعض الأهل العودة بأطفالهم إلى نمط التغذية الصحي بطلب من المدارس والروضات أحياناً، وأحياناً أخرى برغبة من الأهل أنفسهم. فلماذا يعتبر بعضهم الإجازة الصيفية إجازة من نمط التغذية الصحي أيضاً؟ وما هي أسرع السبل لتعويد الطفل من جديد على أغذية معينة؟
تقول اختصاصية التغذية العلاجية وعلم نفس التغذية مريم الوداعي "هناك قاعده للأسف تنتهجها غالبية أولياء الأمور مع أطفالهم وهي أنه بإمكانه تناول ما يشاء من الأطعمة في الإجازة، وتناول الأطعمة الصحية فقط في الدوام المدرسي! فيشترون ما لذ وطاب من الحلويات والشيبس ويضعونها في المنزل ليتناولها الأطفال بشكل مستمر طيلة فترة الإجازة. وما إن تفتح المدارس أبوابها نجد أولياء الامور يبحثون عن أفكار لوجبات صحية لوضعها لأطفالهم في المدرسة. وتبدأ الشكوى الموحدة بينهم: طفلي لا يرغب في تناول أي وجبة صحية أعدها له للمدرسة. وبعد ذلك نجدهم يملأون حقيبة أبنائهم بأطعمة عالية بالسكريات والاملاح والدهون المصنعة التي تؤثر على حركة وتركيز وصحة الطفل سلبياً بحجة أن أبنائهم لايرغبون في تناول أي شيء آخر".
وتضيف "في الحقيقة الخلل ليس من الطفل بل من أولياء الأمور أنفسهم، فعند تعويد الطفل على تناول الأطعمة عالية السكريات والأملاح والدهون، يكون من الصعب تغيير تلك الأطعمة بين ليلة وضحاها الى أطعمة صحية. فالطفل يحتاج على الأقل ثلاثة أسابيع ليعتاد على المذاق الجديد للنظام الغذائي قليل السكريات والدهون المصنعة والأملاح. بالتالي يجب تربية الطفل منذ البداية على تناول الأطعمة الصحية والطبيعية بحيث تكون الأطعمة المصنعة شيئاً ثانوياً في حياته، ما يجعل حاسة التذوق له تميل إلى الأطعمة الطبيعية والصحية أكثر من المصنعة. وهذا النظام لا نسميه حرماناً بل يصبح الطفل هو من يختار النظام الصحي المناسب له حسب رغبته".
وبالنسبة للأطفال الذين اعتادوا تناول الأطعمة المصنعة، تقول الوداعي "هناك بعض الأفكار التي تساعدهم على تقبل الأطعمة الصحية بشكل تدريجي مثل:
- البدئ بإدخال ألياف وقيمة غذائية أكثر من خلال استبدال الخبز الأبيض بالخبز ذي الحبوب الكاملة، وفي حال عدم تقبل الطفل، يمكن وضع شريحة من الحبوب الكاملة مع شريحة أخرى بيضاء لإعداد سندويشة له. مع الحرص على التنويع في أنواع الخبز المستخدم فمثلا نجد أطفال لا يرغبون في تناول الخبز اللبناني كامل الحبوب ولكن يرغبون في تناول خبز التورتيلا ذي الحبوب الكاملة.
- إضافة مصدر بروتين في وجبة الطفل مثل البيض، الحمص، التونا لمساعدته على النمو وتقوية مناعته وللمحافظة على تركيزه لمدة أطول. أما بالنسبة للأطفال الذين اعتادوا تناول اللحوم المصنعة مثل المرتديلا أو السجق فأنصح بالامتناع عنها إذ لا تعتبر مصادر للبروتين وينبغي استبدالها باختيارات صحية مستساغة للطفل كشرائح الديك الرومي.
- إضافة الخضروات صغيرة الحجم حتى يعجب الطفل بشكلها وتكون سهلة التناول مثل حبات الطماطم الصغيرة "cherry tomato"، والخيار، والجزر"baby carrot" مع إضافة مصادر دهون صحية مثل الزيتون منزوع النواة.
- الابتعاد عن استخدام الأجبان السائلة القابلة للدهن وكذلك المايونيز واستبدالها باختيارات افضل كجبنة الكوتج والخردل.
- إضافة صنف من الفاكهة التي يحبها الطفل فإن كان يحب التفاح نقطعه شرائح مع عصر القليل من الليمون عليه ليمنعه من تغيير لونه.
