ندى سهوان – طالبة إعلام في جامعة البحرين:

هشام ناصر، شابٌ في مقتبل العمر، كاتب وروائي بحريني ولد عام 1992، حاصل على شهادة بكالوريوس إدارة اللوجستيات من بولتكنيك البحرين، شق طريقه نحو الكتابة بعمر الـ21 ورغم صغر سنه استطاع نشر روايتين في عامٍ واحد (2016).. تميز بكتابته للرواية الخيالية، ويزاول الآن مهنة عميل مكتبة في مدرسة متعددة الجنسيات -multinational school- .

في هذا الحوار تحدث لنا عن رحلته في عالم الكتابة الروائية :

كيف اكتشفت موهبتك في كتابة الروايات باللغة الإنجليزية؟



تخرجت من مدرسة حكومية قبل دخولي إلى بولتكنيك البحرين، فكانت لغتي الإنجليزية ضعيفة، لكن بعد أن درسنا الطرق والأدوات لكتابة المقالات والتقارير بالإنجليزية أصبحت متمكناً منها، ومع كثرة التكاليف -assignments- باللغة الإنجليزية التي تُعنى بالمواصلات والبضاعات، وتصل لألف وألفين كلمة، جعلتني أفكر في الكتابة الأدبية.

لماذا تكتب؟

الكتابة طريقة للهروب من الحقيقة والبحث عما أستطيع صنعه في مخيلتي، فهي ليست أداةً للتعبير عن المشاعر فحسب، إنما أداة للتعبير عما أريد خلقه .

امتازت روايتك بالخيال الواسع، من يلهمك لهذا الإبداع؟

كثير من الشخصيات، الكتّاب، المسلسلات وكذلك رحلات سفر، لكن يمكنني القول إن مصدر إلهامي هو الشخصيات الخيالية التي يخلقها الكتّاب الآخرين على مدى السنين، لا أحبذ أن أحدد شخصاً معيناً.

هل كان لطفولتك أثر بارز في تنمية خيالك؟

في صغري كنت أحب المصارعة والأفلام، وفور انتهائي من مشاهدتها أركض في جميع أنحاء البيت وأعيد تمثيل ما رأيته أو أغير العالم التلفزيوني وفقًا لما أتخيله.

عم تتحدث روايتك الأولى؟

نهاية العالم بطريقة شنيعة -نهوض الأحياء الموتى-، قد تبدو كفكرة مكررة، لكن هنالك خيطا يغير مجرى القصة؛ هنالك مجموعة من الناجين يريدون العيش في عالم يسيطر عليه الأحياء الموتى، في الكثير من المواقف التي وضعتها استعنت بخبرتي في مشاهدتي للأفلام وألعاب الفيديو، كما جاءتني الفكرة لأني أحب هذا النوع رغم تكراره فإني قررت إضافة شيء غيرها كليًا.

حدثنا عن مكان أحداث روايتك الأولى؟

استعنت بالمناظر الطبيعية في نيويورك عبر برنامج خرائط جوجل –Google maps-، كما دمجت منطقتي منهاتن وخليج كيب لخلق بيئةٍ جديدة.

لماذا لا تكتب قصصاً قصيرة؟

حاولت الكتابة لكن آل بي الأمر لكتابة قصة من 200 كلمة و هي كتابي الثاني -A Portrait of Memories-

من شجعك على الكتابة؟

عند قراءتي لرواية "الخيميائي" لباولو كويلو ضمن أحد المقررات الاختيارية أحببت الأسلوب وطريقة الكتابة لدرجة أنني دخلت في عمق التحليل مما جعل أستاذة المقرر جوانا فايزر تشيد به كثيرًا، ما جعلني أتساءل: لماذا لا أكتب؟ ثم أخذت مقرراً اختيارياً آخر لكتابة السيرة الذاتية مع نفس المدرسّة، الأمر الذي حفزني أكثر.

ما هي ردة فعلك بعد صدور روايتك الأولى؟

شعور غريب، فهي لم تكن الطبعة المثالية بالنسبة لي لا من ناحية الخط ولا الغلاف ولا الأوراق وذلك لسببين الأول سوء دار النشر والآخر عدم سيطرتي على ما حدث، لكن هذا لم يمنع يدي من تصفحه طيلة اليوم ابتغاء قراءته مجددًا.

ما هي الأجواء التي تتخذها قبل الشروع في الكتابة؟

أنا من محبي الطبيعة، فبعد تخرجي من الثانوية قررت السفر إلى أماكن كثيرة وفي سفري كتبت فوق جبل، وكتبت على سفينة لكن كانت كلها أفكار فقط، إنما التفاصيل أحب كتابتها كلها على جهازي الخاص في غرفتي وأنا أتوسط ملصقات لكتّاب أو شخصيات خيالية تلهمني من أفلام أو مسلسلات أو ألعاب فيديو وإذا تعبت من الكتابة أنظر إليها، لأتذكر كيف أن هذا الشخص العظيم صنع هذه الشخصية العظيم.

