غزة - عز الدين أبو عيشة
في دهليز ضيق من شوارع حارات مدينة خان يونس، يُفتش سعيد الحطوم بين جنبات الطريق على قطع أخشاب صغيرة، يبحث في كل زاوية بتمعن، بصعوبة يجد بعض بواقي الأخشاب متناثرة، يجمعها مسرعًا لبيته.
الطريق لبيت سعيد الحطوم قصيرة، قوّة الرياح وتساقط الأمطار الكثيف يجعلها أطول من المعتاد، وعلى منصبٍ صغير يضع قطع الأخشاب وبعض الحطب، ويشعل النار فيها، لحظات ويجتمع حوله شباب الحارة، والأحاديث القديمة لا تفارق مجلسهم.
بصوتٍ يشي بالبرد مرتجفًا يقول سعيد لـ "الوطن"، "تجميع الحطب ليس سهلاً في هذه الأيام، وبصعوبة نجد بعض الأخشاب في الشوارع، نضطر كثيرا اللجوء للمناجر، لكن نظرًا لتوقف الحياة الاقتصادية، نادرًا ما يوافق أحد أخذ بقايا أخشاب منجرته".
يضع مزيدًا من الحطب على المنصب المشتعلة النار فيه، ويضيف "بات كثيرًا من النجارين يطلبون ثمن الحطب، وأسعارهم عالية، ليس بمقدور مجموعة شباب ليس لديها العمل من صفوف البطالة، تسهر في ليل الشتاء البارد شراء الحطب". توقف لبرهة من الزمن وتابع، "من المفترض بواقي الخشب نأخذها مجانًا".
وبعد التتبع والبحث، وجد مراسل "الوطن" أنّ متوسط سعر كيلو الحطب يفوق 3 شواكل ما يعادل الدولار الواحد، فإذا كانت الجلسة تحتاج لنحو 5 كيلو من الحطب أي نحو 5 دولارات، ما لم يحصله الشاب في يومه، وبحسب المركز الفلسطيني للإحصاء فإنّ متوسط دخل الفرد اليومي لا يتجاوز 6 دولارات.
يتابع سعيد وبدا عليه ملامح الدفء: "الجلسات على النار باتت وسيلة التدفئة الوحيدة في غزّة، وسط ظروف معيشية صعبة، فالكهرباء لا تتجاوز 6 ساعات، وفي حال وصلها تكون ضعيفة لا تقوى على تشغيل أجهزة التدفئة، خلاف استغلالها لأعمالٍ منزلية مهمة".
ويواصل "رغم كلّ ذلك جلسات النار لها مزاج صاف، يتوسطه الحديث في النكات وبعض الطرائف، لا نتطرق لملل السياسة، ولا لظلام الأوضاع الاقتصادية، غالبًا ما نضحك كثيرا" وقاطعه محمود السطري أحد الأصدقاء المجتمعين على جلسة نار الحطب.
إبريق الشاي، وبعض بُن القهوة، طلب محمود من أخيه الصغير إحضارها مسرعًا، وواصل: "المطر وأجواء الشتاء لا تخلو من هذه المشروبات الساخنة التي تعمل على تدفئة الجسم، وتضيف شيء من طابع جلسات العرب القديمة وحياة البداوة الأصيلة".
وفي غمرة الحديث تعالت أصوات الشباب، زادت ضحكاتهم التي تسمع على مسافات بعيدة، ما دفع جدهم المكنى الحاج أبو الوليد الخروج من منزله مخطابًا إيّاهم "يا الله على ذكريات زمان"، وجلس على كرسي أحدهم، وقصّ عليهم مزيدا من الذكريات.
وبحسب الراصد الجوي، فإنّ الأراضي الفلسطينية المحتلة تشهد بين فترة وأخرى منخفضًا عميقًا، يتوقع سقوطا كثيفا للأمطار، وهبوط الثلوج على المرتفعات الجبلية، وانخفاض الحرارة إلى 5 درجات، واشتداد قوة الرياح إلى 11 كم/الساعة.
أجواء الشتاء في غزّة مختلفة كثيرًا، خاصة مع ضرب المنطقة منخفض جوي، فلا يزال القطاع بعد 3 حروب وعدوان إسرائيلي مستمر عليه يعاني من طرقات مهترئة، وبنية تحتية مدمرة، تعمل على تجمع المياه في الطريق ويرتفع منسوبها أعلى من الرصيف في الشارع.
البلديات أيضا لا تستطيع القيام بدورها في تصريف مياه الأمطار من الشوارع، ومنع تراكمها عند مصارف الصحة، ويرجع ذلك لنقص الإمكانيات، واستمرار فرض الحصار 11 عامًا على القطاع الذي يحول دون دخول المعدات اللازمة.
