يحرص القس الكويتي عمانوئيل غريب على إبراز هويته الخليجية أثناء أدائه الشعائر الدينية في الكنيسة الإنجيلية وسط عاصمة دولة الكويت التي تتميز بانفتاحها وتسامحها الديني في المنطقة.
يعتمر القس البالغ من العمر 68 عاما الغترة والعقال التقليديين مع الثوب الكهنوتي. وخارج الكنيسة، يحرص أيضا على ارتداء الدشداشة، وهي اللباس التقليدي الكويتي، شأنه في ذلك شأن غالبية المواطنين.
ويقول في مقابلة مع وكالة فرانس برس قبل أشهر من احتفاله بالذكرى العشرين لسيامته إنه لم يشعر "بتاتاً بأي تمييز"، سواء في بلاده أو في دول الخليج الأخرى بسبب لباسه الكهنوتي.
ويضيف "على العكس تماما، الجميع يرحبون بي أينما حللت".
ولد القس الكويتي في منطقة القبلة في العاصمة الكويت لأب مسيحي يدعى بنيامين. ومثل العديد من المسيحيين في المنطقة، تعود جذور عائلته إلى بلد آخر، وتحديدا إلى قرية كربوران في جنوب شرق تركيا حيث ولد ونشأ والده.
أما أمه، فتنتمي إلى طائفة السريان الأرثوذكس وتعود أصولها إلى مدينة الموصل في شمال العراق.
ويقول القس عمانوئيل إن والده قدم إلى الكويت للمرة الأولى في العام 1928، وذلك بعد هروبه من جنوب شرق تركيا أثناء الحملات ضد الأرمن.
لكنه سرعان ما غادر إلى البحرين حيث استقر 12 عاما، ثم انتقل إلى الموصل. وفي 1945، تزوج وعاد إلى الكويت ليستقر فيها وينجب سبعة أبناء، أكبرهم عمانوئيل.
وحرص بنيامين وزوجته على منح أطفالهما "تنشئة دينية، (...) كان يحثنا على التعايش مع الجميع" وخصوصا جيراننا المسلمين"، يتذكر القس.
- "نقطة تحول" -
لم يختر عمانوئيل في بداية حياته أن يصبح قسا رغم الجو الديني الذي نشأ فيه، حيث أنه تخرج من الجامعة مهندسا في الجيولوجيا في العام 1971، ثم التحق بوزارة النفط.
لكنه يقول لوكالة فرانس براس إن حضوره مؤتمرا دينيا في سويسرا العام 1981 غيّر مجرى حياته بالكامل.
ويوضح "هناك غيّر الرب حياتي واقتربت منه أكثر أنا وزوجتي. وحين عدت إلى الكويت، تخليت عن عملي وارتبطت بالكنيسة بشكل أعمق. كان هذا المؤتمر نقطة تحول، وُلدت خلالها من جديد، وهكذا بدأت رحلة إيماني مع إلهي الرب يسوع المسيح".
نال غريب شهادة البكالوريوس في العلوم اللاهوتية من كلية اللاهوت الإنجيلية في القاهرة في العام 1989. ويقول إن هيئة التدريس في الكلية لم تُفاجأ بالتحاقه بالكلية بقدر ما شعرت "بفرحة كبيرة لأن كويتيا يرغب في دراسة علم اللاهوت".
تولى القس عمانوئيل العديد من المسؤوليات في الكنيسة، فعمل مسؤولا ماليا وإداريا قبل أن يُرسّم قسا وراعيا للكنيسة من قبل لجنة من سينودس النيل الإنجيلي في سوريا ولبنان في الثامن من كانون الثاني/يناير 1999.
- "واحد منا" -
أحيت الكنيسة الإنجيلية قبل عام ذكرى مرور 85 سنة على بنائها. لكن تاريخ الوجود المسيحي في الكويت يعود إلى فترات سابقة، وفق القس عمانوئيل الذي يقول إن "المسيحية ظهرت في أوائل القرن الماضي في الكويت، حين جاء المرسلون من الكنيسة (...) الأميركية لتقديم الخدمة الطبية".
