الأحواز - نهال محمد
في ظل ظروف متردية وصعبة يعيشها الشعب الأحوازي وخاصة الأم الأحوازية جراء الاحتلال الإيراني، يحيي الأحوازيون عيد الأم، تكريما للأم الأحوازية التي تناضل وتقاوم قمع الاحتلال الإيراني للإقليم العربي، خاصة مع سعي إيران لتحويل الشعب الأحوازي إلى شعب مناصر لـ"ولاية الفقيه"، ودعم سياسة الاحتواء الطائفي التي تمارسها الحكومة الإيرانية من خلال عناصرها في الدول العربية بهدف احتلال العواصم العربية والسيطرة عليها واحدةً تلو الأخرى.
وفي ذكرى عيد الأم، وإذا تناولنا حياة الأم الأحوازية، فنحن بصدد أم مناضلة ومجاهدة لتعيش ومن معها بكرامة، أم رأت البطالة والتمييز العنصري يخيمان ويعشعشان على رجال الوطن وشبابه فما لبثت إلا وبدأت بالعمل إلى جانب الرجل وساندته في أصعب الظروف، فتمتهن الأحوازيات في الجانب الاجتماعي والاقتصادي مهن الخياطة وغزل الصوف والبيع في الأسواق والبيوت، كي يتم تأمين مصاريف مدارس الأبناء وتكاليف الحياة التي يعجز الرجل وحده أن يتكفل بها وسط الظروف القاسية والصعبة التي يمر بها سكان الأحواز في ظل حكم "ولاية الفقيه".
أما الجانب السياسي لدى الأم الأحوازية فهو مأساةٌ، فهي المناضلة التي نقضت عادات وتقاليد وأعراف القبيلة لكي تدخل عالم النضال والسياسة وتدافع عن العرض والأرض والوطن مثلها مثل الزوج. فما لبثت حتى وجدت نفسها مطاردة من الاستخبارات التابعة للحرس الثوري الإيراني الذي لا يميّز بين امرأةٍ ورجل، ولا يعرف سوى الاعتقال والإعدام والتعذيب، فوجدت نفسها مهاجرةً من الوطن مع أبناءها أو بناتها عن طريق الجبال دأبها دأب الرجال الذين تم الحكم عليهم بالإعدام غياباً، فعانت ما عانته وحدها بلا رجلٍ يحميها بعدما تخلى عنها الجميع وباتت مطاردةً خارج الوطن الذي كان يأويها ويحتضن وجودها ويحميها، فهي صارت الأب والأم للأبناء وصارت المرأة والرجل وباتت في المهجر تستل قوتها ولقمة عيشها ولو من الصخر الصلب. تلك هي الأم الأحوازية ولو كنا نقلنا شيئاً فما نقلناه غيض من فيض عانته وواجهته الأم المناضلة المجاهدة.
{{ article.visit_count }}
في ظل ظروف متردية وصعبة يعيشها الشعب الأحوازي وخاصة الأم الأحوازية جراء الاحتلال الإيراني، يحيي الأحوازيون عيد الأم، تكريما للأم الأحوازية التي تناضل وتقاوم قمع الاحتلال الإيراني للإقليم العربي، خاصة مع سعي إيران لتحويل الشعب الأحوازي إلى شعب مناصر لـ"ولاية الفقيه"، ودعم سياسة الاحتواء الطائفي التي تمارسها الحكومة الإيرانية من خلال عناصرها في الدول العربية بهدف احتلال العواصم العربية والسيطرة عليها واحدةً تلو الأخرى.
وفي ذكرى عيد الأم، وإذا تناولنا حياة الأم الأحوازية، فنحن بصدد أم مناضلة ومجاهدة لتعيش ومن معها بكرامة، أم رأت البطالة والتمييز العنصري يخيمان ويعشعشان على رجال الوطن وشبابه فما لبثت إلا وبدأت بالعمل إلى جانب الرجل وساندته في أصعب الظروف، فتمتهن الأحوازيات في الجانب الاجتماعي والاقتصادي مهن الخياطة وغزل الصوف والبيع في الأسواق والبيوت، كي يتم تأمين مصاريف مدارس الأبناء وتكاليف الحياة التي يعجز الرجل وحده أن يتكفل بها وسط الظروف القاسية والصعبة التي يمر بها سكان الأحواز في ظل حكم "ولاية الفقيه".
أما الجانب السياسي لدى الأم الأحوازية فهو مأساةٌ، فهي المناضلة التي نقضت عادات وتقاليد وأعراف القبيلة لكي تدخل عالم النضال والسياسة وتدافع عن العرض والأرض والوطن مثلها مثل الزوج. فما لبثت حتى وجدت نفسها مطاردة من الاستخبارات التابعة للحرس الثوري الإيراني الذي لا يميّز بين امرأةٍ ورجل، ولا يعرف سوى الاعتقال والإعدام والتعذيب، فوجدت نفسها مهاجرةً من الوطن مع أبناءها أو بناتها عن طريق الجبال دأبها دأب الرجال الذين تم الحكم عليهم بالإعدام غياباً، فعانت ما عانته وحدها بلا رجلٍ يحميها بعدما تخلى عنها الجميع وباتت مطاردةً خارج الوطن الذي كان يأويها ويحتضن وجودها ويحميها، فهي صارت الأب والأم للأبناء وصارت المرأة والرجل وباتت في المهجر تستل قوتها ولقمة عيشها ولو من الصخر الصلب. تلك هي الأم الأحوازية ولو كنا نقلنا شيئاً فما نقلناه غيض من فيض عانته وواجهته الأم المناضلة المجاهدة.