في دهليز ضيق من شوارع حارات مدينة خان يونس، يُفتش سعيد الحطوم بين جنبات الطريق على قطع أخشاب صغيرة، يبحث في كل زاوية بتمعن، بصعوبة يجد بعض بواقي الأخشاب متناثرة، يجمعها مسرعًا لبيته.
الطريق لبيت سعيد الحطوم قصيرة، قوّة الرياح وتساقط الأمطار الكثيف يجعلها أطول من المعتاد، وعلى منصبٍ صغير يضع قطع الأخشاب وبعض الحطب، ويشعل النار فيها، لحظات ويجتمع حوله شباب الحارة، والأحاديث القديمة لا تفارق مجلسهم.
بصوتٍ يشي بالبرد مرتجفًا يقول سعيد لـ "الوطن"، "تجميع الحطب ليس سهلاً في هذه الأيام، وبصعوبة نجد بعض الأخشاب في الشوارع، نضطر كثيرا اللجوء للمناجر، لكن نظرًا لتوقف الحياة الاقتصادية، نادرًا ما يوافق أحد أخذ بقايا أخشاب منجرته".
يضع مزيدًا من الحطب على المنصب المشتعلة النار فيه، ويضيف "بات كثيرًا من النجارين يطلبون ثمن الحطب، وأسعارهم عالية، ليس بمقدور مجموعة شباب ليس لديها العمل من صفوف البطالة، تسهر في ليل الشتاء البارد شراء الحطب". توقف لبرهة من الزمن وتابع، "من المفترض بواقي الخشب نأخذها مجانًا".
وبعد التتبع والبحث، وجد مراسل "الوطن" أنّ متوسط سعر كيلو الحطب يفوق 3 شواكل ما يعادل الدولار الواحد، فإذا كانت الجلسة تحتاج لنحو 5 كيلو من الحطب أي نحو 5 دولارات، ما لم يحصله الشاب في يومه، وبحسب المركز الفلسطيني للإحصاء فإنّ متوسط دخل الفرد اليومي لا يتجاوز 6 دولارات.
يتابع سعيد وبدا عليه ملامح الدفء: "الجلسات على النار باتت وسيلة التدفئة الوحيدة في غزّة، وسط ظروف معيشية صعبة، فالكهرباء لا تتجاوز 6 ساعات، وفي حال وصلها تكون ضعيفة لا تقوى على تشغيل أجهزة التدفئة، خلاف استغلالها لأعمالٍ منزلية مهمة".
ويواصل "رغم كلّ ذلك جلسات النار لها مزاج صاف، يتوسطه الحديث في النكات وبعض الطرائف، لا نتطرق لملل السياسة، ولا لظلام الأوضاع الاقتصادية، غالبًا ما نضحك كثيرا" وقاطعه محمود السطري أحد الأصدقاء المجتمعين على جلسة نار الحطب.
إبريق الشاي، وبعض بُن القهوة، طلب محمود من أخيه الصغير إحضارها مسرعًا، وواصل: "المطر وأجواء الشتاء لا تخلو من هذه المشروبات الساخنة التي تعمل على تدفئة الجسم، وتضيف شيء من طابع جلسات العرب القديمة وحياة البداوة الأصيلة".
وفي غمرة الحديث تعالت أصوات الشباب، زادت ضحكاتهم التي تسمع على مسافات بعيدة، ما دفع جدهم المكنى الحاج أبو الوليد الخروج من منزله مخطابًا إيّاهم "يا الله على ذكريات زمان"، وجلس على كرسي أحدهم، وقصّ عليهم مزيدا من الذكريات.
وبحسب الراصد الجوي، فإنّ الأراضي الفلسطينية المحتلة تشهد بين فترة وأخرى منخفضًا عميقًا، يتوقع سقوطا كثيفا للأمطار، وهبوط الثلوج على المرتفعات الجبلية، وانخفاض الحرارة إلى 5 درجات، واشتداد قوة الرياح إلى 11 كم/الساعة.
أجواء الشتاء في غزّة مختلفة كثيرًا، خاصة مع ضرب المنطقة منخفض جوي، فلا يزال القطاع بعد 3 حروب وعدوان إسرائيلي مستمر عليه يعاني من طرقات مهترئة، وبنية تحتية مدمرة، تعمل على تجمع المياه في الطريق ويرتفع منسوبها أعلى من الرصيف في الشارع.
البلديات أيضا لا تستطيع القيام بدورها في تصريف مياه الأمطار من الشوارع، ومنع تراكمها عند مصارف الصحة، ويرجع ذلك لنقص الإمكانيات، واستمرار فرض الحصار 11 عامًا على القطاع الذي يحول دون دخول المعدات اللازمة.