يحاول المخرج الشاب فهد زينل أن يعود بمسرح الطفل البحريني إلى الساحة من جديد عبر مسرحية "جوي ستوري والغربان".
ويعتبر زينل أن البحرين تفتقد لمسرح الطفل بعد أن كان مزدهراً في السبعينات والثمانينات، مشيراً إلى أن المسرحيين المعنيين بهذا النوع من المسرح بحاجة إلى إعادة بناء الثقة من جديد مع الجمهور البحريني.
ويقول زينل في مقابلة مع "الوطن" "هدفي تقديم مسرح يؤثر على الجمهور من خلال إعادة الثقة بأن المسرح البحريني قوي ويستحق المتابعة تماما كالسينما والتلفزيون"، مؤكداً أن الجمهور البحريني حساس وعنيد تجاه المسرح "قد يكره أحد أعمالك فلا يحضر مجدداً إلى المسرح، وقد تتطلب عودته إلى المسرح وقتاً طويلاً. الخطة التي نتبعها مع الجمهور العودة بالمسرح خطوة بخطوة".
وفي ما يلي نص المقابلة:
ما سبب رغبتك بعودة مسرح الطفل إلى الساحة من جديد؟
السبب يعود إلى افتقاد البحرين لمسرح الطفل وضعفه، فالطفل البحريني يحتاج إلى مسرح وطني من الشباب. مع جيل السبعينات والثمانينات كان المسرح في أجمل أيامه أما الأجيال اللاحقة ففقدت ثقتها بالمسرح لأنها لم تجد مسرحاً للطفل من الأساس، فلم يجد الطفل المتعة والتوجيه من خلال المسرح.
هل تجد في المسرح البحريني ساحة خصبة لمسرح الطفل؟
مع الأسف لا أجد البحرين بيئة خصبة لمسرح الطفل والسبب يعود إلى فترة الانقطاع الطويلة عن المسرح، فأنت بحاجة إلى بناء الأساس حتى يثق بك الجمهور من جديد. يمكن في عمل واحد أن تفقد الجمهور لأن الجمهور البحريني حساس قد يكره أحد أعمالك ولا يحضر مجدداً إلى المسرح وقد تتطلب عودته إلى المسرح وقتاً طويلاً حتى يثق بك من جديد. الخطة التي نتبعها مع الجمهور العودة بالمسرح خطوة بخطوة. فعلى سبيل المثال لا يرتبط المسرح بعمل واحد فمثلاً في العيد يمكن تقديم أكثر من مسرحية لتشجيع الجمهور على الحضور.
ما خططك المستقبلية لمسرح الطفل؟
هدفي تقديم مسرح يؤثر على الجمهور من خلال إعادة الثقة بأن المسرح البحريني قوي ويستحق المتابعة تماماً كالسينما والتلفزيون. قد لا ينجح الممثل في أحد أعماله لكنه يعود للوقوف مجدداً على الخشبة ويشاهد الجمهور قد عاد للمسرح من جديد. طموحي تقديم ضمان للجمهور عن طريق تقديم أعمال مسرحية لا تعتمد فقط على الإضاءة أو الصوت بل تهدف إلى التأثير لتكون ساحة المسارح خصبة من جديد، فالجمهور البحريني عنيد، لكن مع المحاولات أريد أن أقنع الجمهور بأن المسرح البحريني يقدم فناً وإبداعاً.
ما معوقات مسرح الطفل في البحرين؟
من معوقات المسرح في البحرين أننا نبحث عما هو رخيص يحقق الربح لكنه لا يبهر ولا يحقق الإبداع، فأصبح الهدف الحقيقي هو كيف نحقق الربح بأقل تكلفة، نعم هناك مسارح لكن لا تخلو من المشاكل كفترات حجز المسرح وتكلفتها، لكن ذلك ليس العائق الأهم، بل الأهم هو محتوى المسرحية فالضحك ليست السبب في نجاح المسرح بل عنصر الإبهار والألوان والإبداع هو ما يجذب الجمهور إلى المسرح، فقد تستطيع جذب الجمهور عن طريق الاستعراض أو المكياج أو الأغاني أو الفكاهة.
كيف تقيم مسرحية "جوي ستوري والغربان"؟
هي نتائج ورشة لممثلين أطفال في صيف 2017 ولمدة 30 يوماً. لقيت المسرحية صدى فنياً جميلاً بشكل لم أكن أتوقعه. وكان العرض عبارة عن مشروع ختامي للنشاط الصيفي لمدينة الشباب صيف 2017، وتحولت بجهود وزارة شؤون الشباب والرياضة إلى عرض مسرحي في العيد الوطني وبعدها عرضناها في أكثر من مكان مثل ختام مهرجان خالد بن حمد المسرحي إضافة إلى ختام مدينة الشباب.
ما التحديات التي واجهت المسرحية؟
لم تأخد المسرحية حقها من الدعم الإعلاني على عكس ردود الفعل التي ساعدت في إبراز طاقتنا. أعمل مع نفس الفريق منذ 2015. ومسرح الطفل مكلف جداً فغياب الوعي تجعل البعض لا يستوعب أحياناً حاجة مسرح الطفل الحقيقية، فالتكلفة تكون عن طريق الإضاءة الخاصة والاستعراض والأزياء والمكياج والغناءوالممثلين والاستعراضيين.