تطمح لتكون أول امرأة عربية مسلمة بالعالم في مجال الروبوتات، بعد أن نجحت في تصنيع أول روبوت يستطيع الاستماع والتحدث والمشي وكذلك تشغيل الموسيقى والرقص عليها، فضلا عن قدرته على التعرف على الأشياء وتتبعها.
هي الطالبة الجزائرية في اختصاص الواب والذكاء الاصطناعي فوزية عجايلية، التي على الرغم من صغر سنّها (24 سنة)، نجحت في جذب الانتباه إليها هذه الأيام وتسليط الضوء على اختراعها، بعد أن تمكنت من صنع روبوت آلي بإمكانيات بسيطة وفي مدة زمنية قياسية لم تتجاوز 4 أشهر.
تقول فوزية لـ"العربية.نت": "لقد كان هذا الاختراع مشروعا لتخرجي من الجامعة وحصولي على شهادة الماجستير"، مضيفة أن الفكرة تولدت في ذهنها "عندما كانت تدرس في حصة الذكاء الاصطناعي لتكتشف عبر أستاذها أن الأجهزة الآلية يمكن أن تفهم الإنسان وتساعده في حياته"، فاستهواها الأمر وبدأت تخطط لصناعة شيء تتبناه الناس، فكانت الروبوت "قاردينيا".
"قاردينيا" بعد أن خرجت إلى الوجود وأصبحت حقيقة، أصبح بإمكانها القيام بعدة وظائف ومهام من دون جهاز تحكم، كما أن لديها القدرة على التعرف على الأصوات وفرزها، والرقص على الموسيقى مثل الإنسان والتحدث مثله وإليه، حتى إنها تستطيع تتبع وتقفي تحركاته دون أية معوقات.
وأوضحت فوزية أن هذا المشروع "بدأ من لا شيء وبمجهود شخصي وبمعدات بسيطة" لكنها غير متوفرة في الجزائر، وهو ما دفعها إلى جلبها من الصين وهونغ كونغ، الأمر الذي كلّفها الكثير واضطرها للعمل وتدريس دورات في اللغة الإنجليزية عبر الإنترنيت، من أجل توفير المال وتأمين المعدات التي تحتاجها في تصنيع الروبوت.
"الطريق لم يكن سهلا، لكن أردت أن أثبت لزملائي الطلبة ولكل الجزائرينن أنه لا يوجد شيء اسمه معوقات وصعوبات تقف أمام تحقيق أحلامهم، كنت في وسط طلابي لديه الأفكار والطموح، لكن مع الأسف فشلوا في تحقيقها لعدم توفر المعدات والإمكانيات اللازمة، بسبب عدم تشجيع الدولة واهتمامها بتطوير مجال البحث العلمي".
هوس فوزية بالذكاء الصناعي وشغفها بعالم صناعة الروبوتات لن يتوقف عند الروبوت "قاردينيا"، فهي عازمة على الاستمرار في هذا المجال، وتخطط في الأيام القادمة لابتكار جهاز روبوت خاص بكبار السن يخفف عليهم معاناة الشعور بالوحدة والعجز ويقوم بتسليتهم.
تتابع "قاردينيا كانت مشروعا وهدفا خاصا بتخرّجي، لكن أعتزم صناعة روبوت يقوم بالتعامل مع المسنين عبر تسليتهم والترفيه عليهم، ليساعدهم على عدم الشعور بالقلق والوحدة، لأن الروبوتات في النهاية هي اختراعات لمساعدة الناس وتسهيل حياتهم اليومية، كما أن من أهدافي كذلك صناعة روبوت أذكى من الروبوت "صوفيا"، لقد وضعت هذا المخطط في انتظار تنفيذه".
وإضافة إلى الخدمات والتسهيلات التي يمكن أن تقدمها الروبوتات لصالح الإنسان، تتوقع فوزية أن تهدد هذه الآلات مستقبل العمالة البشرية، حيث ترى أن الروبوت يمكن أن يحلّ محلّ الإنسان في بعض الوظائف خاصة في مجال التصنيع، قائلة "حتى إن لم نتبنَّ هذه الفكرة اليوم وعارضناها سيأتي اليوم الذي تكون فيه حقيقة، لأن المؤتمر العالمي للذكاء الاصطناعي وعلى لسان كبار العلماء أكد أن مقياس الذكاء للروبوتات سيكون أضعافا مضاعفة مقارنة بالإنسان".