وبعد "معركة الجهراء" التي تواجه فيها كويتيون وسعوديون العام 1920، "تغيرت نظرة المجتمع الكويتي إلى مستشفى الإرسالية الأمريكية بسبب مساهمته في علاج المصابين في هذه المعركة".
يبلغ عدد الكويتيين المسيحيين حاليا 264، ينتمون إلى ثماني عائلات قدمت معظمها إلى الكويت من جنوب شرق تركيا، والعراق، والهند، وفلسطين على فترات متفاوتة.
وحين صدر قانون الجنسية في الكويت في العام 1959، حصل المسيحيون جميعهم على الجنسية.
وإضافة إلى المسيحيين الكويتيين، يقيم في الكويت نحو 900 ألف مسيحي وافد من بلدان مختلفة، من لبنان إلى الفيليبين.
وعلى العكس من دول مجاورة تمنع إقامة الكنائس، يقول القس عمانوئيل إن المسيحيين في الكويت "يمارسون شعائرهم بكل حرية في ثماني كنائس موزعة على تراب دولة الكويت"، كما أن بلدية الكويت خصصت لهم مقبرة.
ويشعر المسيحيون الكويتيون بالفخر لأن بينهم كاهنا يرعى شؤونهم وشؤون كنيستهم.
ويقول أبو نادر وهو كويتي مسيحي يبلغ من العمر 63 عاما لوكالة فرانس برس "نحن نعتز بوجود قس كويتي يرعى شؤوننا".
ويتابع "في الواقع، لا يوجد فرق بين قس كويتي وأجنبي سواء كان مصريا أو لبنانيا في أداء الصلاة، ولكن للقس الكويتي خصوصية في تبليغ رسائل وتعاليم الكتاب المقدس باللهجة الكويتية".
ويقول الكويتي المسيحي عايد نعمان (54 عاما) "علاقتنا به قوية جدا وتعود الى أكثر من 50 عاما، وزاد ارتباطنا به منذ أصبح قسا. إنه واحد منا".
يعتمر القس البالغ من العمر 68 عاما الغترة والعقال التقليديين مع الثوب الكهنوتي. وخارج الكنيسة، يحرص أيضا على ارتداء الدشداشة، وهي اللباس التقليدي الكويتي، شأنه في ذلك شأن غالبية المواطنين.
ويقول في مقابلة مع وكالة فرانس برس قبل أشهر من احتفاله بالذكرى العشرين لسيامته إنه لم يشعر "بتاتاً بأي تمييز"، سواء في بلاده أو في دول الخليج الأخرى بسبب لباسه الكهنوتي.
ويضيف "على العكس تماما، الجميع يرحبون بي أينما حللت".
ولد القس الكويتي في منطقة القبلة في العاصمة الكويت لأب مسيحي يدعى بنيامين. ومثل العديد من المسيحيين في المنطقة، تعود جذور عائلته إلى بلد آخر، وتحديدا إلى قرية كربوران في جنوب شرق تركيا حيث ولد ونشأ والده.
أما أمه، فتنتمي إلى طائفة السريان الأرثوذكس وتعود أصولها إلى مدينة الموصل في شمال العراق.
ويقول القس عمانوئيل إن والده قدم إلى الكويت للمرة الأولى في العام 1928، وذلك بعد هروبه من جنوب شرق تركيا أثناء الحملات ضد الأرمن.
لكنه سرعان ما غادر إلى البحرين حيث استقر 12 عاما، ثم انتقل إلى الموصل. وفي 1945، تزوج وعاد إلى الكويت ليستقر فيها وينجب سبعة أبناء، أكبرهم عمانوئيل.
وحرص بنيامين وزوجته على منح أطفالهما "تنشئة دينية، (...) كان يحثنا على التعايش مع الجميع" وخصوصا جيراننا المسلمين"، يتذكر القس.