ما هي المصاعب التي واجهتها خلال الكتابة؟

إنني أتعلم وأنا أكتب، فلم أدرس لأكتب ولم تكن لي خبرة سابقة، فبدأت بنفسي أتعلم وأقرأ مختلف الكتب بكل أنواعها، ثم أحللها لاختلاف طرق الكتابة فدرستها جميعًا بشكل ذاتي وأخرجت طريقتي الخاصة و لا زلت أخرج طرقي، ثم إن المشكلة الأخرى التي واجهتني تتعلق بعملية النشر فهي عملية مملة ومرهقة جداً.

لماذا اخترت طباعة روايتك خارج البحرين؟

لم أجد دار نشر تقبل الكتب الخيالية بالإنجليزية بحجة أنهم لا يستطيعون المخاطرة في نشر كتاب ليس باللغة الأم لبلد النشر، بالإضافة لكون تكلفة دار النشر في البحرين أعلى.

ما هي ردة فعل نائب رئيس مجلس الأمناء والمدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي خلال تسلمه روايتك الأولى" Fear in Flesh "؟

استقبل نائب رئيس مجلس الأمناء والمدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي الشيخ خالد بن خليفة الكثير من الكتّاب العرب والبحرينيين، لكنهم كتّاب باللغة العربية وذوو طابع رومانسي أو عائلي، فاستغرب ذهابي إليه بكتاب ليس من لغتي الأم، واستقبلني بطريقة مفرحة جداً حتى أنه قرر أن يدشن كتابي مما ساعد على ظهوري في الأخبار ونشر كتابي، وأود القول إنها كانت لحظات مفرحة جداً بالنسبة لي.

ما الذي أضافت ورشة أساسيات الكتابة باللغة الإنجليزية إليك؟

ورشة أساسيات الكتابة باللغة الإنجليزية أكسبتني خبرة غريبة هيأتني لوظيفتي الحالية كعميل مكتبة.

لمن تقرأ من الروائيين؟

أقرأ لباولو كويلو لأن أسلوبه في روايته الخيميائي بدأت بالواقعية وتدرجت إلى الخيالية بانسيابية لا يمكن الإحساس بها، و أحب أيضًا كتب سام كين الذي يزاوج بين ثقافته العلمية في الرواية الأدبية .

لو عرضت عليك الفرصة لتحويل إحدى روايتيك إلى فيلم سينمائي أيهما ستختار ؟ ولماذا؟

-A Portrait of Memories- نستطيع تحويلها لفيلم بطريقة بسيطة لأن الأماكن فيها محدودة والقصة أكثر واقعية كما أنها أقرب لقلوب الناس.

في مقابلة مع الكاتب البحريني جعفر سلمان أكد على ضرورة وجود خبرة لدى الكتّاب وأن الخبرة لا تأتي إلا بعمر الـ 22 وأكثر وأن مخزون القراءة لا يكون بقراءة روايتين أو ثلاثاً بل بالقراءة في شتى المجالات مثل الفلسفة والتاريخ والمنطق وكذلك قراءة البحوث ورسائل الدكتوراه، ما رأيك ؟

مع كل احترامي إليه، إلا أنني أختلف معه في مسألة العمر، لأن كثيراً من الكتّاب المراهقين برعوا وأجادوا في هذا المجال، أنا بدأت وعمري لم يتجاوز الحادية والعشرين ولم يكن لدي خبرة سوى الكتابة لخمسة آلاف كلمة ويزيد، نعم الكتابة تحتاج خبرة لكن لا أظنها متلازمةً مع العمر إنما بالقراءة و الكتابة دائمًا.

قليل من الروائيين البحرينيين من دخل مجال الرواية الخيالية، في رأيك لماذا هذا الإحجام ؟

ربما قلة موارد الخيال في البحرين لأننا نذهب بطريقة تقليدية بالتراث لكن الآن ازداد الخيال مثل معرض الـ IGN و قراء الـ Comic لكننا في منطقة لا تروج للرواية الخيالية مثل أمريكا وبريطانيا اللتان تصنعان الأفلام ويتم توريدها لنا .

هل بالإمكان أن نقول إن هشام ناصر سيكون الروائي الخيالي الأول على مستوى البحرين؟

لا أعتبر نفسي أول الروائيين الخياليين لكني من الأوائل في هذا المجال.

هل سنرى إصداراً جديداً لكتبك؟

الآن أعمل على الجزء الثاني من روايتي الأولى “Fear in Flesh”

إلى ماذا تطمح في المستقبل؟

أطمح لخلق عالمي الخاص مثل سلسلة هاري بوتر لج. ك. رولينج .