مريم محمد
يعتبر بعض طلاب الجامعة اللغة الإنجليزية صعوبة تضاف إلى كم من الأعباء التي تفرضها الدراسة الجامعية بطبيعتها، ويعتقدون بأن تعريب التخصصات يحل المشكلة ويسهل عليهم الدراسة؟ فهل هذا حل فعلاً؟ وما مخاطره؟
مدير مكتب الاعتماد الأكاديمي وضمان الجودة في كلية الهندسة د.عبدالرحمن السيد قال إن "ضرر تعريب التخصصات أكثر من نفعه لأن اللغة الإنجليزية هي لغة هذه التخصصات وجميع المعاملات في سوق العمل فعند التعامل بالعربية ستحدث مشاكلات في العمل، حتى الطلبة لن يجدوا الكوادر المؤهلة لتعليمهم لأن الترجمة لن تكون دقيقة"، مضيفاً أن "تخصصات الهندسة تدرس عالمياً بالإنجليزية وأكثر الأبحاث باللغة الانجليزية، وتخصصات الهندسة بجامعة البحرين حاصلة على الاعتماد الاكاديمي من مؤسسات عالمية ولو درست بالعربية فلن تحصل على الاعتمادية بسهولة، كما أن كثيراً من المصطلحات ستصبح غير مفهومة عند ترجمتها. ونلاحظ أن الدول التي تدرس باللغة العربية تواجه مشكلة في سوق العمل حيث أن التعامل يكون باللغة الانجليزية".
ولفت د.السيد إلى أن "جوهر المعلومة يختلف باختلاف اللغة، فعند الترجمة يتغير معنى المصطلحات ولا يمكن تعريب بعضها، بل يصعب على المعلم إيصال المعلومة ويصعب على المتلقي فهم المعلومة. وفيما يخص الطلبة الذين يواجهون صعوبة في اللغة الإنجليزية، فإنهم يستطيعون التغلب عليها من خلال الممارسة وزيادة الحصيلة اللغوية بواسطة القواميس وتطبيقات الترجمة".
وخلص إلى أن "التعريب يمكن أن يساعد في تسهيل نقل المعلومة لكنه لا يصلح للتدريس لأنه يؤدي إلى تعقيد المصطلحات وتصعيب الفهم، ويمكن الاستعانة به بين الطلبة خاصة إذا كانت لغة أحد الأطراف ضعيفة".
المجامع العربية مختلفة في المصطلحات
وقال القائم بأعمال كلية التعليم التطبيقي وكلية التربية الرياضية د.صادق العلوي إن "اللغة الإنجليزية تساعد طلبة تخصص الكيمياء في الاطلاع على أحدث المصادر والبحوث العلمية"، مضيفاً أن "جوهر المعلومة من الناحية العلمية ثابت ولا يختلف باختلاف اللغات ولكن تختلف مستويات التقنيات والمصادر المتوفرة، فلا توجد مصادر باللغة العربية لأحدث ما وصل إليه العلم. كما تستخدم اللغة الإنجليزية في المؤتمرات ونشر الأبحاث، و تدرس الكيمياء في العديد من الجامعات العربية باللغة الإنجليزية".
وأرجع السبب في أفضلية اللغة الإنجليزية لتدريس الكيمياء إلى "عدم الاتفاق في المجامع العربية على مصطلحات بسبب اختلاف الترجمة"، مؤكداً أنه "لو تم توحيد المصطلحات وتعميمها فلن تواجه تعريب المقررات أي مشكلات".
وأشار إلى أن طلبة التخصص ملمين باللغة العربية والإنجليزية ويستخدمون الإنجليزية العلمية، لغة المتخصصين، للتواصل مع الأساتذة، وتقدم لهم المساعدة حال واجهتهم صعوبة.
لغة تقنية المعلومات
فيما رأى مساعد بحث وتدريس بقسم نظم المعلومات في جامعة البحرين يعقوب السليس أن "تعريب تخصصات تقنية المعلومات أمر ممكن لثراء اللغة العربية، والمعنى الكامن في المعلومة يعتمد بشكل أساس على فهم ودراية المترجم في التخصص أكثر من اللغة ذاتها لأن المترجم الملم بالتخصص تسهل عليه عملية التعريب أما الذي يترجم المعنى حرفياً فلن يوصل المعنى، ومع ذلك فإن اللغة الإنجليزية أفضل"، موضحاً أن "طلبة تخصصات تقنية المعلومات لا يواجهون مشكلات بسبب عدم التعريب لطبيعة التخصص و تكرار المصطلحات من جهة و شغفهم وميولهم للتقنية من جهة أخرى، بخلاف الطلبة من التخصصات التي تدرس باللغة العربية إذ تواجههم صعوبة في اللغة خاصة في المصطلحات فيترجم الأستاذ المعلومات حتى تصل الفكرة إليهم".