- "نقطة تحول" -
لم يختر عمانوئيل في بداية حياته أن يصبح قسا رغم الجو الديني الذي نشأ فيه، حيث أنه تخرج من الجامعة مهندسا في الجيولوجيا في العام 1971، ثم التحق بوزارة النفط.
لكنه يقول لوكالة فرانس براس إن حضوره مؤتمرا دينيا في سويسرا العام 1981 غيّر مجرى حياته بالكامل.
ويوضح "هناك غيّر الرب حياتي واقتربت منه أكثر أنا وزوجتي. وحين عدت إلى الكويت، تخليت عن عملي وارتبطت بالكنيسة بشكل أعمق. كان هذا المؤتمر نقطة تحول، وُلدت خلالها من جديد، وهكذا بدأت رحلة إيماني مع إلهي الرب يسوع المسيح".
نال غريب شهادة البكالوريوس في العلوم اللاهوتية من كلية اللاهوت الإنجيلية في القاهرة في العام 1989. ويقول إن هيئة التدريس في الكلية لم تُفاجأ بالتحاقه بالكلية بقدر ما شعرت "بفرحة كبيرة لأن كويتيا يرغب في دراسة علم اللاهوت".
تولى القس عمانوئيل العديد من المسؤوليات في الكنيسة، فعمل مسؤولا ماليا وإداريا قبل أن يُرسّم قسا وراعيا للكنيسة من قبل لجنة من سينودس النيل الإنجيلي في سوريا ولبنان في الثامن من كانون الثاني/يناير 1999.
- "واحد منا" -
أحيت الكنيسة الإنجيلية قبل عام ذكرى مرور 85 سنة على بنائها. لكن تاريخ الوجود المسيحي في الكويت يعود إلى فترات سابقة، وفق القس عمانوئيل الذي يقول إن "المسيحية ظهرت في أوائل القرن الماضي في الكويت، حين جاء المرسلون من الكنيسة (...) الأميركية لتقديم الخدمة الطبية".
وبعد "معركة الجهراء" التي تواجه فيها كويتيون وسعوديون العام 1920، "تغيرت نظرة المجتمع الكويتي إلى مستشفى الإرسالية الأمريكية بسبب مساهمته في علاج المصابين في هذه المعركة".
يبلغ عدد الكويتيين المسيحيين حاليا 264، ينتمون إلى ثماني عائلات قدمت معظمها إلى الكويت من جنوب شرق تركيا، والعراق، والهند، وفلسطين على فترات متفاوتة.
وحين صدر قانون الجنسية في الكويت في العام 1959، حصل المسيحيون جميعهم على الجنسية.
وإضافة إلى المسيحيين الكويتيين، يقيم في الكويت نحو 900 ألف مسيحي وافد من بلدان مختلفة، من لبنان إلى الفيليبين.
وعلى العكس من دول مجاورة تمنع إقامة الكنائس، يقول القس عمانوئيل إن المسيحيين في الكويت "يمارسون شعائرهم بكل حرية في ثماني كنائس موزعة على تراب دولة الكويت"، كما أن بلدية الكويت خصصت لهم مقبرة.
ويشعر المسيحيون الكويتيون بالفخر لأن بينهم كاهنا يرعى شؤونهم وشؤون كنيستهم.
ويقول أبو نادر وهو كويتي مسيحي يبلغ من العمر 63 عاما لوكالة فرانس برس "نحن نعتز بوجود قس كويتي يرعى شؤوننا".
ويتابع "في الواقع، لا يوجد فرق بين قس كويتي وأجنبي سواء كان مصريا أو لبنانيا في أداء الصلاة، ولكن للقس الكويتي خصوصية في تبليغ رسائل وتعاليم الكتاب المقدس باللهجة الكويتية".
ويقول الكويتي المسيحي عايد نعمان (54 عاما) "علاقتنا به قوية جدا وتعود الى أكثر من 50 عاما، وزاد ارتباطنا به منذ أصبح قسا. إنه واحد منا".