- الأخذ بعين الاعتبار الأطعمة التي قد يتحسس منها الطفل وإبعادها عنه حيث أنها قد تؤثر على سلوكه وصحته، وذلك يتطلب متابعة من قبل اختصاصي التغذية العلاجية أو طبيب الأطفال المختص بذلك لاكتشاف تلك الأطعمة والمساعدة في إيجاد بدائل لها".
تبدو هذه النصائح عملية لتعويد الطفل من جديد على الغذاء الصحي، فكيف تتصرف الأمهات فعلاً؟
دعاء إبراهيم أم لطفلة في الروضة تقول "أحضر لها سندويش بيض أو همبرغر أو "نجتس" ومعها بعض الفواكه. وأحرص على أن تكون الوجبة مشبعة ومفيدهة لأنها ستتجه لأكل الحلويات والشيبس إذا لم تكن كذلك".
وتقول نجيبة السيد، أم لثلاثة أولاد في المرحلة الابتدائية، "أحب أن تكون وجبة أطفالي صحيه فأضع لهم الحليب والكورنفلكس وسندويش جبن وفواكه".
وتلفت بتول علوي، ام لابنتين في الروضة والمرحلة الابتدائية، إلى أن الروضات تلزم أولياء الأمور بتوفير وجبة صحية للطفل "فأضع لهما حليباً أو عصيراً وسندويش جبن وفواكه".
انتصار السيد، أم لطفلين في الروضة والابتدائية، تقول "أنوع لهما الأكل تجنباً للملل فأضع لهما سندويش ومعها خضار أو فواكه وعصير أو حليب. وأحرص على أن تكون الوجبة كاملة من جميع النواحي. وهذا يعتمد على نفسية الطفل فلا نستطيع إرغام الطفل على أكل معين قد لا يحبه".
هاشمية عدنان أم لـ5 أطفال، تقول "أضع لهم سندويشات تختلف كل يوم عن الذي سبقه مثل البيض أو الهمبرغر أو النقتس ومعها عصير وخضار. طبعاً البنات يأكلون الخضار والسندويش لكن الأولاد يأكلون فقط السندويش ويفضلون الحلويات والشيبس".
دعاء عبدالله أم لطفل في الروضة تقول "أضع له الحليب والفواكه والبسكوت وسندويش البيض وأحياناً خضار مسلوقة، لكنه غالبية الأوقات لا يأكلهم ويعود بالعلبة ممتلئة إلى البيت".
{{ article.visit_count }}
مع بداية العالم الدراسي، يحاول بعض الأهل العودة بأطفالهم إلى نمط التغذية الصحي بطلب من المدارس والروضات أحياناً، وأحياناً أخرى برغبة من الأهل أنفسهم. فلماذا يعتبر بعضهم الإجازة الصيفية إجازة من نمط التغذية الصحي أيضاً؟ وما هي أسرع السبل لتعويد الطفل من جديد على أغذية معينة؟
تقول اختصاصية التغذية العلاجية وعلم نفس التغذية مريم الوداعي "هناك قاعده للأسف تنتهجها غالبية أولياء الأمور مع أطفالهم وهي أنه بإمكانه تناول ما يشاء من الأطعمة في الإجازة، وتناول الأطعمة الصحية فقط في الدوام المدرسي! فيشترون ما لذ وطاب من الحلويات والشيبس ويضعونها في المنزل ليتناولها الأطفال بشكل مستمر طيلة فترة الإجازة. وما إن تفتح المدارس أبوابها نجد أولياء الامور يبحثون عن أفكار لوجبات صحية لوضعها لأطفالهم في المدرسة. وتبدأ الشكوى الموحدة بينهم: طفلي لا يرغب في تناول أي وجبة صحية أعدها له للمدرسة. وبعد ذلك نجدهم يملأون حقيبة أبنائهم بأطعمة عالية بالسكريات والاملاح والدهون المصنعة التي تؤثر على حركة وتركيز وصحة الطفل سلبياً بحجة أن أبنائهم لايرغبون في تناول أي شيء آخر".
وتضيف "في الحقيقة الخلل ليس من الطفل بل من أولياء الأمور أنفسهم، فعند تعويد الطفل على تناول الأطعمة عالية السكريات والأملاح والدهون، يكون من الصعب تغيير تلك الأطعمة بين ليلة وضحاها الى أطعمة صحية. فالطفل يحتاج على الأقل ثلاثة أسابيع ليعتاد على المذاق الجديد للنظام الغذائي قليل السكريات والدهون المصنعة والأملاح. بالتالي يجب تربية الطفل منذ البداية على تناول الأطعمة الصحية والطبيعية بحيث تكون الأطعمة المصنعة شيئاً ثانوياً في حياته، ما يجعل حاسة التذوق له تميل إلى الأطعمة الطبيعية والصحية أكثر من المصنعة. وهذا النظام لا نسميه حرماناً بل يصبح الطفل هو من يختار النظام الصحي المناسب له حسب رغبته".