وأكد أن "أضرار تعريب المقررات لطلبة تقنية المعلومات أكثر من فوائده لأن الطالب يحتاج إلى الإلمام باللغة الإنجليزية حتى ينخرط في سوق العمل ويواكب التطورات، وتسيطر اللغة الإنجليزية على هذا المجال الذي يتجدد باستمرار إذ تصبح التقنية قديمة بعد مرور 6 أشهر من ظهورها. لكن التعريب يفيد في رفع مستوى الإنتاج العلمي الذي يرفع درجة الوعي التقني في المجتمع ويسهم في إنتاج تقنيات جديدة تستخدم في المحيط العربي".
الطلاب يفضلون الإنجليزية غالباً
وقال خريج إدارة الأعمال في جامعة البحرين محمد المريسي إن "الدراسة باللغة الإنجليزية أفضل من العربية بحكم العولمة التي تفرض الدراسة باللغة الشائعة كما أنها تؤثر في مواكبة التطور وكفاءة الخريج"، لكنه أشار إلى أن اللغة تقف عائقاً عند بعض الطلبة بسبب اختلاف الإلمام بها.
فيما قالت طالبة علوم الحياة في جامعة البحرين غيداء عياد "تواجهنا بعض الصعوبات مع المصطلحات التي لم نتعرف عليها من قبل لأننا درسنا مقررات الأحياء باللغة العربية في المدرس، ومع هذا فإن الدراسة بالإنجليزية تساعد الطالب على تطوير لغته لمواكبة التطورات في مجالات العمل، إلا في حال رغب الخريج بدخول سلك التعليم في المدارس الحكومية".
وعارضت طالبة هندسة الأجهزة الدقيقة والتحكم في جامعة البحرين مريم طالب فكرة تعريب تخصصها "لأن الشركات والمصانع تتعامل باللغة الإنجليزية". غير أنها أشارت إلى أن اللغة تشكل عائقاً للبعض بسبب تفاوت إتقان اللغة بين الطلبة لدرجة تصل إلى تغيير التخصص ومع هذا يمكن للطالب الاعتياد على اللغة.
وقالت طالبة البرمجة في بوليتيكنك البحرين عائشة عادل "لا أؤيد تعريب المقررات. لغة التكنولوجيا هي الإنجليزية وحتى يتعمق الطالب أكثر في التخصص سيجد كل ما يحتاجه بالإنجليزية. قد يواجه بعض الطلبة صعوبات في المراحل الأولى لكنه سيتعلمها لأنها لغة عالمية ومطلوبة في سوق العمل. ولو درس التخصص باللغة العربية فلن تصل المخرجات إلى المستوى المطلوب من الكفاءة وسيصعب التعامل مع الشركات سواء في الداخل أو الخارج".
يعتبر بعض طلاب الجامعة اللغة الإنجليزية صعوبة تضاف إلى كم من الأعباء التي تفرضها الدراسة الجامعية بطبيعتها، ويعتقدون بأن تعريب التخصصات يحل المشكلة ويسهل عليهم الدراسة؟ فهل هذا حل فعلاً؟ وما مخاطره؟
مدير مكتب الاعتماد الأكاديمي وضمان الجودة في كلية الهندسة د.عبدالرحمن السيد قال إن "ضرر تعريب التخصصات أكثر من نفعه لأن اللغة الإنجليزية هي لغة هذه التخصصات وجميع المعاملات في سوق العمل فعند التعامل بالعربية ستحدث مشاكلات في العمل، حتى الطلبة لن يجدوا الكوادر المؤهلة لتعليمهم لأن الترجمة لن تكون دقيقة"، مضيفاً أن "تخصصات الهندسة تدرس عالمياً بالإنجليزية وأكثر الأبحاث باللغة الانجليزية، وتخصصات الهندسة بجامعة البحرين حاصلة على الاعتماد الاكاديمي من مؤسسات عالمية ولو درست بالعربية فلن تحصل على الاعتمادية بسهولة، كما أن كثيراً من المصطلحات ستصبح غير مفهومة عند ترجمتها. ونلاحظ أن الدول التي تدرس باللغة العربية تواجه مشكلة في سوق العمل حيث أن التعامل يكون باللغة الانجليزية".
ولفت د.السيد إلى أن "جوهر المعلومة يختلف باختلاف اللغة، فعند الترجمة يتغير معنى المصطلحات ولا يمكن تعريب بعضها، بل يصعب على المعلم إيصال المعلومة ويصعب على المتلقي فهم المعلومة. وفيما يخص الطلبة الذين يواجهون صعوبة في اللغة الإنجليزية، فإنهم يستطيعون التغلب عليها من خلال الممارسة وزيادة الحصيلة اللغوية بواسطة القواميس وتطبيقات الترجمة".
وخلص إلى أن "التعريب يمكن أن يساعد في تسهيل نقل المعلومة لكنه لا يصلح للتدريس لأنه يؤدي إلى تعقيد المصطلحات وتصعيب الفهم، ويمكن الاستعانة به بين الطلبة خاصة إذا كانت لغة أحد الأطراف ضعيفة".
