دمشق - رامي الخطيب
ليس للأعياد عموماً بهجة في سوريا التي مزقتها ودمرتها الحرب، ويبقى لعيد الأم ألم خاص للأمهات السوريات اللواتي فقدن ابناً أو أكثر من أبنائهن في هذه النكبة التي ألمت بالوطن. وحتى الأمومة أصبحت مسيسة فيها، فلدينا أمهات قتلى المعارضة وأمهات قتلى جيش نظام الأسد وأمهات قتلى القوات الكردية، وهكذا...
وأصبح عيد الأم مأساة لأمهات القتلى أو الشهداء حسب التوصيف المناسب لكل حالة، فالحرب لم تنتهِ بعد وشلال الدم مستمر، وهناك أمهات فقدن كل أبنائهن وأصبح عيد الأم نكئاً للجراح واسترجاعاً لذكريات مؤلمة.
يوم الأم الحقيقي لدى الكثير من الأمهات، هو معرفة مصير أبنائهن المفقودين في سجون الأسد، خاصة الذين مرت سنوات على فقدانهم ولم تصدر سلطات الأسد قائمة بهم، وتلجأ هذه الأمهات إلى ''الواسطة'' أو دفع مبلغ من المال لأحد عناصر الأمن لمعرفة مصير ابنها أو ابنتها فقط وليس لإخراجه من السجن، فمعرفة مصير المفقود عيد بحد ذاته في "سوريا الأسد"، وتتمنى العديد من الأمهات أن يسمح لهن بزيارة أبنائهن في السجون، ولكن يبقى الوضع معقداً ويزداد تعقيداً عندما تكون الأم مطلوبة أمنياً لدى لنظام الأسد.
وهناك مأساة أمهات المهاجرين في سوريا، فالملايين ممن هجرتهم الحرب تركوا عائلاتهم ورحلوا إلى بلدان بعيدة وأصبح اللقاء مع أمهاتهم يتم عبر الإنترنت فقط مع صعوبة لم الشمل للكثيرين لأسباب شتى، منها ما هو قانوني ومنها عدم رغبة الأمهات في الذهاب إلى بلدان لا ينسجمن مع عاداتها وتقاليدها.
هاجرت الكثير من الأمهات السوريات إلى بلدان كثيرة وتركن أبناءهن في سوريا ما بين أسير أو قتيل أو مقاتل مع هذا الطرف أو ذاك، لتبقى قلوبهن معلقة بسوريا رغم الرحيل.
وتزداد مأساة الأم السورية عندما ينقسم أبناؤها مع الانقسامات التي يشهدها البلد، فيلتحق أحد أبنائها بقوات المعارضة والآخر بقوات الأسد والثالث بتنظيم الدولة "داعش"، فيصبح الأشقاء أعداء وتصبح محاولات الأم لرأب الصدع معقدة، وتزداد مأساتها عندما يقتل الأخ أخاه الذي يعتبره عدواً له تحت أيديولوجيات متناحرة مزقت كل شيء حتى الترابط الأسري، فأي عيد لهذه الأم وأبناؤها قد أصبحوا أعداء.
تتحدث أم محمد من قرية عتمان بريف درعا لـ 'الوطن'' عن عيد الأم الذي يمر كئيباً عليها وعلى أغلب أمهات سوريا فتقول: ''فقدت أربعة من أبنائي وبنتاً واحدة مع أبنائها في الحرب، إبراهيم كان مقاتلاً مع الجيش الحر واستشهد في معركة مستودعات مهين في حمص، وإسلام استشهد في قصف على درعا، وعبدالملك استشهد في غارة جوية على مدينة بصرى الشام، ومحمد استشهد بغارة على درعا، وابنتي فاطمة استشهدت مع بناتها الثلاث وابنها وزوجي معهم أيضا بغارة على درعا، فأي عيد يمر علينا في هكذا ظروف؟!''. وعند سؤالها عن وجود جهات تتكفل بأسر الشهداء، نفت تلقي أي دعم من أي جهة.
أما أم حسين من بلدة جاسم بريف درعا، والتي فقدت أيضاً 5 من أبنائها من أصل 11 في الحرب السورية، ثلاثة منهم اغتالتهم حركة المثنى المرتبطة بـ"داعش"، ورابع قتل بقصف مروحي، والخامس قتل باشتباك مع قوات النظام في ريف درعا، فلم يكن وضعها أفضل من أم حسين، حيث قالت لـ"الوطن": "أنا مثل كل أمهات العالم أكره القتل ولا أحب أن تفقد أي أم أحد أبنائها، ولكنني مع إسقاط نظام الأسد ولو دفعت حياتي ثمناً لذلك..''.