وبالنسبة للأطفال الذين اعتادوا تناول الأطعمة المصنعة، تقول الوداعي "هناك بعض الأفكار التي تساعدهم على تقبل الأطعمة الصحية بشكل تدريجي مثل:
- البدئ بإدخال ألياف وقيمة غذائية أكثر من خلال استبدال الخبز الأبيض بالخبز ذي الحبوب الكاملة، وفي حال عدم تقبل الطفل، يمكن وضع شريحة من الحبوب الكاملة مع شريحة أخرى بيضاء لإعداد سندويشة له. مع الحرص على التنويع في أنواع الخبز المستخدم فمثلا نجد أطفال لا يرغبون في تناول الخبز اللبناني كامل الحبوب ولكن يرغبون في تناول خبز التورتيلا ذي الحبوب الكاملة.
- إضافة مصدر بروتين في وجبة الطفل مثل البيض، الحمص، التونا لمساعدته على النمو وتقوية مناعته وللمحافظة على تركيزه لمدة أطول. أما بالنسبة للأطفال الذين اعتادوا تناول اللحوم المصنعة مثل المرتديلا أو السجق فأنصح بالامتناع عنها إذ لا تعتبر مصادر للبروتين وينبغي استبدالها باختيارات صحية مستساغة للطفل كشرائح الديك الرومي.
- إضافة الخضروات صغيرة الحجم حتى يعجب الطفل بشكلها وتكون سهلة التناول مثل حبات الطماطم الصغيرة "cherry tomato"، والخيار، والجزر"baby carrot" مع إضافة مصادر دهون صحية مثل الزيتون منزوع النواة.
- الابتعاد عن استخدام الأجبان السائلة القابلة للدهن وكذلك المايونيز واستبدالها باختيارات افضل كجبنة الكوتج والخردل.
- إضافة صنف من الفاكهة التي يحبها الطفل فإن كان يحب التفاح نقطعه شرائح مع عصر القليل من الليمون عليه ليمنعه من تغيير لونه.
- الأخذ بعين الاعتبار الأطعمة التي قد يتحسس منها الطفل وإبعادها عنه حيث أنها قد تؤثر على سلوكه وصحته، وذلك يتطلب متابعة من قبل اختصاصي التغذية العلاجية أو طبيب الأطفال المختص بذلك لاكتشاف تلك الأطعمة والمساعدة في إيجاد بدائل لها".
تبدو هذه النصائح عملية لتعويد الطفل من جديد على الغذاء الصحي، فكيف تتصرف الأمهات فعلاً؟
دعاء إبراهيم أم لطفلة في الروضة تقول "أحضر لها سندويش بيض أو همبرغر أو "نجتس" ومعها بعض الفواكه. وأحرص على أن تكون الوجبة مشبعة ومفيدهة لأنها ستتجه لأكل الحلويات والشيبس إذا لم تكن كذلك".
وتقول نجيبة السيد، أم لثلاثة أولاد في المرحلة الابتدائية، "أحب أن تكون وجبة أطفالي صحيه فأضع لهم الحليب والكورنفلكس وسندويش جبن وفواكه".
وتلفت بتول علوي، ام لابنتين في الروضة والمرحلة الابتدائية، إلى أن الروضات تلزم أولياء الأمور بتوفير وجبة صحية للطفل "فأضع لهما حليباً أو عصيراً وسندويش جبن وفواكه".
انتصار السيد، أم لطفلين في الروضة والابتدائية، تقول "أنوع لهما الأكل تجنباً للملل فأضع لهما سندويش ومعها خضار أو فواكه وعصير أو حليب. وأحرص على أن تكون الوجبة كاملة من جميع النواحي. وهذا يعتمد على نفسية الطفل فلا نستطيع إرغام الطفل على أكل معين قد لا يحبه".
هاشمية عدنان أم لـ5 أطفال، تقول "أضع لهم سندويشات تختلف كل يوم عن الذي سبقه مثل البيض أو الهمبرغر أو النقتس ومعها عصير وخضار. طبعاً البنات يأكلون الخضار والسندويش لكن الأولاد يأكلون فقط السندويش ويفضلون الحلويات والشيبس".
دعاء عبدالله أم لطفل في الروضة تقول "أضع له الحليب والفواكه والبسكوت وسندويش البيض وأحياناً خضار مسلوقة، لكنه غالبية الأوقات لا يأكلهم ويعود بالعلبة ممتلئة إلى البيت".