المجامع العربية مختلفة في المصطلحات
وقال القائم بأعمال كلية التعليم التطبيقي وكلية التربية الرياضية د.صادق العلوي إن "اللغة الإنجليزية تساعد طلبة تخصص الكيمياء في الاطلاع على أحدث المصادر والبحوث العلمية"، مضيفاً أن "جوهر المعلومة من الناحية العلمية ثابت ولا يختلف باختلاف اللغات ولكن تختلف مستويات التقنيات والمصادر المتوفرة، فلا توجد مصادر باللغة العربية لأحدث ما وصل إليه العلم. كما تستخدم اللغة الإنجليزية في المؤتمرات ونشر الأبحاث، و تدرس الكيمياء في العديد من الجامعات العربية باللغة الإنجليزية".
وأرجع السبب في أفضلية اللغة الإنجليزية لتدريس الكيمياء إلى "عدم الاتفاق في المجامع العربية على مصطلحات بسبب اختلاف الترجمة"، مؤكداً أنه "لو تم توحيد المصطلحات وتعميمها فلن تواجه تعريب المقررات أي مشكلات".
وأشار إلى أن طلبة التخصص ملمين باللغة العربية والإنجليزية ويستخدمون الإنجليزية العلمية، لغة المتخصصين، للتواصل مع الأساتذة، وتقدم لهم المساعدة حال واجهتهم صعوبة.
لغة تقنية المعلومات
فيما رأى مساعد بحث وتدريس بقسم نظم المعلومات في جامعة البحرين يعقوب السليس أن "تعريب تخصصات تقنية المعلومات أمر ممكن لثراء اللغة العربية، والمعنى الكامن في المعلومة يعتمد بشكل أساس على فهم ودراية المترجم في التخصص أكثر من اللغة ذاتها لأن المترجم الملم بالتخصص تسهل عليه عملية التعريب أما الذي يترجم المعنى حرفياً فلن يوصل المعنى، ومع ذلك فإن اللغة الإنجليزية أفضل"، موضحاً أن "طلبة تخصصات تقنية المعلومات لا يواجهون مشكلات بسبب عدم التعريب لطبيعة التخصص و تكرار المصطلحات من جهة و شغفهم وميولهم للتقنية من جهة أخرى، بخلاف الطلبة من التخصصات التي تدرس باللغة العربية إذ تواجههم صعوبة في اللغة خاصة في المصطلحات فيترجم الأستاذ المعلومات حتى تصل الفكرة إليهم".
وأكد أن "أضرار تعريب المقررات لطلبة تقنية المعلومات أكثر من فوائده لأن الطالب يحتاج إلى الإلمام باللغة الإنجليزية حتى ينخرط في سوق العمل ويواكب التطورات، وتسيطر اللغة الإنجليزية على هذا المجال الذي يتجدد باستمرار إذ تصبح التقنية قديمة بعد مرور 6 أشهر من ظهورها. لكن التعريب يفيد في رفع مستوى الإنتاج العلمي الذي يرفع درجة الوعي التقني في المجتمع ويسهم في إنتاج تقنيات جديدة تستخدم في المحيط العربي".
الطلاب يفضلون الإنجليزية غالباً
وقال خريج إدارة الأعمال في جامعة البحرين محمد المريسي إن "الدراسة باللغة الإنجليزية أفضل من العربية بحكم العولمة التي تفرض الدراسة باللغة الشائعة كما أنها تؤثر في مواكبة التطور وكفاءة الخريج"، لكنه أشار إلى أن اللغة تقف عائقاً عند بعض الطلبة بسبب اختلاف الإلمام بها.
فيما قالت طالبة علوم الحياة في جامعة البحرين غيداء عياد "تواجهنا بعض الصعوبات مع المصطلحات التي لم نتعرف عليها من قبل لأننا درسنا مقررات الأحياء باللغة العربية في المدرس، ومع هذا فإن الدراسة بالإنجليزية تساعد الطالب على تطوير لغته لمواكبة التطورات في مجالات العمل، إلا في حال رغب الخريج بدخول سلك التعليم في المدارس الحكومية".
وعارضت طالبة هندسة الأجهزة الدقيقة والتحكم في جامعة البحرين مريم طالب فكرة تعريب تخصصها "لأن الشركات والمصانع تتعامل باللغة الإنجليزية". غير أنها أشارت إلى أن اللغة تشكل عائقاً للبعض بسبب تفاوت إتقان اللغة بين الطلبة لدرجة تصل إلى تغيير التخصص ومع هذا يمكن للطالب الاعتياد على اللغة.
وقالت طالبة البرمجة في بوليتيكنك البحرين عائشة عادل "لا أؤيد تعريب المقررات. لغة التكنولوجيا هي الإنجليزية وحتى يتعمق الطالب أكثر في التخصص سيجد كل ما يحتاجه بالإنجليزية. قد يواجه بعض الطلبة صعوبات في المراحل الأولى لكنه سيتعلمها لأنها لغة عالمية ومطلوبة في سوق العمل. ولو درس التخصص باللغة العربية فلن تصل المخرجات إلى المستوى المطلوب من الكفاءة وسيصعب التعامل مع الشركات سواء في الداخل أو الخارج".