ليس للأعياد عموماً بهجة في سوريا التي مزقتها ودمرتها الحرب، ويبقى لعيد الأم ألم خاص للأمهات السوريات اللواتي فقدن ابناً أو أكثر من أبنائهن في هذه النكبة التي ألمت بالوطن. وحتى الأمومة أصبحت مسيسة فيها، فلدينا أمهات قتلى المعارضة وأمهات قتلى جيش نظام الأسد وأمهات قتلى القوات الكردية، وهكذا...
وأصبح عيد الأم مأساة لأمهات القتلى أو الشهداء حسب التوصيف المناسب لكل حالة، فالحرب لم تنتهِ بعد وشلال الدم مستمر، وهناك أمهات فقدن كل أبنائهن وأصبح عيد الأم نكئاً للجراح واسترجاعاً لذكريات مؤلمة.
يوم الأم الحقيقي لدى الكثير من الأمهات، هو معرفة مصير أبنائهن المفقودين في سجون الأسد، خاصة الذين مرت سنوات على فقدانهم ولم تصدر سلطات الأسد قائمة بهم، وتلجأ هذه الأمهات إلى ''الواسطة'' أو دفع مبلغ من المال لأحد عناصر الأمن لمعرفة مصير ابنها أو ابنتها فقط وليس لإخراجه من السجن، فمعرفة مصير المفقود عيد بحد ذاته في "سوريا الأسد"، وتتمنى العديد من الأمهات أن يسمح لهن بزيارة أبنائهن في السجون، ولكن يبقى الوضع معقداً ويزداد تعقيداً عندما تكون الأم مطلوبة أمنياً لدى لنظام الأسد.
وهناك مأساة أمهات المهاجرين في سوريا، فالملايين ممن هجرتهم الحرب تركوا عائلاتهم ورحلوا إلى بلدان بعيدة وأصبح اللقاء مع أمهاتهم يتم عبر الإنترنت فقط مع صعوبة لم الشمل للكثيرين لأسباب شتى، منها ما هو قانوني ومنها عدم رغبة الأمهات في الذهاب إلى بلدان لا ينسجمن مع عاداتها وتقاليدها.
هاجرت الكثير من الأمهات السوريات إلى بلدان كثيرة وتركن أبناءهن في سوريا ما بين أسير أو قتيل أو مقاتل مع هذا الطرف أو ذاك، لتبقى قلوبهن معلقة بسوريا رغم الرحيل.
وتزداد مأساة الأم السورية عندما ينقسم أبناؤها مع الانقسامات التي يشهدها البلد، فيلتحق أحد أبنائها بقوات المعارضة والآخر بقوات الأسد والثالث بتنظيم الدولة "داعش"، فيصبح الأشقاء أعداء وتصبح محاولات الأم لرأب الصدع معقدة، وتزداد مأساتها عندما يقتل الأخ أخاه الذي يعتبره عدواً له تحت أيديولوجيات متناحرة مزقت كل شيء حتى الترابط الأسري، فأي عيد لهذه الأم وأبناؤها قد أصبحوا أعداء.
تتحدث أم محمد من قرية عتمان بريف درعا لـ 'الوطن'' عن عيد الأم الذي يمر كئيباً عليها وعلى أغلب أمهات سوريا فتقول: ''فقدت أربعة من أبنائي وبنتاً واحدة مع أبنائها في الحرب، إبراهيم كان مقاتلاً مع الجيش الحر واستشهد في معركة مستودعات مهين في حمص، وإسلام استشهد في قصف على درعا، وعبدالملك استشهد في غارة جوية على مدينة بصرى الشام، ومحمد استشهد بغارة على درعا، وابنتي فاطمة استشهدت مع بناتها الثلاث وابنها وزوجي معهم أيضا بغارة على درعا، فأي عيد يمر علينا في هكذا ظروف؟!''. وعند سؤالها عن وجود جهات تتكفل بأسر الشهداء، نفت تلقي أي دعم من أي جهة.
أما أم حسين من بلدة جاسم بريف درعا، والتي فقدت أيضاً 5 من أبنائها من أصل 11 في الحرب السورية، ثلاثة منهم اغتالتهم حركة المثنى المرتبطة بـ"داعش"، ورابع قتل بقصف مروحي، والخامس قتل باشتباك مع قوات النظام في ريف درعا، فلم يكن وضعها أفضل من أم حسين، حيث قالت لـ"الوطن": "أنا مثل كل أمهات العالم أكره القتل ولا أحب أن تفقد أي أم أحد أبنائها، ولكنني مع إسقاط نظام الأسد ولو دفعت حياتي ثمناً لذلك..''.